تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 في حلقة نقاش نظمها المعهد العربي الإسلامي في طوكيو،علماءُ واساتذة جامعات يابانية، وباحثونَ يابانيون يثمنون إسهامات المملكة في رعاية الحوار بين الحضارات.

 

​نظَّم المعهد العربي الإسلامي في طوكيو، حلقة نقاشٍ حول رعاية المملكة العربية السعودية لحوار الثقافات والحضارات والأديان، وذلك يوم الجمعة 23 جمادى الأولى(5) 1439 هــ الموافق 09 فبراير 2018 م، بمقر المعهد بالعاصمة اليابانية طوكيو.الجدير بالذكر ان هذه الحلقة تعقد على هامش المؤتمر الدولي (جهود المملكة العربية السعودية في ترسيخ وتاصيل منهج اهل السنة و الجماعة والدعوة اليه ودعم قضايا الامتين العربية و الاسلامية ) الذي تنظمه جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية خلال النصف الثاني من شهر جماد الاخرة 1439حيث يهدف هذا المؤتمر الى تسليط الضؤ على دور المملكة في تعزيز قيم الوسطية و الاعتدال و محاربة التطرف والارهاب. وقد شرَّف اللقاء ضيفاً معالي الدكتور ياسوشي أكاشي، نائب الأمين العام الأسبق والممثل الخاص الأسبق للأمين العام للأمم المتحدة، والرئيس الأول لمركز هيروشيما للبحوث من أجل السلام، وممثل الحكومة اليابانية لاستتباب الأمن والسلام في دولة سريلانكا والذي شكر في كلمته سفارة المملكة العربية السعودية لدى اليابان،وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والمعهد العربي الإسلامي في طوكيو على تسهيل إقامة مثل هذه الحلقات واللقاءات التحاورية، مشيراً إلى أهمية الحوار بين الأديان والثقافات، وذلك لأهمية الدين والذي يمثل الغذاء الأمثل للروح، والدافع القوي المحفِّز على الحياة خاصةً في عصرنا الحاضر، مؤكداً على أن الحوارات بين الأديان تقوم بدور فعال في التعارف وتقوية المشتركات من القيم الإنسانية. ذاكراً، أنه ومن خلال خبرته الدولية الطويلة التي امتدت لأكثر من ستين عاماً، يستطيع القول إنَّ التفاهم المتبادل هو أساس التعايش والتقدم، ويُعدُّ نقطةً محورية للانطلاق نحو أفق أرحب للشعوب والأمم، وقد لعبت المملكة العربية السعودية ومازالت تلعب دوراً محورياً في حوار الحضارات والثقافات والأديان، راجيا أن تتيح هذا الحلقة فرصةً رحبة للتفاهم والتقدم نحو مرحلة جديدة للصداقة المستمرة بين اليابان والعرب بشكل عام ، و المملكة العربية السعودية بشكل خاص.

في كلمته تحدث القائم بأعمال سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى اليابان الاستاذ محمد جستنيَّه، نيابةً عن سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليابان، ، مشيداً بجهود المعهد العربي الإسلامي في طوكيو، ومبادراته بعقد الندوات والمؤتمرات والورش وحلقات النقاش التي تعزز من العلاقات اليابانية السعودية في بعدها الثقافي والحضاري. مضيفاً: " ان حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين (حفظهما الله)، تدعو في أكثر من مناسبة لتنظيم وعقد مؤتمرات لحوار الأديان والثقافات، وهو ما تجسد على أرض الواقع في أكثر من حالة، إلا أن الواقع هو أن هذه الدعوة تضمنت محاولة جادة للارتقاء بالأفكار والمشاعر الإنسانية، ومن ثم بحالة العلاقات الدولية بشكل عام، والانتقال من منطق التخندق لدى أتباع كل عقيدة دينية إلى طرح التعاون بغرض التعامل مع مختلف التحديات المشتركة التي تواجه البشرية جمعاء من خلال التوظيف الإيجابي لدور الأديان.

وفي افتتاح حلقة النِّقاش تحدث مدير المعهد العربي الاسلامي في طوكيو د.ناصر بن محمد العميم، شاكراً الحضور الكريم، ومؤكداً على أنَّ حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين و ولي عهده الأمين حفظهما الله تولي اهتماماً كبيرا في تأسيس مفهوم الحوار على المستوى العالمي، الذي يهدف إلى الإسهام في صياغة الخطاب الإسلامي الصحيح المبني على الوسطية والاعتدال من خلال الحوار الجاد و البناء. موضحا ان الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة في هذا الشأن على كافة الأصعدة واضحة وهي محل تقدير.وانطلاقا من مواقف المملكة الثابتة، التي تؤكد أهمية إيجاد قنوات للتفاهم بين الشعوب، والحوار بين مختلف الحضارات فقد تقدمت المملكة مع دول المجموعة الاسلامية فى الامم المتحدة بمشروع قرار يتضمن الإعلان عن برنامج عالمي للحوار بين الحضارات والثقافات الانسانية المعاصرة ، وذلك بهدف توضيح الوجه الحقيقي للإسلام والعمل على إحلال السلم الثقافي محل الصراع بين الحضارات ولإيجاد أرضية مشتركة للتعاون بين الشعوب على مستوى القيم المعنوية العليا التي تستند إليها تلك الحضارات، وبناءً عليه فقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا المشروع القرار 1998م.

 هذا وقد ابتدرت مداخلات حلقة النقاش الأستاذة الدكتورة كَيْتِي مَاتْسُئي،المحاضرة في قسم دراسات.المدنية العالمية بجامعة سَيْ سِنْ اليابانية للبنات، متناولةً أهمية حوار الأديان". طارحةً السؤال التالي: ما أهمية حوار الأديان ؟، معتقدةً أن هذه الأهمية تكمن في دور الدين، وأهمية الحوار، ودوره. فأهمية الحوار الديني تكمن في طبيعة الدين وتعاليمه التي تثبت احترام الحياة، والتعايش مع الآخرين، وبناء السلام، والحفاظ على علاقات إنسانية متناغمة، وجعل الجميع سعداء. كما أنَّ المشكلات والصراعات التي يواجهها العالم وتعيشها البشرية، يمكن حلها بالحوار التفاوضي التعاوني البنَّاء الذي ينادي بإشراك الجميع والتفكير في الحلول. مشيرةً إلى ديباجة ميثاق اليونسكو التي تقول: "لأن الحرب تولد في أذهان الناس، يجب أن نبني حصن السلام في قلوب الناس". مؤكدةً على تمنياتها أن يعم السلام بين الناس لينتقل من محيط الأسرة إلى محيط المجتمع ومنه إلى سلام الدول ثم إلى السلام العالمي.بمعنى أن، السلام العالمي قد لا يكون حلمًا بعيد المنال. ولذلك، فإن الحوار بين الأديان، سواء كان بين الأفراد أو بين الأسر أو بين المجتمعات أو بين البلدان أمر له أهميته.

هذا وقد تناول الأستاذ هيغوتشي،رئيس جمعية مسلمي اليابان السابق، المراقب المستشار في اللجنة اليابانية للمؤتمر العالمي لرجال الأديان من أجل السلام، في مداخلته وضع حوار الأديان في اليابان وأهم إسهامات المملكة في مجاله، مؤكداً على دور المملكة العربية السعودية الحيوي وإسهاماتها في حوار الأديان ، وذلك من خلال إنجازات الحوار الديني القائم بين رجال الدين من المملكة ومن اليابان، والذي قامت جمعية مسلمي اليابان بالمشاركة الفعَّالة فيه منذ عام 1992م وحتى العام الماضي 2017م، والذي تمثل في ملتقيات ومؤتمرات وندوات وورش عمل ، وقد أوصت هذه الملتقيات بتبادل الزيارات بين الطرفين، مؤكداً على أهمية التبادل المعرفي الذي طرحته المملكة العربية السعودية.     

بدوره تناول د.ناصر العميم مدير المعهد العربي الإسلامي في طوكيو في المداخلة الثالثة جهود المملكة في مجال حوار الأديان والحضارات، والثقافات، مبيِّناً تعاظم أدوار المملكة في التَّعاطي الإيجابي بأريحية وكرم وثبات مع القضايا الإنسانية المصيرية العالمية المعاصرة بكل أبعادها الدينية، والثقافية، والفكرية، والاجتماعية، والاقتصادية، بعقلٍ مُتَّقِدٍ مُتفتِّح وصدرٍ رحب، وتعقُّلٍ، وحكمة، وصبر. دافعها الأساس هو صون الأرض والمحافظة على كرامة الإنسان الذي كرَّمه الله وجعله خليفةً في الأرض بُغْيَةَ إعمارها، مُرتكزةً -بصورةٍ مِفْصليَّةٍ - في جهودها وأنشطتها المباركة على مبادئ الإسلام الراسخة، وقيمه السمحة الداعية إلى بذل النفيس والغالي من أجل خير البشر كلِّ البشر باختلاف معتقداتهم، وأديانهم، وثقافاتهم، وأفكارهم، وحضاراتهم، وتنوُّعِ أجناسهم، وألوانهم، ولغاتهم، وبيئاتهم الطبيعية والحيويَّة، والاجتماعية. فقد بادرت المملكة العربية السعودية لتنظيم ملتقيات ومؤتمرات وندوات وورش عمل واجتماعات كثيرة تناولت الحوار الحضاري والثقافي، وحوار الأديان، وذلك لإيمانها الراسخ بإيصال مفاهيم ومبادئ الحضارة الإسلامية في بعدها الإنساني من عدل ومساواة وحقوق للآخرين، والوصول إلى فهم حقيق مشترك بين ثقافات العالم المعاصر وحضاراته ومجتمعاته.لم تكن جهود المملكة مقتصرةً على الملتقيات فحسب، بل ذهبت إلى إنشاء مؤسسات ومراكز، وإطلاق جوائز عالمية تخدم أهداف الحوارات، ومن بينها جائزة خادم الحرمين الشريفين للترجمة، والتي تثمن دور الترجمة في نقلها المحايد والأمين لتاريخ الأمم والشعوب وتجاربها وعلومها وثقافاتها، إرتقاءً بالوعي الإنساني، وتعزيزاً للتواصل بين المجتمعات البشرية في شتى الجوانب، مورداً عدداً من الملتقيات والمؤتمرات والندوات وحلقات النقاش وورش العمل التي أقامتها المملكة في هذا الشأن.

وآخر المداخلات جاءت من  الدكتور سليم الرحمن خان، رئيس مركز الندوة التعليمي الإسلامي في اليابان، الباحث في المعهد العربي الإسلامي في طوكيو والأستاذ الزائر في جامعة تشيوؤو اليابانية والذي تحدث عن  "الحوار من منطلق دين الإسلام"، مؤكداً على أصالة الحوار في الثقافة الإسلامية لما له من أهمية كبرى في التعايش االسلمي بين الأمم والشعوب والجماعات والأفراد. ذاكراً أنَّ الحوار بين الأديان هو اللقاءات بين أهل الأديان من أجل العمل على نشر الأمن والسلام في العالم، والبحث عن أساليب نبذ العنف والحرب ومكافحة الفقر وحماية البيئة وصيانة كرامة الإنسان.والحوار الذي "يهدف إلى تحسين مستوى العلاقة بين الشعوب أو الطوائف، ويُعنى بالقضايا المجتمعيّة كالإنماء، والاقتصاد، والسلام ونحو ذلك. وقد تفاوض رسول الله مع أهل الكتاب والمشركين، وكذلك الصحابة الكرام تفاوضوا مع أهل الأديان المختلفة فيما يخص دنياهم ومعاشهم، ولا يزال هذا الأمر موضع اتفاق. وقد تناول د. سليم الحوار بين الله عز وجل وبين ملائكته في خلق آدم عليه السلام، والذي بين الله عز وجل لملائكته الكرام الهدف من خلق آدم عليه السلام. وقد قام الرسل والأنبياء عليهم السلام بالحوار بمعناه الشرعي المطلوب في حواراتهم الكثيرة مع أقوامهم بطرق مختلفة وأساليب متعددة. والمنهج القويم في "الحوار بين الأديان" هو إبراز المعنى الصحيح ورد المعنى الباطل وهذا يقتضي قيام الحوار بمنهجية صحيحة وأسلوب حسن .وهناك أمثلة عظيمة ، تدل على احترام رسول الله صلى الله عليه وسلم لزعماء غير المسلمين، ويظهر هذا جليًّا في رسائله صلى الله عليه وسلم إلى ملوك الأرض وزعمائها، فهو لم يختص واحدًا دون الآخر باحترام أو توقير، وإنما عاملهم جميعًا بمنتهى الاحترام و التقدير، وبأعلى درجات الأخلاق بصرف النظر عن مللهم ونحلهم، فقد كان مِنْهُمُ اليهود، ومنهم النصارى، ومنهم المجوس، ومنهم عبدة الأوثان، كما أنه لم ينظر إلى أعراقهم، بل عظَّم الجميع من عرب ومن عجم . وهكذا كانت رسائله صلى الله عليه وسلم، تفيض احترامًا وتقديرًا على الرغم من اختلاف العقيدة والعرق مع من يراسلهم، فالتعامل الأخلاقي تعامل إنساني لا يرتبط بأرض أو زمان.

جدير بالذكر، أن حلقة النقاش قد حازت على إقبال كبير من قبل اليابانيين وغيرهم من المهتمين بحوار الثقافات والحضارات والأديان، وعلى هامش السمنار طالب العديد من الأكاديميين والإعلاميين والمهتمين بحوار الحضارات والثقافات والأديان بمزيد من اللقاءات العلمية والتفاكرية والتحاورية إسهاماً في تقريب وجهات النظر الإنسانية تجاه قضاياها الأساسية وفي مقدمتها الأمن والسلام والعالميين.

 


--
22/08/1439 03:25 م
آخر تعديل تم على الخبر:
 

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ
    الأحد 09/06/1439 هـ 25/02/2018 م
    المصدر:الإدارة العامة للإعلام والاتصال
    التقييم:
    الكلمات الدلالية
     حلقة نقاش نظمها ،المعهد العربي الإسلامي،  طوكيو،علماءُ، اساتذة جامعات يابانية، باحثونَ يابانيون ،يثمنون ،إسهامات المملكة ، رعاية الحوار ، الحضارات