تحل علينا مناسبة اليوم الوطني الثاني والتسعون للمملكة العربية السعودية حاملة بين طياتها صفحات جديدة من النجاحات والإنجازات الوطنية المشرفة، ليكتسي وطننا الغالي بحلل من المجد والعز والشموخ، ولتتزاحم بين جنبات هذه المناسبة عبارات الامتنان والثناء لهذا الوطن المعطاء الذي قدم الكثير لمواطنيه وللإسلام والمسلمين والإنسانية في العالم أجمع.
أصبحت المملكة العربية السعودية بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بجهود قيادتنا الرشيدة تنافس في أهم المؤشرات العالمية اقتصادياً وصناعياً وتقنياً، متزامنة مع انتقال رؤية السعودية 2030 إلى المرحلة التالية، لإحداث نقلة نوعية في مختلف القطاعات، وتحقيق أرقاماً متقدمة في مؤشرات التنافسية العالمية، وإيجاد مجتمع حيوي يرتكز على العيش في المملكة العربية السعودية بنمط حياة مستدام، يوفر أفضل أنظمة الرعاية الاجتماعية والصحية والترفيهية والرياضية والتعليمية والبيئية.
لقد شهد عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله تمكيناً غير مسبوق للاقتصاد الوطني وتوفير فرصاً لرواد الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، أسهمت في تحقيق نمواً إيجابياً في تنويع مصادر الدخل وتمكين المحتوى المحلي والصناعات الوطنية ورفع نسبة الصادرات غير النفطية، وجعل القطاع السياحي أحد الممكنات الاقتصادية للانفتاح على العالم وجذب الاستثمارات، بعد أن شهد نهوضاً متسارعاً في اطلاق عدد من المشاريع المستقبلية ضمن خطط تطويرية متكاملة.
كما كان التوجه الوطني لاستحداث نظام تعليم متين ومرن ومتاح مدى الحياة دوره التعزيزي للعمل على زيادة فرص الالتحاق برياض الأطفال ودخول جامعتين سعوديتين ضمن أفضل 100 جامعة في العالم بحلول عام 2030 والارتقاء بمجال التدريب والتطوير أثمر عن إنشاء هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار تسعى لتخريج كفاءات شابة قادرة على إيجاد حلول ابتكارية للتحديات العالمية، بالإضافة إلى تمكين المسؤولية الاجتماعية وتعزيز فاعلية الحكومة والتحول الرقمي أسهمت كذلك في إنشاء هيئة الحكومة الرقمية، لتجعل من السعودية دولة رقمية تسعى للمنافسة لتكون ضمن أفضل 30 اقتصاداً رقمياً على المستوى العالمي بحلول 2030.
لازالت مناسبة اليوم الوطني السعودي تجسد لنا عظمة التلاحم والمحبة بين ولاة الأمر وعموم الشعب السعودي بمختلف مكوناته الذي قال عنه سمو سيدي ولي العهد بأنه شعب جبار وعظيم لما عُرف عن المواطن السعودي من ولائه لوطنه وولاة أمره وانتمائه لدينه وعقيدته وهويته ودفاعه عن أرضه وحدوده ومقدراته ليكون بذلك أنموذجا عالمياً يحتذى به، سائلين الله عز وجل أن يطيل بعمر خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ويسددهما ويمدهما بعونه وتوفيقه ولوطننا المزيد من الخير والتقدم والازدهار، وأن يعيد علينا هذه المناسبة الوطنية أعواماً مديدة في أمن وأمان ورخاء.
عميد البحث العلمي
د. سالم بن علي اليامي