في كل عام يمر على هذه البلاد المباركة نتوجه الى المولى تعالى بالحمد والثناء أن من علينا بنعمة هذا الوطن ونعمة الامن والامان ونشكره سبحانه وتعالى أن سخر لهذه البلاد منذ منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه إلى يومنا هذا قيادة حكيمة تسمو وتنهض بهذا الوطن الغالي، وفي ذكرى البيعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله للملك نجدد الولاء والسمع والطاعة بدمائنا وارواحنا ونستحضر مجد سنوات تزخر وتتفوق بنهضة تنموية واقتصاد مزهر ورؤية حكيمة ..
فعهد الملك سلمان حفظه الله هو عهد يضم العديد من الانجازات التي يفخر بها الوطن بدءا من خدمة الحرمين الشريفين وهو الشرف العظيم الذي من به المولى تعالى على هذه البلاد ومليكها حفظه الله حيث أخذ الملك سلمان بن عبدالعزيز على عاتقه شرف خدمة الحرمين الشريفين فنجد العديد من مشروعات التوسعة الإضافية للحرمين الشريفين وما رافقها من خدمات سكنية للحجيج وتدعيم البنى التحتية وتطويرها، كما تم أنشاء مجمع باسم مجمع الملك سلمان لطباعة الحديث الشريفين وتشييد بعض المتاحف الإسلامية مثل متحف( تاريخ العلوم والتقنية في الإسلام ).
وتحظى بلادنا الحبيبه باهتمام مليكنا حفظه الله وحرصه على دعم كافة اوجه التنمية والتطور على شتى المجالات الاقتصادية والتعليمية والصحية ومايتعلق بالبنية التحتية ومايحقق أمن وراحة ورفاهية المواطن، كما أنه في عهده حفظه الله مكنت المرأة السعودية تمكينا منقطع النظير بدءا من توليها للعديد من المناصب القيادية في المجتمع والسماح لها بالقيادة ومنحها الكثير من الحقوق الاخرى التي تكفل لها الحياة الكريمة، واضحت سياسة الحزم والحرب على الفساد واضحة وجلية حيث تم انشاء رئاسة أمن الدولة وفصلها عن وزارة الداخلية ليكون ارتباطها مباشر به _حفظه الله_ وهذا الحزم لم يتوقف على حدود المملكة بل شمل ما يضمن ويحمي استقرارها من أي عدوان خارجي حاسد.
وتأتي البيعة السادسة لملكنا لتجعلنا ايضاً نتباهى بشموخ أمام القدرة الفائقة لقيادتنا الحكيمة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين في إدارة جائحة كورونا إدارة لم يسبق لها نظير، إدارة تدرس على مستوى الدول ولعل كلمة سيدي خادم الحرمين الشريفين بداية الأزمة ومافيها من قيم منبثقة من ديننا الإسلامي الحنيف ومن أصالة هذا البلد الطيب ومن حقائق علمية تدل على استشراف قادة هذا البلد للمستقبل وتجعلنا ندرك نجاح المملكة العربية السعودية في السيطرة على الوباء إذ كان للمملكة السبق دوليا وأقليميا وخليجيا في اتخاذ الإجراءات الاحترازية حيث جعلت هذه الجائحة من أولوياتها في كل المناسبات والأحداث على كافة الأصعدة المحلية والأقليمية والعالمية، حيث لم تدخر جهدا في تحقيق السبل لمكافحة هذه الجائحة فعلى الصعيد المحلي أمرت بالعلاج المجاني لجميع المواطنين والمقيمين النظاميين والغير نظاميين من فيروس كورونا COVID19 ، بل وتكفلت بتوفير أماكن العزل في مستوى راقي من الخدمات الفندقية والصحية للمواطنين والمقيمين.
وفي الوقت الذي كانت الكثير من الدول تعصف بشعوبها وتخاطر بصحتهم متخلية عنهم في هذه الظروف نجد كلمة مليكنا ووالدنا تحمل مشاعر الأب الحاني المسؤول وتعمل على تعزيز قيم التضامن والتعاون والتكاتف وتعزيز الوعي الفردي والجماعي وهذا ما رأيناه مرأى العين في هذا الشعب النبيل وفي أجهزة الدولة ابتداء من وزارة الصحة والتي تلقت دعم ومساندة عالية المستوى من الحكومة الرشيدة إلى بقية مفاصل الدولة لنرى قيم الامتنان والشكر على لسان كل مسؤول وكل فرد سعودي لله عزو جل أن من علينا بملك الإنسانية والحزم والعدل حفظه الله .
وعلى المستوى العالمي نجد أن المملكة ناقشت تداعيات هذه الجائحة على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والصحية والغذائية ففي قمة مجموعة العشرين افتتح الملك سلمان لقاء القمة بقوله "إن انعقاد قمة العشرين يأتي تلبية لمسؤوليتنا كقادة أكبر اقتصادات العالم، لمواجهة جائحة كورونا التي تتطلب منا اتخاذ تدابير حازمة على مختلف الأصعدة“ بل وحرصت المملكة على السيطرة على آثار هذه الجائحة فنجد مساهمات المملكة في عقد اجتماعات منظمة"أوبك" سعياً لاستقرار وحفظ أسواق الطاقة عالمياً وعدم تأثرها بجائحة كورونا، كما قامت السعودية بدعم منظمة الصحة العالمية مالياً لمكافحة هذه الجائحة، بل لم تنسى دورها الإنساني تجاه الدول الاخرى المنكوبة حيث قدمت المساعدات للعديد من الدول المتأثرة من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
وفي ذكرى بيعة الملك سلمان السادسة وكل ماحملته منذ سنوات توليه للعهد من سجل فاخر من الإنجازات يحملنا مسؤولية حماية هذا الوطن من مداخل التشرذم والفتن، والتصدي لأي عدوان و فكر ضال بكل قوة وحزم وأن نساهم بكل ما تجود به النفس في الذود عن حماه وأن نربي ونوجه جيل المستقبل على قيم الوحدة الوطنية هذه القيم التي نشأنا وترعرعنا وتربينا عليها وعشنا بها في رغد من العيش والأمن والاستقرار ، حفظ الله وطننا الغالي وحكومتنا الرشيدة وادام علينا الامن والامان و الرخاء والنماء ...
وكيلة كلية الإعلام والاتصال
د. نورة بنت سعود آل هلال