تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 اليوم الوطني .. ولاءٌ وعطاءٌ

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم وسار على نهجهم إلى يوم الدين. أما بعد:
تحتفي بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية في هذا اليوم بمناسبة ذكرى اليوم الوطني الواحد والتسعين، الذي تم فيه توحيد المملكة في21  جمادى الأولى1351هـ الموافق23 سبتمبر من عام 1932م، الذي نتذكرُ فيه عظيم التضحية والجهد الذي قام به المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- ورجاله المخلصون العظماء من أبناء هذا الوطن لتوحيد هذه البلاد المباركة، وإرساء قواعدها، فتأسست الدولة السعودية الثالثة الدولة الحديثة العصرية، التي حققت الأمن والأمان والاستقرار والنهضة لأبنائها ومدت يد العون لكل محتاج والمساعدة لأشقائها وأصدقائها في كل شعوب دول العالم.
وبفضل الله ثم بفضل القيادة الرشيدة لهذه البلاد استطاعت المملكة -خلال عقود قليلة- أن يكون لها دورٌ قياديٌ ورياديٌ في منطقتها، ومكانةٌ عاليةٌ بين الدول فأصبحت من ضمن دول مجموعة العشرين في العالم.
  وفي العهد الزاهر في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين -حفظهما الله- بلغت المملكة قمت تطورها في شتى المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتقنية والصحية،حيث قدمت أنموذجاً متميزاً وناجحاً في إدارة جائحة كورونا على كافة المستويات، وسخرت كافة الإمكانات البشرية والمادية لسلامة الإنسان والمحافظة على صحة المواطن والمقيم، واحتلت مراكز عالمية في مؤشرات التعافي من كورونا، حيث احتلت المملكة المرتبة الثانية عالمياً وفقاً لمؤشر "نيكاي" الياباني للتعافي من فايروس كورونا المستجد في مجال إدارة العدوى وإطلاق اللقاحات وعودة الأنشطة.
وبفضل الله ثم بفضل الدعم الكبير من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -يحفظهما الله- تم إنجاز عالمي في مجال الأمن السيبراني حيث حققت المركز الثاني عالمياً من بين 193 دولة، وتتبوأ المركز الأول على مستوى الوطن العربي، والشرق الأوسط، وقارة آسيا، وفقاً للمؤشر العالمي للأمن السيبراني.
وإنَّ من المعالم المهمة لبلادنا الغالية – حفظها الله- العناية والاهتمام بالبحث العلمي ودعمه وتشجيع الباحثين من أعضاء هيئة التدريس ومن في حكمهم، حيث أصبحت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية من الجامعات السعودية المتميزة في مجال البحث العلمي، ويتضح ذلك بجلاء في خطة الجامعة الاستراتيجية الخمسية 2021 -2025 المنبثقة من الرؤية الثاقبة 2030. 
وأولت المملكة العربية السعودية منذ عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله -، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – جلّ اهتمامها وعنايتها بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة لاستيعاب الأعداد المتزايدة لضيوف الرحمن، وذلك ابتغاءً لمرضاة الله وأداءً للأمانة العظيمة.
وبذلت المملكة الغالي والنفيس في سبيل عمارة وتطوير الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وتقديم أرقى الخدمات العصرية لحجاج بيت الله الحرام ‏والزائرين والمعتمرين، وذلك استشعارًا للمسؤولية والشرف العظيم الذي خصّ الله به المملكة لرعاية الحرمين الشريفين.
وتُعدّ خدمة الحرمين الشريفين من أهم أولويات قيادة المملكة التي يتشرف بها ملوك هذه البلاد الطاهرة، وواجب يتفانون في أدائه تقربًا إلى الله وأداءً لدورهم الريادي والقيادي في خدمة الإسلام والمسلمين، وقد سعوا طوال العهود المتعاقبة إلى توفير سبل الراحة وتيسير أمور الحج والزيارة وتسهيل جميع الإجراءات وتقديم أرقى الخدمات ليُؤديَ ضيوفُ الرحمن عباداتهم في روحانية وسهولة ويسر وأمن وأمان، وهذه نعم عظيمة لا تُعد ولا تحصى تحتاج منا شكر الله جل الله في علاه ثم ولاه أمرنا حفظهم الله على ما يقدمونه به جعله الله في ميزان حسناتهم.
ويسرني في هذه المناسبة أن أرفع التهنئة والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهد الأمين -حفظهما  الله - بأصدق الدعوات وأجمل التهاني بالذكرى الحادية والتسعين لتوحيد المملكة العربية السعودية. 
وفي الختام أسأل الله العظيم رب العرش الكريم، أن يحفظ ولاة أمرنا، ووطننا الغالي من كل سوء ومكروه، وأن يديم علينا نعمه، ويحفظ بلادنا وينصر جنودنا في الحد الجنوبي، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

د. صالح بن مَدَّه الجدعاني
وكيل عمادة البحث العلمي للمراكز البحثية

--
16/02/1443 10:29 ص
آخر تعديل تم على الخبر:
 

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ