تمر الأعوام تترى وهي تذكر ما توارثه أبناء هذا الوطن من إرث خالد تعاقب عليه ملوك أجلاء منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه ، مروراً بأبنائه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله رحمهم الله جميعاً، إلى هذا العهد الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظه الله ورعاه، عهد رشيد، وقيادة راسخة، ومجد وسؤدد، وهمة وشموخ ، وتمضي المملكة العربية السعودية ولله الحمد في عامها الثاني والتسعين قدما في كل مجال إلى نهضة شاملة وتطوير؛ لتحقق كل ما تصبو إليه النفوس وتتطلع إليه الأجيال ، فهي اليوم تسعى إلى غد مشرق في ضوء رؤية ثاقبة وعمل دؤوب وعزم لا يلين . نماء في الاقتصاد وقوة في السياسة، وتطور وتجديد في العلم والمعرفة، وحفظ لهذا الكيان الذي ننعم بأمنه ورخائه ونفخر بعزه ونمائه. قيادة ترعى الحرمين الشريفين أتم رعاية بما ينعم به الحجاج والعمار والزوار يؤدون نسكهم على أكمل وجه وأتمه ، وترعى للمواطن والمقيم دينه وأمنه وصحته. إنه وطن التوحيد والوحدة والاجتماع ،هذا التوحيد وهذه الوحدة غرستا في نفوس أبناء هذا الوطن تعظيما للتوحيد الذي هو أوجب الواجبات وأفضل القربات، وهو حق الله على العبيد، وتعظيما للاجتماع والوحدة التي جمعت أرجاء هذا الوطن من شماله لجنوبه وشرقه لغربه في وحدة فريدة ولحمة وطنية ثابتة ، فلله الحمد على نعمة التوحيد وعلى نعمة الاجتماع . نعمٌ ننعم بها في هذا الوطن يجب أن تذكر ويتحدث بها ويجب أن يشكر المرء ربه جل وعلا على ما من به على هذه البلاد من نعم تعد ولا تحصى ، وأن يتذكر الجهود التي قام به الأئمة والملوك من آل سعود لقيام هذا الكيان وحفظه ورعايته حتى أصبحت المملكة العربية السعودية اليوم في طليعة الدول وفي الصف الأول تسابق الزمن وتأخذ بكل أسباب القوة والعزة فلله الحمد على نعمه ونسأله تعالى المزيد من فضله وأن يجزي ولاة أمرنا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده خير الجزاء، اللهم احفظ علينا ديننا وأمننا وولاة أمرنا ورجال أمننا وزد هذا الوطن عزاً وفخراً وتمكيناً .
أ.د. عبدالله بن إبراهيم اللحيدان
قسم الدراسات الإسلامية المعاصرة