رعى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض مساء اليوم الاثنين ٢١ شعبان ١٤٤٤ھ ، الموافق ١٣ مارس ٢٠٢٣م ، حفل تدشين مشاريع ومبادرات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، بحضور معالي وزير التعليم الأستاذ يوسف بن عبدالله البنيان وعدد من المسؤولين ، وذلك في قاعة الشيخ محمد بن إبراهيم بمبنى المؤتمرات بالمدينة الجامعية .
بدأ الحفل بالسلام الملكي ثم تلاوة آيات من القرآن الكريم ، بعد ذلك القى معالي رئيس جامعة الإمام الأستاذ الدكتور أحمد بن سالم العامري كلمة رحب فيها بالحضور الكريم في هذه الليلة التي تُدشن فيه الجامعةُ عددًا من مشاريعها الإنشائية، ومبادراتها الاستراتيجية، التي تعكس رؤيتها المستقبلية، لتكون جامعة رائدة في بنيتها التحتية، وبرامجها التعليمية والبحثية والمجتمعية، المحفزة على التعلم والتطوير، والبحث والابتكار، وبناء اقتصاد معرفي مستدام قائم على الإبداع والإسهام في تحقيق عناصر التنمية الشاملة.
وأوضح الدكتور العامري أن جامعة الإمام تحقيقًا لدورها الريادي في دعم مسيرة النهضة والتطور لوطننا الغالي، واكبت النهضة الكبيرة والمتسارعة التي تعيشها المملكة العربية السعودية في شتى المجالات، ومختلف الميادين، فأصبحت رافدًا مهمًا يدعم عجلة التطور والتنمية، بما تقدمه من مخرجات ذات كفاءة عالية، وبحوث نوعية في التخصصات العلمية المختلفة، بالإضافة إلى تنمية الكوادر الوطنية، وصناعة قادة المستقبل ، مشيرا إلى أن جامعة الإمام توّجت جهودها وتميزها باسـتيفاء معايير ضمـان الجودة المؤسسية بالحصول علـى الاعتماد المؤسسي الكامـل، كما حصلت برامجها على اعتمادات أكاديمية وطنية من هيئة تقويم التعليم والتدريب، وكذلك اعتمادات دولية من هيئات عالمية مثل: (ABET - ASIIN).
وأبان معاليه انه امتدادًا للنجاحاتِ التي حققتهَا الجامعةُ فقدْ واصلتْ تميزها عالميًا بحصولها على مركز متقدم في تصنيف التايمز العالمي للجامعات للعام ٢٠٢٣م لتكون من بين أفضل ٣٥١ إلى ٤٠٠ جامعة على مستوى العالم، بينما حلت الجامعة ضمن أفضل ٢٠٠ - ٣٠٠ جامعة في تصنيف التايمز للتأثير وفقًا لأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة للعام ٢٠٢٢م.
وأشار د. العامري إلى ان الجامعة حققت في مجال البحث العلمي إنجازات غير مسبوقة في نسبة عدد الأوراق البحثية في عام ٢٠٢٢م، إلى ما يزيد عن ١٠٠% (مئةٍ في المئة) في قاعدة شبكة العلوم العالمية و ١٢٢% (مئةٍ واثنينِ وعشرينَ في المئة) في قاعدة بيانات سكوبس مقارنة بالعام ٢٠١٨م، كما حققت قفزة في عدد الاستشهادات المرجعية ببحوث منسوبي الجامعة في شبكة العلوم وقاعدة بيانات سكوبس بنسبة زيادة في عام٢٠٢٢م بلغت ٤٣٧% مقارنة بالعام ٢٠١٨م ، وتصاعد معدل النشر لكل عضو هيئة تدريس بالجامعة إلى مؤشرات مرتفعة ليقترب من نشر ورقة بحثية لكل عضو من الأعضاء، مسجلًا زيادة تجاوزت الضعف مقارنةً بالعام ٢٠١٨م ، وبحسب مؤشرات شبكة العلوم العالمية فقد حققت الجامعة نقلة نوعية بصفتها مؤسسة أكاديمية ممولة للبحث العلمي بزيادة بلغت ٩٤% (أربعةً وتسعينَ في المئة) في عام ٢٠٢٢م ، كما توالت إنجازات الجامعة في مجال براءات الاختراع لتتمكن من تسجيل نمو غير مسبوق في عدد براءات الاختراع المودعة خلال العام ٢٠٢٢م.
وبين معاليه أنه وفقًا لرؤية جامعة الإمام ورسالتها بأن تتواءم مخرجاتها البحثية والابتكارية مع احتياجات سوق العمل ومؤسساته فقد بلغ عدد العقود التي أبرمتها الجامعة خلال عام ٢٠٢٢م لخدمة الأولويات الوطنية في البحث العلمي ما يقارب (مئةً وخمسينَ) ١٥٠ عقدًا، أثمرت حتى الآن عن تسجيل عدد من النماذج الابتكارية الأولية والمنتجات العلمية ذات القيمة المضافة، لتؤكد بذلك مساعيها في دعم البحث والابتكار، وتحويل نتاجها العلمي إلى منتجات وخدمات ذات عائد اقتصادي مستدام، وذي ميزة تنافسية عالية، تسهم في تنامي المكانة الوطنية في مجالات البحث والابتكار على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
وأكد د. العامري أن جامعة الإمام سعت من خلال إرثها العلمي والثقافي، وبعراقة مسيرتِها، ومكامن قوتها في الارتباطِ بتاريخ التعليم العالي وتطوره إلى إرساء منهجية أكاديمية، تُؤسس لمستقبل طموحٍ للنهوض بالإنسان السعودي، ولذا نصَّت رسالتها على تقديم برامج أكاديمية متميزة، وإنتاج بحثي نوعي، من خلال بيئة محفزة، ونظم إدارية محوكمة، بالإضافة إلى تقنية متقدمة، وموارد مستدامة، وشراكات فاعلة؛ لتحقيق مخرجات تنافسية تلبي احتياجات سوق العمل، وتسهم في بناء الاقتصاد المعرفي وخدمة المجتمع المحلي والعالمي، ومن وحي هذه الأهمية، وشعوراً بعظم المسؤولية أطلقت الجامعة خطتها الاستراتيجية ٢٠٢١ – ٢٠٢٥ ، والتي بُنيت رؤيتها الطموحة ورسالتها السامية على التميز في التعليم والبحث العلمي ونشر المعرفة خدمة للوطن والإسلام والإنسانية، مرتكزةً على ثمان غايات استراتيجية ترسم قيمها ونهجها العلمي والمؤسسي ستة محاور أساسية، يأتي في صدارتها التعليم والتعلم والتمهير، ثم البحث والابتكار وريادة الأعمال، ثم الشراكات والمسؤولية المجتمعية. بالإضافة إلى التميز المؤسسي، والاستدامة المالية، وأخيرًا الوعي الوطني، لبناء شخصية سعودية وطنية واعية ومسؤولة، مبينا أنها تشتمل على ستين مبادرةٍ نوعيةٍ أكاديميةٍ، وبحثيةٍ، وابتكاريةٍ، وماليةٍ، وتطويريةٍ، لتحقيق مستقبلٍ طموحٍ، وغدٍ مُستدام، والتي تم إنجاز عددٍ منها، ويُدشن اليوم أبرزها، كما أن العمل جارٍ على إنجاز ما تبقى من هذه المبادرات التي سيتم تدشينها قريبًا بإذن الله.
وأضاف د.العامري ان الجامعة حرصًا منها على أن تكونَ مؤسسةً تعليميةً مرنةً، وبيئةً أكاديميةً جاذبةً، تواكبُ التطورات، وتستجيب للتغيرات، عملت على تطوير بنيتها المؤسسية والتقنية، وتهيئة منشآتها، وتحسين مرافقها، وتوفير بيئة إيجابية حيوية، تُعين الطلبة على الانسجام مع حياتهم الجامعية ومتطلباتها؛ ليتمكنوا من تحقيق أهدافهم في مسيرتهم التعليمية؛ واستنادًا لذلك تُطلق الجامعة اليوم عددًا من مشاريعها الإنشائية التي أُقيمت على مساحة تُقدر بأكثرَ من (٩٤٠٠٠) أربعةٍ وتسعينَ ألفَ مترًا مربعًا، وبتكلفة مالية تُقدر بأكثرَ من (٦٦٤) ستِ مئةٍ وأربعةٍ وستينَ مليونَ ريالٍ، والتي سيتبعها عددٌ من المشاريع الإنشائية الأخرى، وسيتم تدشينها قريباً بإذن الله ، مشيرا إلى أن سقفَ طموح أبناء الجامعة عَنان السماء، وأن ما تحقق من إنجازات ما هو إلا بدايةٌ لانطلاقةٍ أكبرَ نحو التميز والريادة في كل المجالات، والجامعة اليوم تتشرف بالرعاية الكريمة لسمو أمير منطقة الرياض لتدشين مبادراتها ومشاريعها الإنشائية، مقدمًا وافر الشكر وبالغ التقدير لسموه الكريم باسمه واسم منسوبي الجامعة على رعايته الكريمة، ودعمه للجامعة على تحقيق رسالتها، وأهدافها.
وأختتم كلمته برفع أسمى آيات الشكر، وعظيم الامتنان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه- الداعم الأول للتعليم والاستثمار في الإنسان، وتقديم الشكر والعرفان والتقدير لسمو ولي العهــد الأمين، رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود -حفظه الله- على ما يقدمه من دعم ومتابعة لتطوير هذا الوطن الغالي .
يذكر أن الحفل تخلله عرض فيلمين عن مشاريع الجامعة ومبادراتها .