يعد اليوم الوطني فرصة مهمة لاستعراض تاريخ بلادنا المشرف منذ تأسيسه على يد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن، مرورا بأبنائه الكرام سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله رحمهم الله جميعا، وصولاً إلى عصرنا الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين حفظهما الله. هذا اليوم فرصة ليحدث الأستاذ طلابه، وليروي الوالدان لأبنائهما قصة بناء ونهضة هذا الوطن العظيم، كيف تمكن قادة بلادنا الأفذاذ بتوفيق من الله أن يجعلوا من هذه الأرض منارة للعالم ومؤثرة فيه.
في الوقت الذي نرى فيه بلدانا تقاسي الخوف والجوع والاضطرابات والقلاقل، يكون يومنا الوطني فرصة للفت الانتباه لما هيئه الله لهذه البلاد المباركة من أمن ورغد عيش، وتكاتف وتلاحم بين الراعي والرعية وترابط بين كافة أطراف المجتمع في تجسيد واضح لقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)).
نستعرض في هذا اليوم ما تبذله بلادنا الغالية من جهود بارزة في خدمة الإسلام والمسلمين، فلا تكاد تخلو دولة من دول العالم من بصمة مباركة من بصمات هذه الأرض الطيبة، فهذه مساعدات إنسانية، وتلك إعانات مادية وعينية، وأخرى جسور إغاثية، تُقدم لبلدان العالم لتساعدها لمواجهة الكوارث الطبيعية ولتتغلب على الأزمات المالية التي تمر بها البلدان.
ولم تكتف بلادنا بالتغذية المادية لبلدان العالم، بل أضافت إلى ذلك مزيد إحسان بتقديم الغذاء الروحي، فالمراكز الإسلامية التي أسستها ورعتها بلادنا المباركة لا تكاد تغيب عنها الشمس، ففي غالب دول العالم تجد مراكزا إسلامية متكاملة ترعاها هذه البلاد المباركة، تنشر من خلالها العقيدة الإسلامية الصحيحة، والقيم الإسلامية الرفيعة، المبنية على الوسطية والاعتدال والتسامح والتعايش مع الآخر.
اليوم الوطني فرصة نُذَكر فيه الأبناء والطلاب بأن دولتنا المباركة كرست كل ما تملك لخدمة الحرمين الشريفين، بل اختار ملوك بلادنا الكرام لأنفسهم لقب "خادم الحرمين الشريفين" تأكيدا على هذا الأمر وأن خدمة الحجاج والمعتمرين أولوية من الأولويات التي تتابع باهتمام بالغ وحرص شديد من رأس الهرم في هذه الدولة المباركة.
هذا اليوم فرصة لبيان المكانة العالية والمتقدمة التي وصلت لها المملكة العربية السعودية حتى أصبحت من الدول المؤثرة عالميا، فهي إحدى أهم الدول العشرين الأكبر اقتصادا وتأثيراً على مستوى العالم، ولذا نجد أن قادة الدول العظمى يحرصون على زيارة قيادتنا الرشيدة للتشاور حول ما يحدث في العالم من أزمات وأحداث عظام.
إن استعراض إنجازات بلادنا المباركة مع الأبناء والطلاب والتذكير بما تحقق من أمن وإيمان وراحة واطمئنان يدعونا لشكر الله عز وجل على هذه النعم الوفيرة، ثم الثناء على قادة بلادنا والشكر لهم على ما بذلوا من جهود عظيمة للوصول لهذه النتيجة، كما يجعلنا نضاعف الجهد في المحافظة على هذه المكتسبات، كما أن التحدث بهذه النعم له أثر مهم في تحقيق الأمن الفكري لدى الأبناء، وترسيخ انتماءهم الوطني، وتحصينهم ووقايتهم من التوجهات المتطرفة والجماعات المنحرفة.
أدام الله على بلادنا أمنها وإيمانها، وخيرها ورخاءها، وكل عام وبلادنا في علو وازدهار.
د. وليد بن عبدالله العثمان
عميد المعهد العالي للدعوة والاحتساب