تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 قرار قيادة المرأة للسيارة درء للعديد من المفاسد

 
د. ناصر بن محمد الهويمل مستشار معالي مدير الجامعة عميد معهد خادم الحرمين الشريفين

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين:  

أنعم الله تعالى على هذه البلاد المباركة بولاة أمر منحهم الله تعالى القدرة على حراسة القيم الإسلامية ومراعاة المصالح الشرعية والوطنية؛ لذلك تتخذ القرارات التي من شأنها تحقيق مصلحة البلاد والشعب السعودي في أمر دينهم ودنياهم.

وقد حث ديننا الحنيف على طاعة ولاة الأمر فيما يتخذونه من قرارات في مصلحة الوطن والمواطن، قال تعالى: "وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم"، ومن ذلك القرار الحكيم الأخير المتضمن السماح للمرأة بقيادة السيارة درءًا للعديد من المفاسد التي جاء الشرع في التحذير منها.

إن قيادة المرأة للسيارة من باب الوسائل والعادات وليست من باب المقاصد والعبادات لذلك تراعي فيها المصلحة العامة، التي يقدرها ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله.

وقد تضمن هذا القرار المبارك إشادة بالمرأة السعودية وقيمها وأخلاقها، ذلك أن هذا القرار يمنحها مزيدا من الثقة بالنفس والقدرة على خدمة نفسها وأهل بيتها. ثم إن قيادة المرأة للسيارة أولى من الركوب مع السائق الغريب.

أما منع القيادة فيما مضى فقد كان من باب سد الذرائع حين كان المجتمع لا يتقبل ذلك، ولكن القيادة الرشيدة تعاملت مع ذلك بكل حكمة حتى صار الوقت مناسبا للقرار، وفي ذلك نماذج كثيرة رأت المصلحة أن تمنع في وقت معين، ثم صدرت القرارات الحكيمة بالسماح بها كتعليم المرأة في المدارس حيث قابلها المجتمع بالرفض ابتداء، ثم ما لبث أن تقبلها ورأى أن المصلحة فيما ارتآه ولي الأمر، وكذلك استخدام جوال الكميرا. كما أن أغلب أعضاء هيئة كبار العلماء يرون إباحة قيادة المرأة للسيارة في أصل الشرع الإسلامي، أما ما ورد من تحريم فهو مرتبط بتقدير المصالح والمفاسد، أما القيادة فلم تحرم لذاتها.

 إن ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله بحكم ولايته العامة، واطلاعه على الموضوع بأبعاده كافة، وبما منحه الله من مسؤولية، يقدر المصالح والمفاسد ، ويتخذ ما يراه مناسبا للحال والمستقبل، بما ييسر على الناس حياتهم، ويحقق المصالح العامة ويكملها، ويدرأ المفاسد ويقللها. وقد أمرنا بالتسليم والطاعة لولاة الأمر، قال تعالى: "وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم".

وختاما أسأل الله سبحانه أن يديم على بلادنا نعم الأمن والأمان والاستقرار والوحدة الترابط والتلاحم بين الراعي والرعية، وأن يحفظ علينا ولاة أمرنا على رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز-حفظه الله ورعاه-، ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع– حفظه الله ورعاه-، وأن يتم عليهما نعمه ظاهرة وباطنه، ويمدهما بالصحة والعافية، ويعينهما على خدمة الإسلام والمسلمين، ويبارك في جهودهما، ويسدد آرائهما وأعمالهما وتوجيهاتهما على الخير، و وأن يحفظنا من كيد الأعداء والحاقدين والحاسدين.

 


مستشار معالي مدير الجامعة

عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لدراسات

الإعجاز العلمي في القرآن والسنة

د.ناصر بن محمد الهويمل

--
22/08/1439 03:21 م
آخر تعديل تم على الخبر:
 

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ
    الأربعاء 07/01/1439 هـ 27/09/2017 م
    المصدر:الإدارة العامة للإعلام والاتصال
    التقييم:
    الكلمات الدلالية
    جامعة الإمام، قيادة المرأة، رخصة القيادة، خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، مستشار معالي مدير الجامعة، ناصر بن محمد الهويمل، عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لدراسات الإعجاز العلمي في القرآن والسنة