يؤكد مرور ست سنوات على مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز- رعاه الله- أن الزمن ليس معيارا حاسما لقياس الهمم العالية والمنجزات العظيمة؛ فقد نالت المملكة العربية السعودية في تلك الفترة مكاسب متعددة: سياسية، وعلمية، وثقافية، واقتصادية، واجتماعية؛ حتى غدت مضرب المثل في الجمع بين الإنجاز الحضاري والإفادة من الزمن؛ من خلال وضع الإستراتيجيات الثاقبة، واتخاذ القرارات الحكيمة، ورسم السياسات الناجحة؛ التي تكفل للوطن والمواطن العيش الكريم، والحياة الرغيدة في ظل أمن وأمان ووحدة وطنية تحت ظل قيادة رشيدة يقودها خادم الحرمين الشريفين –حفظه الله- وفق شرع الله تعالى وسنة نبيه الكريم – صلى الله عليه وسلم -.
وقد شهدت السنوات الست نهضة تنموية وحضارية في المجالات كافة لتحقيق رؤية المملكة العربية السعودية(2030م).
ومن الإنجازات –أيضا- إنشاء مجلس الشؤون السياسية والأمنية، ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، وإقرار تنفيذ المشاريع التعليمية والصحية والتنموية في مختلف أنحاء المملكة، وتدشين العديد من المشاريع في العديد من المناطق، وتطوير الموانئ والمدن الاقتصادية، ودعم مجالات الطاقة، إضافة إلى دعم الحراك الثقافي والعلمي من خلال افتتاح المعارض والندوات والفعاليات ورعايتها، إلى غير ذلك من الإنجازات المباركة؛ التي تجسدها كلمة من كلمات خادم الحرمين الشريفين –رعاه الله-: "هدفي الأول أن تكون بلادنا نموذجاً ناجحاً ورائداً في العالم على كافة الأصعدة، وسأعمل معكم على تحقيق ذلك".
كما حقق الوطن في هذه السنوات الست نجاحات عديدة على مستوى الأمن ومحاربة الإرهاب، واجتثاث منابعه، كما نالت المملكة العربية السعودية مكاسب متعددة على المستوى الخارجي فزاد ثقلها السياسي، وتأثيرها في الأحداث العربية والعالمية، وتتجلى تلك المكانة السامقة في كلمة لولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-، قال فيها : "حققت المملكة في ظل قيادته- رعاه الله - العديد من الإنجازات الخارجية التي زادت من ثقل المملكة السياسي ومكانتها الدولية"، وقال – رعاه الله- أيضا: "إن المملكة العربية السعودية تحولت خلال العامين الماضيين إلى ملتقى عالمي ومركز اهتمام دولي، ووجهة للقادة ورؤساء دول العالم بهدف تعزيز العلاقات المشتركة، وتنمية المصالح المتبادلة، والتنسيق والتشاور المستمر في القضايا الإقليمية والدولية".
ومن إنجازاته -حفظه الله- إنشاء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الذي سيسهم في ترسيخ دور المملكة ثقافيا وعالميا، ويجلي مكانتها، إضافة إلى نشر العربية، وتعزيز حضورها العالمي.
وقد حرص خادم الحرمين الشريفين –رعاه الله- في تلك السنوات على نصرة الحق، ودعمه، والوقوف في صف الشرعية، ونبذ الفوضى، وقطع دابر الفتن.
كما أسهمت المملكة العربية السعودية في تعزيز وتأكيد منهجها الوسطي المعتدل؛ القائم على تعاليم الإسلام السمحة؛ فقد استمرت في مد العون للمنكوبين في العالم أجمع من خلال إطلاق الحملات الإغاثية، إضافة إلى إنشاء مركز متخصص للقيام بالمهام الإغاثية، هو "مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية".
وقد تمكنت المملكة العربية السعودية في عهده -رعاه الله- من التعامل مع جائحة كورونا؛ للحد من آثارها: الصحية والاقتصادية والاجتماعية، ما أسهم في تدني انتشار ذلك الوباء، وانخفاض أعداد الحالات الحرجة، وتخفيف آثاره الاقتصادية من خلال العديد من المبادرات الحكومية للقطاع الخاص، إضافة إلى دعم القطاع الصحي.
كما حققت المملكة في عهده – أيده الله- الريادة العالمية، ومن ذلك رئاسة الدورة الحالية لمجموعة العشرين من أجل تعزيز التعاون العاملي، وتحقيق تنمية الإنسانية.
وختاما أتقدم بصادق التهنئة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -رعاه الله-، وولي عهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله- والسعب السعودي الكريم، بهذه المناسبة الوطنية؛ سائلا الله العلي القدير أن يحفظ علينا ولاة أمرنا ووطننا من كل شر ومكروه، وأن يديم علينا نعم الأمن والأمان والاستقرار والترابط تحت ظل قيادتنا الرشيدة.
د. محمد بن عبدالواحد المسعود
عميد كلية اللغة العربية