أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، خلال مشاركته في الجلسة الرئيسة لمؤتمر تاريخ الملك عبدالعزيز -رحمه الله- على أهمية المكانة التاريخية للمملكة باعتبارها مركزًا لنشر الإسلام ووحدة الجزيرة العربية.
وأوضح سموه أن الله قدّر لهذا الوطن الالتفاف تحت راية واحدة بقيادة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله-، الذي أرسى قواعد الدولة الحديثة ببناء منظومة اقتصادية مستلهمة من القيم الإسلامية.
جاء ذلك خلال مشاركة سموه في الجلسة الرئيسة للمؤتمر العالمي الثالث عن تاريخ الملك عبدالعزيز الذي انطلقت فعالياتها اليوم بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بمشاركة نخبة من الشخصيات البارزة والمؤرخين.
وأشار سموه خلال الجلسة التي رأسها معالي رئيس جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أ. د. أحمد بن سالم العامري إلى أن الدولة السعودية قامت على أسس تضمن الكرامة والأمان للمواطن، مع رؤية واضحة للتنمية المستدامة التي أصبحت أساسًا لصناعة مستقبل مشرق.
واختتم سموه حديثه بالإشادة بدور المواطن السعودي في بناء وطن مزدهر ينعم بالأمن والاستقرار، مؤكدًا أهمية دعم الأعمال والمبادرات التنموية.
ومن جهته، أكد معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ا.د. عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس خلال مداخلته في الجلسة، أن الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وضع أسسًا راسخة" لتنمية الاقتصاد الإسلامي مستمدةً من تعاليم الدين الحنيف. وأشار معاليه إلى اهتمام الملك المؤسس بتطوير الحرمين الشريفين والعناية بمشاريعهما، مما جعل خدمة ضيوف الرحمن أولوية في نهج الدولة.
وأضاف معاليه أن التكامل الاقتصادي بين الدول الإسلامية الذي أرساه الملك عبدالعزيز عزز مكانة المملكة كقلب العالم الإسلامي، وساهم في تحقيق نهضة اقتصادية وتنمية مستدامة تنطلق من المبادئ الإسلامية.
وفي ذات السياق، تحدث معالي المستشار في الديوان الملكي وعضو مجلس |إدارة دارة الملك عبدالعزيز أ. د. فهد بن عبدالله السماري عن كيفية تعامل الملك عبدالعزيز مع الأزمات الاقتصادية التي واجهت الدولة في مراحل نشأتها. وأوضح معاليه أن الملك المؤسس تعامل مع تلك الأزمات بذكاء إداري، حيث عدّها فرصةً لإعادة تنظيم الموارد، ووضع لوائح وسياسات تعزز الاعتماد على الموارد الذاتية، إلى جانب المساهمة في إيجاد حلول للأزمات العالمية بالتعاون مع الدول الأخرى.
وأشار أ. د. السماري إلى أهمية دراسة تلك التجارب لفهم الأسس التي قامت عليها الدولة السعودية وكيف أصبحت نموذجًا في مواجهة التحديات الاقتصادية.
يُذكر أن المؤتمر الذي انطلقت فعالياته اليوم يستمر على مدى يومين ، متضمنًا جلسات نقاشية وورش عمل تسلط الضوء على الجوانب المختلفة لتاريخ الملك عبدالعزيز، بما في ذلك فكره الاقتصادي وتأثيره على بناء الدولة السعودية الحديثة.