افتتحت الجلسة التاسعة والختامية لمؤتمر التعريب الثالث عشر الذي تنظمه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ممثلة بمعهد الملك عبد الله للترجمة والتعريب بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ممثلة بمكتب تنسيق التعريب عند الساعة الحادية عشر من صباح يوم الخميس 1440/1/17هـ .
حيث ابتدأت الجلسة متناولة محور (الرموز العلمية أشكال إقرارها والتوافق حولها) برئاسة د. الخليل النحوي -رئيس مجلس اللسان العربي بموريتانيا حيث استهلتها أ.د. زكية محمد المولدي السائح-جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن -السعودية ببحثٍ عنوانه (المصطلح المعجمي العربي: الواقع والآفاق) ركزت فيها على المنظومة المصطلحية لفرعٍ من فروع اللسانيات وقسمت البحث إلى قسمين كبيرين الأول: واقع المصطلح المعجمي العربي وضحت من خلاله موقف اللسانيين من المعجم، وعلم المعجمية عند الخليل، والدرس المعجمي، وتذبذب المصطلح المعجمي عند المختصين، والقسم الثاني: آفاق المصطلح المعجمي اوجزت قولها بذكر بوادر تحقيق مصطلح معجمي شامل وعام وموحد وهي: إعادة قراءة التراث العربي قراءة متمعنة دقيقة، وتحقيق التقارب العربي-العربي، وانتشار الدرس المعجمي الحديث في كل الجامعات العربية، والاعتناء بالمصطلح المعجمي من حيث تأليف قواميس لسانية مختصة في علمي المعجمية والقاموسية، وترجمة الموسوعات اللسانية المختصة لحين تأليف موسوعات لسانية عربية، ووجوب تفعيل القرار السياسي من أجل لم شتات العلماء العرب وتشجيعهم على العطاء لتوحيد مصطلحات العلوم اللسانية ومنها: المصطلح المعجمي ونبذ الذاتية تحت رعاية سلطة علمية عليا لتوحيد المصطلح ونشره في العالم العربي .
ثم تلتها بالمحور ذاته أ.د. رجاء الغامدي ببحث بعنوان (الاختصارات والرموز العلمية في القواميس الالكترونية) بمشاركة مع الباحثتين أ.د. نهى النزاوي، أ.د. دلال اللحيدان-كلية الجبيل الجامعية-السعودية تطرقن فيه إلى مشكلة افتقار القواميس العلمية رموز واختصارات علمية مرادفة باللغة العربية مع تزايد في أعداد القواميس الالكترونية، لعدة أسباب منها: التطور الراهن في المعارف والفنون والسياسة في العالم العربي الذي لم يواكب التطور في نقل المصطلحات إلى العربية، وعدم اكتراث المنشغلين بهذه العلوم بجهود العلماء القدامى في إثراء اللغة العربية بإيجاد مرادفات للعديد من المصطلحات الأعجمية، وقلة مؤلفات القدماء مقارنة بما انبث من مصطلحات في كتب متفرقة يصعب على المريد تتبعها، وضعف الترجمة والمترجمين الأولين منهم والمتأخرين في صياغة ألفاظ عربية سليمة من الركاكة، كما لاختلاط العرب بأقوام من الأعاجم ساهموا بقصد أو بغير قصد في نشر ألفاظ دخيلة، وأخيراً غياب المصطلح العلمي الموحد بين اقطار عالمنا العربي المترامي الأطراف من ناحية وبين أفراده من ناحية أخرى، إضافة إلى تعدد اللهجات في اللغة العربية المستخدمة.
وأشرن إلى أن الطريق إلى المستقبل ونجاة اللغة العربية لن يكون إلا بإنشاء تطبيق الكتروني يقدم ترجمة محكمة للرموز والاختصارات العلمية في جميع العلوم وذلك بإثراء اللغة العربية وإتباع نهج العرب قديماً في إيجاد مصطلحات عربية باستعمال الاشتقاق والنحت والمجاز والتعريب.
وبهذا اختتمت الجلسة التاسعة والأخيرة لمؤتمر التعريب الثالث عشر بحمد الله وتوفيقه والشكر لكل من حضر وساهم في إنجاح هذا المؤتمر آملين تحقيق جميع توصياته وأهدافه المنشودة بإذن الله.