تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 وجوب لزوم الجماعة وتحريم الغدر والخيانة

 

الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. وبعد

فإن مما تقرر وجوبه شرعاً وتظافرت النصوص الشرعية على موجبه، واستقر إجماع أهل السنة والجماعة عليه، حتى صاروا يذكرونه في عقائدهم: السمع والطاعة لولاة الأمر، وتحريم الخروج عليهم، واستقر عند الصحابة رضي الله عنهم تحريم ذلك وتحريم سب الأمراء والوقيعة فيهم لما يسببه من مخالفة النصوص وإيغار الصدور، وهنا نسوق نبذةً للتذكير بها وتعميم الفائدة:

يقول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} الآية.

وَ قال النبي -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم- : ((من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له ، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية)) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

وعن نافع قال: لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية، جمع ابن عمر حشمه وولده، فقال: إني سمعت النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم- يقول: ((يُنصب لكل غادرٍ لواءٌ يوم القيامة))،

وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله، وإني لا أعلم غدراً أعظم من أن يُبايع رجلٌ على بيع الله ورسوله ثم يُصب له القتال، وإني لا أعلم أحداً منكم خلعه ولا بايع في هذا الأمر إلا كانت الفيصل بيني وبينه ”

عن أنس بن مالك قال: نهانا كبراؤنا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قالوا: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ((لا تسبوا أمراءكم، ولا تغشوهم، ولا تبغضوهم، واتقوا الله واصبروا، فإن الأمر قريب)) قال أبو الدرداء -رضي الله عنه- : “إياكم ولعن الولاة ، فإنَّ لعنهم الحالقة ، وبغضهم العاقرة” قيل: يا أبا الدرداء ، فكيف نصنع إذا رأينا منهم ما لا نحب؟ قال: “اصبروا ، فإن الله إذا رأى ذلك منهم حبسهم عنكم بالموت” رواه ابن أبي عاصم في السنة وسنده صحيح .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمَهُ اللهُ- : “وأما أهل العلم والدين والفضل فلا يرخصون لأحد فيما نهى الله عنه ؛ من معصية ولاة الأمور ، وغشهم ، والخروج عليهم بوجه من الوجوه ، كما قد عرف من عادات أهل السنة والدين قديماً وحديثاً ، ومن سيرة غيرهم”. مجموع الفتاوى(35/12) 

وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب -رحمَهُ اللهُ- في الأصول الستة: “الأصل الثالث: أنَّ مِن تمام الاجتماع السمع والطاعة لمن تأمَّر علينا ، ولو كان عبداً حبشياً ، فبيَّن النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا بياناً شائعاً ذائعاً بكل وجه من أنواع البيان شرعاً وقدراً ، ثم صار هذا الأصل لا يعرف عند أكثر من يدَّعي العمل به”

قال العلامة ابن باز رحمه الله : "ننصح الجميع بلزوم السمع والطاعة والحذر من شق العصى والخروج على ولاة الأمور بل هذا من المنكرات العظيمة بل هذا دين الخوارج ، هذا دين الخوارج ، ودين المعتزلة" .

وقال رحمه الله :" وهذه الدولة السعودية دولة مباركة نصر الله بها الحق، ونصر بها الدين، وجمع بها الكلمة، وقضى بها على أسباب الفساد وأمن الله بها البلاد، وحصل بها من النعم العظيمة ما لا يحصيه إلا الله، وليست معصومة، وليست كاملة، كل فيه نقص فالواجب التعاون معها على إكمال النقص، وعلى إزالة النقص، وعلى سد الخلل بالتناصح والتواصي بالحق والمكاتبة الصالحة، والزيارة الصالحة، لا بنشر الشر والكذب، ولا بنقل ما يقال من الباطل".

وقال أيضاً رحمه الله:" العداء لهذه الدولة عداء للحق، عداء للتوحيد"

وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:" أشهد الله تعالى على ما أقول وأُشهدكم أيضاً أَنني لا أَعلم أَن في الأرض اليومَ من يطبق شريعة الله ما يطبقه هذا الوطن - أعني : المملكة العربية السعودية - .

وهذا بلا شك من نعمة الله علينا فلنكن محافظين على ما نحن عليه اليوم، بل ولنكن مستزيدين من شريعة الله عز وجل أكثر مما نحن عليه اليوم ؛ لأنني لا أدعي الكمال وأننا في القمة بالنسبة لتطبيق شريعة الله لا شك أَننا نخل بكثير منها ولكننا خير - والحمد لله - من ما نعلمه من البلاد الأخرى ".

وقال سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ:" مجتمعنا السعودي مجتمع متكاتف ومتعاون ومتراحم.. مجتمع يدين لله بالإسلام وللنبي بالرسالة.. مجتمع يستظل بحكومة طيبة عادلة، تحكم بشريعة الله، وترعى بها مصالح أمنها واستقرارها"

وقال معالي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان:" هذه البلاد مقصودة ومغزوة ؛ لأنها هي البلاد الباقية، التي تمثل منهج السلف الصالح، وهي البلاد الآمنة من الفتن ومن الثورات ومن الانقلابات، فهي بلاد – ولله الحمد – يرفرف عليها الأمن والأمان ومنهج السلف الصالح ، فهم يريدون أن ينتزعوا هذه الخصائص ويجعلوها بلاداً فوضى ويكون فيها قتل وتقتيل كما في البلاد الأخرى ".

وبعد هذه النبذة الموجزة ندعو كافة الشباب والفتيات إلى تقوى الله عزوجل واتباع شرعه ولزوم جماعة المسلمين وإمامهم، واتباع العلماء الصادقين الناصحين، والبعد عن كل ما يكدر ذلك من دعوات وأفكار وشعارات حزبية ثورية مقيتة، مخالفة لشرع الله ومنافية لعقيدة أهل السنة والجماعة التي استقر عليها إجماعهم، واجتمع عليها علماؤهم، نسأل الله عزوجل أن يديم علينا نعمة الأمن والإيمان في ظل قادتنا وولاة أمرنا حفظهم الله، وأن يرد كيد الكائدين في نحورهم إنه سميع مجيب.


د . بدر بن محمد الوهيبي 

عميد مركز درسات العمل التطوعي  

في جامعة الامام محمد بن سعود الاسلاميه


--
22/08/1439 03:21 م
آخر تعديل تم على الخبر:
 

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ