تناول الدكتور بدر بن علي العبد القادر أستاذ تحليل الخطاب المساعد في قسم علم اللغة التطبيقي بمعهد تعليم اللغة العربية، الخطاب الإعلامي لصحيفة (مرآة الجامعة) دراسةً تحليلية من منظور الهوية الوطنية,

ونشر البحث في مجلة العلوم الشرعية واللغة العربية، والتي تصدر عن جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، في سنتها الثانية، المجلد الثاني، العدد الأول، ربيع الآخر 1438هـ، يناير 2017م. والمعنون بـــ:( خِطَاب الهُويَّة الوَطَنيَّة في الصَّحافَةِ الجَامِعيَّة– دِرَاسَة تَحلِيليَّة صَحِيفَة (مِرآةِ الجَامِعَة) نَمُوذَجًا) ويقع في قرابة (80) صفحة، محاولاً الإجابة عن سؤال البحث الرئيس:

ما المحاور التي تشكلت منها نماذج خِطَاب الهُويَّة الوَطَنيَّة في صَحِيفَة (مِرآةِ الجَامِعَة)؟.

وعلل الباحث لاختياره مرآة الجامعة، لكونها من أقدم الصحف الجامعية ، حيث تأسست عام 1402هـ، وصدر عددها الأول يوم الاثنين الموافق 1402/3/9هـ. كما تعد من أكثر الصحف انتشارا، حيث توزع في جميع الجامعات السعودية وفروعها والكليات، والمعاهد العلمية في جميع مناطق المملكة وخارجها، بالإضافة إلى توزيعها في المؤسسات الحكومية والأهلية وعلى المبتعثين في الخارج، وكذلك الجامعات الخليجية والعربية والبعثات التعليمية السعودية في مختلف دول العالم. إضافةً لتنوع قراء الصحيفة، حيث تقرأ في الأوساط الجامعية: أعضاء هيئة تدريس، الطلاب والطالبات، أولياء الأمور، والموظفين، وغيرهم من فئات المجتمع. وتشير التقديرات أن عدد قرائها يتجاوز (200) ألف قارئ وقارئة.

وقد سعت الدراسة إلى تحقيق عدد من الأهداف منها:

• تحليل محتوى صحيفة (مرآة الجامعة) في ضوء قائمة محاور خطاب الهُويَّة الوطنية ونماذجها المحددة.

• تحديد المحاور التي تشكلت منها نماذج خطاب الهُويَّة الوطنية في صحيفة (مرآة الجامعة) .

• حَصْر نماذج خطاب الهُويَّة الوطنية التي تضمنها المحتوى الثقافي لصحيفة (مرآة الجامعة) .

• تحديد أساليب عرض نماذج خطاب الهُويَّة الوطنية في صحيفة (مرآة الجامعة) .

• حصر محاور خطاب الهُويَّة الوطنية التي تكررت أكثر من غيرها في صحيفة (مرآة الجامعة).

• حَصْر نماذج خطاب الهُويَّة الوطنية التي تكررت أكثر من غيرها في صحيفة (مرآة الجامعة).

• تحديد أساليب عرض نماذج خطاب الهُويَّة الوطنية التي تكررت أكثر من غيرها في صحيفة (مرآة الجامعة).

وتظهر أهمية الدراسة في إسهامها بـــ :

• وضع قائمة بنماذج خطاب الهُويَّة الوطنية التي يجب أن تكون محور المحتوى الثقافي للصحافة الجامعية، ويمكن الإفادة من تلك القائمة في الجوانب الآتية:

تحليل محتوى صحف جامعية أخرى في ضوء قائمة نماذج خطاب الهُويَّة الوطنية المتفق عليها.

إعادة النظر في المحتوى الثقافي لبعض الصحف بغرض تطويرها بصورة جزئية.

تحليل محتوى صحيفة (مرآة الجامعة) للكشف عن نماذج الهُويَّة الوطنية الصريحة والضمنية في محتوى الصحيفة.

استقصاء دور الصحافة الجامعية في التعريف بالهُويَّة الوطنية وترسيخها لدى الطلاب.

ولذا تمثلت تساؤلات الدراسة في السؤال الرئيس الآتي:

1. ما المحاور التي تشكلت منها نماذج خِطَاب الهُويَّة الوَطَنيَّة في صَحِيفَة (مِرآةِ الجَامِعَة)؟

وتفرع عنه الأسئلة الفرعية الآتية:

2. ما النماذج التي انبثقت عن محاور خِطَاب الهُويَّة الوَطَنيَّة في صَحِيفَة (مِرآةِ الجَامِعَة)؟

3. ما أساليب عرض نماذج خطاب الهُويَّة الوطنية في صحيفة (مرآة الجامعة)؟

4. ما محاور خطاب الهُويَّة الوطنية في صحيفة (مرآة الجامعة) التي تكررت أكثر من غيرها؟

5. ما نماذج خطاب الهُويَّة الوطنية في صحيفة (مرآة الجامعة) التي تكررت أكثر من غيرها؟

6. ما أساليب عرض خطاب الهُويَّة الوطنية في صحيفة (مرآة الجامعة) التي تكررت أكثر من غيرها؟

وقد تطلبت طبيعة الدراسة وتساؤلاتها استخدام المنهج الوصفي التحليلي في عرض الجانب النظري للدراسة، وجمع البيانات من الصحيفة المستهدفة، بهدف تحديد محاور خطاب الهُويَّة الوطنية ونماذجها. وقد تناولت الدراسة في جانبها النظري مقدمة أبرزت أهمية الإعلام في العصر الحديث، ودور الكلمة في تشكيل الوعي للقارئ من خلال تغذية جوانبه المعرفية، كما تعرضت لمشكلة الدراسة، وأهدافها، وأهميتها، وتساؤلاتها، ومنهجها، وأدواتها، وعينتها، ومصطلحاتها (الخطاب، الهُوية، الوطنية، الهُوية الوطنية، ومفهوم تحليل المحتوى وغيرها. وتعرضت في جانبها التطبيقي عرض نتائج البحث وتفسيرها ومناقشتها، من خلال الإجابة عن تساؤلات الدراسة، بالاعتماد على الجانب الإحصائي والجداول البيانية في حساب مجموع التكرارات، والنسبة المئوية للمحور، والنسبة المئوية للنماذج، والرتبة بالنسبة للمحور، والرتبة بالنسبة للنماذج، وغيرها مما استدعته طبيعة الدراسة، وعليه كانت محاور خِطَاب الهُويَّة الوَطَنيَّة في صَحِيفَة (مِرآةِ الجَامِعَة) وفقًا لنماذجها هي:

• المحور الأول: نماذج خطاب الهُويَّة الوطنية للمناسبات الوطنية.

• المحور الثاني: نماذج خطاب الهُويَّة الوطنية للمؤتمرات والندوات والفعاليات.

• المحور الثالث: نماذج خطاب الهُويَّة الوطنية للواجبات العَقَدية.

• المحور الرابع: نماذج خطاب الهُويَّة الوطنية للواجبات الوجدانية.

• المحور الخامس: نماذج خطاب الهُويَّة الوطنية للواجبات الاجتماعية.

• المحور السادس: نماذج خطاب الهُويَّة الوطنية للواجبات السلوكية.

وتوصلت الدراسة إلى (39) نموذجًا لخِطَاب الهُويَّة الوَطَنيَّة في صَحِيفَة (مِرآةِ الجَامِعَة). كما ناقشت الدراسة أساليب عرض تلك النماذج وتنوعها إلى: العنوان الرئيس، العنوان الفرعي، الخبر الصحفي، المقال الصحفي، اللقاء الصحفي، التصريح الصحفي، التقرير الصحفي، الشعر، الصورة، الإعلان.

وناقشت الدراسة محاور خطاب الهُويَّة الوطنية في صحيفة (مرآة الجامعة) التي تكررت أكثر من غيرها، وهي:

المحور الثاني: نماذج خطاب الهُويَّة الوطنية للمؤتمرات والندوات والفعاليات.

المحور الثالث: نماذج خطاب الهُويَّة الوطنية للواجبات العَقَدية.

المحور الأول: نماذج خطاب الهُويَّة الوطنية للمناسبات الوطنية.

مع تفسير ذلك وتعليله حسب معطيات الدراسة.

كما تناولت الدراسة  نماذج خطاب الهُويَّة الوطنية في صحيفة (مرآة الجامعة) التي تكررت أكثر من غيرها، وهي:

1. الاحتفاء باليوم الوطني الثالث والثمانين

2. الوحدة الوطنية ثوابت وقيم

3. ذكر محاسن ولي الأمر

4. حماية الوطن والدفاع عنه

5. مسابقة شموخ الوطنية (الموسمية)

6. وجوب السمع والطاعة.

وقد ذكر الباحث عدة تفسيرات للنتائج التي توصل إليها. 

كما عرضت الدراسة إلى أساليب عرض نماذج خطاب الهُويَّة الوطنية في صحيفة (مرآة الجامعة) التي تكررت أكثر من غيرها، وهي: العنوان الرئيس، المقال الصحفي، الخبر الصحفي، العنوان الفرعي،  التقرير الصحفي، التصريح الصحفي. وأعقب ذلك بذكر المسوغات والتفسيرات للنتائج المذكورة. وقد خلصت الدراسة إلى جملة من النتائج منها:

• أن الهُويَّة الوطنية بمفهومها الإسلامي وسيلة من وسائل تحقيق أهداف الشريعة الإسلامية في جانبها الاجتماعي، وركيزة أساس في حماية الأمة، وتحصين عقول أبنائها ضد التيارات الفكرية الهدامة.

• قدرة الصحيفة على مواكبة أحداث المجتمع وتغطيتها بشكل فاعل يتلاءم مع رسالتها.

• تنوع المحاور الوطنية للخطاب الصحفي لصحيفة (مرآة الجامعة).

• الثراء المتنوع لنماذج خطاب الهوية في صحيفة (مرآة الجامعة) وتُعدُّد مضامينه.

الجدير ذكره أن هذه الدراسة تعد الأولى من نوعها في الدراسات العربية والأجنبية، إذ ذكر الباحث أنه راجع عددًا من قوائم المكتبات، وفهارس الرسائل الجامعية ومكتباتها، ومسارد عناوين بحوث المجلات العلمية المحكمة، وكذلك عناوين بحوث المؤتمرات، كما استخدم المكتبات الرقمية العربية وغير العربية، وقواعد المعلومات العربية وغيرها ولم يجد فيما اطلع عليه بحوثًا ذات علاقة بتحليل (خطاب الهُويَّة الوطنية في الصحافة) سواء أكانت الجامعية أم غيرها، وعليه يُعدُّ هذا البحث– حسب علم الباحث – الأول من نوعه في هذا المجال في المكتبة العربية.