نظمت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ممثلة بعمادة تطوير التعليم الجامعي البرنامج التدريبي "التعليم والتعلم الجامعي U.T.L" وذلك في دورته الثانية عشرة، والتي تأتي في أطار مساعي الجامعة الطموحة للارتقاء بأدائها وبرامجها وتحقيق الأهداف المنوطة بها، وانطلاقاً من إيمانها بالدور المهم والحيوي لأعضاء وعضوات هيئة التدريس في العملية التعليمية.
ويعنى البرنامج بالتطوير المهني لأعضاء هيئة التدريس، وتم تصميمه لتعزيز فاعلية التعليم والتعلم وتوفير البيئة التعليمية المحفزة للتعلم والتحسين الوظيفي المستمر لعضو هيئة التدريس، وهو يدمج المفاهيم الأساسية للتعليم والتعلم واستراتيجيات التعليم ومهارات التفكير والتجربة الفعلية للتدريس ضمن بيئة تعاونية علمية تعليمية، ويقدم دعماً عملياً فورياً وإطاراً للممارسات التدريسية التأملية المستمرة وتجويد الأداء.
وأوضح عميد تطوير التعليم الجامعي الدكتور عبدالله بن على سير المباركي في ختام البرنامج أن الجامعة ممثلة بوكالة التخطيط والتطوير والجودة ومن خلال عمادة التطوير التعليم الجامعي لديها خطة حقيقية طموحة تلبي احتياجات أعضاء هيئة التدريس ومن في حكمهم من ناحية تطوير مهاراتهم وتحسين أدائهم.
وأضاف: هذه الورشة هي إحدى الورش المتخصصة في تحسين مهارات أعضاء هيئة التدريس في العملية التعليمية التعلمية وأيضا في الجوانب التي لها علاقة بالعملية التعليمية كالبحث العلمي في مجال التعليم والتعلم الجامعي.
ولفت الدكتور المباركي إلى أهمية مثل هذه الورش لأن عضو هيئة التدريس في كثير من كليات الجامعة غير مؤهل من ناحية تربوية ، مستدركاً: ربما يكون في تخصصه حصل على أعلى الدرجات، ولا نشك في قدراته في مجال تخصصه، لكن هناك مهمة كبيرة وهي المهمة التربوية، إذ يجب أن يعرف كيف ينقل هذه المعلومات وكيف ينقل التجارب، وما دوره في العملية التعليمية، وهل هو ملقن أم موجه، وما هي الأنماط الحديثة في التعليم الجامعي، وكيف يطور مهارته، وكيف يختبر الطلاب ويقيم قدراتهم، وكيف يوجههم التوجيه الصحيح، وكيف يطور المناهج والخطط والبيئة التعليمة، وكيف يبحث في الجوانب التعليمية والتربوية.
وشدد عميد تطوير التعليم الجامعي على أهمية هذه الأمور، ونوه إلى أن هذه الورشة وغيرها جاءت لتحقيق هذه الأهداف التي تحقق رسالة الجامعة، مشيراً إلى أن عضو هيئة التدريس ركيزة أساسية في أي مؤسسة تعليمية، فاختيار عضو هيئة التدريس والاعتناء به، والاعتناء بحقوقه يؤثر إيجاباً وينعكس إيجابياً على واجباته وأدائه وبالتالي تحقق الجامعات رسالتها.
وعن تقييم نتائج الورش وأثرها قال الدكتور المباركي: قياس الأثر من الأمور الصعبة لكن عادةً ما نقيس قبل وبعد الورشة، فقبل الدخول هناك بعض الأدوات والأسئلة تسأل للمشاركين فيها، وفي نهاية الدورة يسأل مرة أخرى فيها، ويقاس الأثر ويرى هل تحسن الأداء أم لا، فالقياس يتم من خلال عقد الورشة.
وقدم الدكتور المباركي شكره لكل من ساهم في تنظيم هذه الورشة وغيرها، وخص بالشكر منسوبي ومنسوبات العمادة على جهودهم الجبارة، وكل من شارك في تنظيم هذا اللقاء، كما شكر سعادة مدير الجامعة بالنيابة على وقفاته المشرفة وعلى دعمه اللا محدود لكل ما يتعلق بأنشطة الجامعة وخصوصاً ما يتعلق بالطالب وبعضو هيئة التدريس.
يذكر أن البرنامج استمر لمدة خمسة أيام، أربعة أيام للجانب النظري ويوم واحد للتدريس العملي، وبلغ عدد المشاركين في البرنامج (66) مشاركاً من أعضاء وعضوات هيئة التدريس بالجامعة يمثلون كافة كليات الجامعة ومعاهدها، وكانت من أهم محاور البرنامج التعليم من أجل التعلم الفعال، ونظريات التعلم وتطبيقاتها في التدريس الجامعي، وتقييم التعلم، واستراتيجيات التعلم النشط والعمل الجماعي، ومخرجات التعلم، والتعليم الإلكتروني والتعلم المدمج وعملية ضمان الجودة في التدريس، واستخدام البحث لخدمة ودعم التعليم، كما تم تخصيص يوم كامل للتدريب العملي على التدريس يجمع بين النظرية والتطبيق في مجال التعليم العالي فالمشاركون يقسمون إلى مجموعات كل مجموعة تتكون من ستة مشاركين ويكون هناك منسق أو مشرف متخصص وتقوم كل مجموعة من المشاركين بالتخطيط وتنفيذ التدريس لحلقة قصيرة (درس) من المقررات الدراسية الجامعية بالاعتماد على البحوث والمؤلفات التعليمية الأخرى لإثراء عملية التدريس، واستخدام التغذية الراجعة لتحسين التعليم. ويقوم المشاركون باستكشاف القضايا ذات الصلة، والمشاركة في البحوث والكتابات الوثيقة الصلة بالموضوع، ويقومون كذلك بمراقبة التدريس من قبل محكمين والاستجابة لتقييم الزملاء، وتطوير فلسفتهم التعليمية.