تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 رؤية مباركة وقرار تاريخي

 
الدكتور بدر بن علي العبد القادر عميد معهد تعليم اللغة العربية

عندما أعلنت الرؤية المباركة 2030 كانت رؤية طموحة تستشرف المستقبل، وتبني الحاضر للمستقبل، من خلال التنمية الشاملة من منطلق الثوابت الشرعية، وتوظيف إمكانيات البلاد وطاقاتها، ليكون هذا الوطن أنموذجاً فريداً بين دول العالم في مختلف المجالات، كما ذكر ذلك سيدي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله.

كانت هذه الرؤية في أساسها رؤية العمل والإنجاز وفق برامج التحول التي قامت عليها، حيث جاءت شاملة متكاملة لكل أطياف المجتمع في برامجها الاجتماعية والاقتصادية، ومنحت الفرص لفئات المجتمع كافة، رجالا ونساء، صغارا وكبارا، ليسهموا بأفضل ما لديهم من قدرات، ويبذلوا أعلى إمكاناتهم لرقي الوطن وتطوره ونمائه.

وعودًا على بدء فإن هذه الرؤية اعتنت بحفظ مكانة المرأة كونها أحد العناصر المهمة لبناء الوطن، وتقديرًا لبصماتها المميزة في المجتمع، وإنجازاتها المشرفة داخل الوطن وخارجه، فمنحتها النظرة الإيجابية لدورها، والتقدير الحقيقي لمنزلتها، فعززت مشاركتها في مرحلة البناء والعطاء، وأولت الاستفادة من كفاءتها، واستثمار طاقاتها، وتوظيف خبراتها وقدراتها في جميع المجالات (الاقتصادية والتربوية والثقافية وغيرها)؛ للقيام بدورها الريادي في مسيرة التنمية لهذا الوطن الغالي.

وقد كان من ثمار هذه الرؤية المباركة، والنظرة الواعية بمكانة المرأة السعودية، وتقدير دورها الإيجابي صدور الأمر السامي الكريم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله - باعتماد تطبيق أحكام نظام المرور ولائحته التنفيذية، بما فيها إصدار رخص القيادة، على الذكور والإناث على حد سواء، وتشكيل لجنة على مستوى عالٍ من وزارات ( الداخلية والمالية والعمل والتنمية الاجتماعية) لدراسة الترتيبات اللازمة لإنفاذ ذلك، على أن يتم ذلك وفق الضوابط الشرعية والنظامية المعتمدة. 

فهذا الأمر السامي الكريم يؤكد أهمية دور المرأة السعودية ومكانتها، وأنها محل العناية والرعاية من القيادة الرشيدة في هذا الوطن المبارك، كما يأتي امتدادًا لما توليه الدولة من عناية لكل أفراد المجتمع ومنحهم الثقة ليفكروا  ويعملوا وينتجوا ويقدموا لوطنهم ما يستحقه، وهذا وسام شرفٍ وعزٍّ له من قيادته الحكيمة التي تبادله الحب والانتماء، لذا فإن من المفاخر التي يفخر بها المواطن السعودي، ما يوليه ولاة الأمر-حفظهم الله- له من عناية ورعاية يندر مثيلها في دول العالم الباقية، يتلمسون احتياجاته، ويعملون على راحته، ويسعون إلى رقيّه، ولذا أصبحت المملكة قدوة تحتذى، ومثالاً يُستشهد به، وواقعًا يُروى، حينما خطت خطوات واسعة في ميادين الرقي والتطور كافة، وعلى المواطنين جميعا العمل بصدق وأمانة وإخلاص لصناعة تاريخ جديد لوطن مجيد، وإشادة مجد عظيم، ورفع لا إله إلا الله خفّاقة في كل مجمع ومحفل، والعمل على تقدم هذا الوطن ورفعته وازدهاره.

لقد تحقَّقت لنا -بحمد الله -كثير من الإنجازات، وما كانت لتتحقّق لولا توفيق الله  - سبحانه وتعالى-  ثم العمل الدؤوب، والتوجيهات المستمرة، والتوصيات النيرة من قيادتنا الحكيمة – حفظهم الله - من أجل راحة المواطن، وجعل المملكة في مصَافِّ الدول الراقية، وقد تحقّق ذلك، حفظ الله لنا ولاة أمرنا ونصرهم وأيدهم، وحفظ لنا ديننا ووطننا وأمننا، إنه سميع مجيب.


د. بدر بن علي العبد القادر

عميد معهد تعليم اللغة العربية

--
22/08/1439 03:21 م
آخر تعديل تم على الخبر:
 

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ