تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 مشروع نيوم: رؤية ثاقبة وطموح القيادة لعز الوطن وريادته العالمية

 
أ.د. إبراهيم بن محمد قاسم الميمن وكيل جامعة الإمام  لشؤون المعاهد العلمية

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، وبعد:

تتوالى البشائر والمسرات، وتتعاقب المنجزات بلغة الإبداع والطموح، وهمة الشباب بقيادة حكيم الشباب، والقائد الملهم المبدع، ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله- في وطننا المعطاء، ومملكتنا الغراء، وبلادنا الطموحة التي لا تألو جهداً في سلوك سبيل السيادة والريادة، ومواكبة الأحداث والمتغيرات، وبلوغ مراتب العز والفخار، ومراتب الكمالات، وغاية التطور العلمي والتكنولوجي والحضاري، بما يجسد الأصول، ويأخذ بكافة معطيات الازدهار.

فبالأمس كانت رؤية الوطن لخير الوطن، والتي أثبتت الأسس العلمية والمنهجية المتوازنة التي بنيت عليها قوتها وقدرتها على التحول النوعي التاريخي لاقتصاد وطننا المبارك، حتى صارت محط الإشادة والإعجاب من العالم؛ لتتحول إلى مشاريع كبرى، ومنجزات رائدة عملاقة لا يملك أي مواطن، بل كل عربي ومسلم إلا أن يسجل الإعجاب والانبهار، وقبل ذلك الشكر والثناء على الله أن حفظ الله هذا الوطن، ووفق قيادته لما يجعل الوطن يتجاوز الأزمات، ويتبوأ الصدارة والمكانة المستحقة كقوة إسلامية وعالمية عظمى يحفظ الله بها وحدة العرب والمسلمين، ويدفع عنهم كيد الكائدين من أصحاب الأجندات، والولاءات الحزبية، وتتكسر طموحات الفرس والصفويين والجماعات والتنظيمات المتطرفة أمام هذا الحزم والعزم، والمدهش المبهج أن يكون ذلك، والعالم يعاني من الأزمات المالية، ومع ذلك تثبت قيادتنا للعالم حسن التخطيط، وقوة المرتكزات، وتبنى  استراتيجيات الوطن في ظل التحولات، وتتحول إلى مشاريع ومنجزات كبرى في وقت قياسي، فالحمد لله على توفيقه وحفظه.

وما تلكم اللحظات التي أعلن فيها أميرنا المبارك وقائدنا المبدع رائد المنجزات العظمى، التي حقق بها حلم الوطن، سليل المجد، وحفيد العظماء، صاحب المبادرات والعطاءات، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله-  تدشين مشروع المستقبل، والظاهرة الاستثنائية، والإنجاز التطويري: ‫"مشروع نيوم"؛ تحقيقاً للرؤية الطموحة، بنهضة اقتصادية، وبيئة مثالية، وخدمات رقمية بأساليب إبداعية مبتكرة، إلا امتداداً لهذه المنجزات التي تحقق الطموحات، وتجعل الأحلام واقعاً حيّا. ومسؤوليتنا أن نتناغم ونتوحد، ونكون سواعد ولاة أمرنا الفتية والقوة الفعلية التي توصل إلى هذا المستقبل الواعد، وأن يكون لنا من معالم ديننا ومقاصد شريعتنا التي توصلنا إلى الهدف بعيداً عن غلو الغالين، وانتحال المبطلين، وإرهاب المعتدين مرتكزاً لهذا التفاعل الرشيد المبني على خصائص ديننا وقواعده، وأعظمها الولاء والانتماء للدين والوطن، والتعاون والتكاتف والاجتماع  واللحمة، والنظر إلى الآخر من خلال السماحة واليسر والتعايش والتواصل، وكلها سمات وخصائص ستتجاوز بِنا إلى بر الأمان من واقع الجماعات والتنظيمات التي أنتجت أدلجتها الفكرية الغلو والتطرف، وهذا ما ركز عليه صاحب السمو الملكي الأمير الموفق المسدد حين أكد العزم على محاربة الاٍرهاب بالحزم والعزم والعودة إلى المنابع الصافية التي كنّا ومازلنا عليها، وهي ثوابت دولتنا.  ولاشك أن هذه الجهود العظيمة والمواقف المشهودة كانت - بعد فضل الله-  سبباً لتصدر وطننا الغالي  في المشهد الدولي وقضاياه، والتحولات العظيمة لاقتصاد هذا البلد، والتطور والازدهار والنماء، ولغة الأرقام والإحصائيات، والشواهد والدلائل تدل دلالة واضحة على ذلك، فالمشاريع الكبرى الذي يعد هذا المشروع الجبار أحدها، والخطط الاستراتيجية، والقوة المالية العظمى للمملكة التي أثمرت قدرة على تجاوز المخاطر، وغيرها أعظم برهان على أثر الإخلاص وقوة المرتكزات، وسيشهد العالم بأسره ثمار هذه الرؤى الاستراتيجية، وهذه المشاريع العملاقة، التي اتخذت من المواطن وطموحاته وآماله وأحلامه دافعًا للتطوير والاستثمار والازدهار، وهذا ما شهد وسيشهد به القاصي والداني، والعدو قبل الصديق، والمواطن والمقيم على هذا الثرى الطاهر، والوطن المقدس المملكة العربية السعودية، فهذا المشروع ‫يعد وجهة لنخبة العقول وأمهر الكفاءات من جميع أنحاء العالم لصنع إنجازات مختلفة، ورؤى فريدة، ومدن متحضرة.‬‬

وإننا نحمد الله أن منَّ علينا بهذه النعم الجليلة، والآلاء الجزيلة، أعظمها بعد توحيد الله نعمة الاجتماع والألفة، والأمن والأمان، ونعمة هذه الولاية الراشدة، التي تأخذ على عاتقها المحافظة على الأصول والثوابت، والتطور والرقي في شتى المجالات، ثم يشرفنا أن نرفع لسمو ولي العهد، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - أيده الله- التهنئة الخالصة بهذه المشاريع العملاقة التي نشعر أنها هدية لهذا الشعب الوفي، والشكر لله جل وعلا على توفيقه، والدعوات الصادقة، أن يتم الله سبحانه عليه نعمه، ويسبغ عليه فضله، ويكلأه برعايته، ويجعل هذا التقدير من عاجل بشراه في الدنيا، ويدخر له أجزل المثوبة، وأعظم الأجر في الآخرة، والله المسؤول أن يحفظ علينا ديننا وأمننا، وقيادتنا، وأن يجعل أعمالهم زاداً لهم إلى رضوان الله وجنته، إنه سميع مجيب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

                                            

كــتـــبـــه:

أ.د. إبراهيم بن محمد قاسم الميمن

وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لشؤون المعاهد العلمية

والأستاذ في المعهد العالي للقضاء

--
22/08/1439 03:22 م
آخر تعديل تم على الخبر:
 

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ