تأتي هذه المناسبة في يومها الثاني والتسعين لتؤكد لنا الفخر والعطاء، ولتجدد لنا العز والانتماء، فهو وطن الأول والآخر، وذكرى الغابر وعزّ المستقبل والحاضر.
كيف لا أفخر بوطني! وهو مكان ميلادي ومجمع فؤادي .
كيف لا أفتخر بوطني! وأنا أراه مستودع المفاخر ووعاء المآثر.
كيف لا أفاخر بوطني! وهو مهوى الأفئدة والعطايا الممدّدة .
تأتي هذه المناسبة لنتذكر فيها النعم التي حبا الله عز وجل بها هذه البلاد المباركة وأكرمها به، فأي نعمة أعظم من التوحيد الذي يحمي الأوطان ويحفظ الإنسان، وأي منّة أجلّ من الأمان والاستقرار الذي تستقيم به المصالح وتصان به الأعراض، وأي كرامة أفضل من اجتماع الكلمة ووحدة الصف الذي تمثله قيادة حكيمة وحكومة رشيدة، وأي نعيم أنعم من رغد العيش الذي تطيب به الحياة وتأنس به النفوس، وأي انتساب أعز من انتساب بلاد الحرمين.
تفرقت هذه النعم في الأوطان، ولكنها اجتمعت وتحققت في وطني "المملكة العربية السعودية" فها نحن نعيش في أكنافها ونتفيأ في ظلالها ونتقلب في نعمها ونعيمها.
تأتي هذه المناسبة لنجدد فيها شكر هذه النعم من المنعم سبحانه على بلادنا الغالية، ونجدد فيها مشاعر الولاء لهذا الوطن ولقادتنا الكرام ليكون لنا موقفاً إيجابياً في بناء هذا الوطن.
وإني لأتذكر كلما تكررت هذه المناسبة الدرر التي سطرها الأفذاذ والكبار، بما تحمله من معانٍ عظيمة وجواهر ثمينة تجدّد في النفس حبّ الوطن، وتعزز في القلب معنى الوطنية. فأي شيء أرقّ وأعذب من "والله إنك لأحب البلاد إلى قلبي". وأي معنى أحقّ من "وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه". وأي تضحية وفداء أشدّ من " عندما يكون الوطن في خطر فكل أبنائه جنود" . وأي انتماء وانتساب أسمى من "إننا ننتمي إلى أوطاننا مثلما ننتمي إلى أمهاتنا" فنحن سعوديون .
الوطنية ليست مجرد شعارٍ يرفع ولا لون يضاء، إنما هي أن تقدّر لهذا الوطن ممتلكاته ومقدراته، ثم تشعر بالواجب تجاهها، وأن تحافظ على هذه المقدرات، ثم تعتني بها وتنميها وتسعى إلى تعزيزها.
الوطنية أن تفخر بعقيدة وقيم ومبادئ وثقافة هذا الوطن، فتعتز بها النفوس، وتُرفع بها الرؤوس، ويقوى بها الانتماء لهذا الوطن وقيادته.
هذه المشاعر التي يذكرنا بها اليوم الوطني، وهي المشاعر التي ينبغي أن نحييها في حياتنا اليومية، وفي ممارساتنا وسلوكياتنا مع أنفسنا ومع الآخرين ومع الوطن نفسه.
حفظ الله وطننا، وأعز بلادنا وقيادتنا
عميد الكلية التطبيقية
د. عبدالله بن إبراهيم السلوم