تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 جماعة الإخوان الصحوية المتطرفة أم الجماعات والتنظيمات ومفرخة الإرهاب والفتن والأزمات تستهدف وطن التوحيد وبلد المكرمات وتقف وراء التطاحن والمشكلات (الجزء السادس)

 
معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الشيخ الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل

رابط الجزء الخامس

يمكن تحديد المظاهر الإرهابية في هذه الجماعة فيما يلي:-

1- أنها كما ذكرنا أصل التنظيمات التي وردت في البيان كتنظيم القاعدة بفروعه، والتنظيمات القائمة الآن في سوريا، غيرها، وصلتها تاريخياً وفكرياً أمر يمكن إثباته بما لا يدع مجالاً للشك في خطورتها، وضررها وتبنيها لكل فكر إرهابي.

2- ما توافرت عليه من أفكار ومبادئ تغذي الفكر الأممي بصورته المنحرفة التي لا تعترف بالانتماء الوطني، بل إنها أفكار تدمر كل نبتة للمواطنة الصالحة، وانتماء للوطن وولاته، ليصبح الانتماء، حزبياً والولاء الفكري لقيادات الأحزاب والتنظيمات، والعمل الدؤوب لنصرة هذه الأفكار والتضحية لأجلها، وهذا شأن ليس بدعاً، ولا جديداً في شأن هذه الجماعة، فالمتأمل الراصد لحراكها يدرك بجلاء أنها آلية يتم بها التدرج في استغفال المجتمع والشباب على وجه الخصوص منذ فترة مبكرة وترتيبهم على هذا الولاء والانتماء وتعظيم قادتهم ومنظريهم.

3- ما أفرزته الأحداث الأخيرة التي لم تقتصر على بلد أو ووطن وسرت إلى المجتمع الإقليمي والإسلامي والعالمي، فقد صار ديدنهم التشويش والإرجاف والفتنة، والضرب على وتر القضايا والنوازل والمتغيرات التي تمر بالعالم لتوظيفها لما يريدون والوصول إلى مقاصدهم ومراميهم، واستحلال كل ما يوصل إليها حتى لو بالكذب، ورغم البيان الذي أوضحه العلماء من أفكارهم، وبنوه على قواعد الشريعة ومقاصدها إلا أن العمل المؤدلج الذي يخدم الأفكار والجماعات المتطرفة دائماً ما يحاول فصل الشباب عن هذه الفتاوى وعن تأثير العلماء، بإلصاق التهم، وتحميل الأقوال والمواقف والفتاوى ما لا تحتمل، ليتم لهم ما أرادوا من تمرير أجندتهم تحت هذه الظروف المختلفة.

4- رغم ما يعلنونه من براءتهم من التكفير إلا أن الواقع يؤكد صلتهم بهذه الأفكار وخصوصاً المبادئ التي أعلنها مؤسس الجماعة، والمصطلحات التي تتكرر لديهم من الجاهلية، والحاكمية هي أساس الأفكار التي تبشر بالخلافة زعموا، وتكون مبطنة بما يسقط شرعية الأنظمة، وتضليل الناس بذلك.

هذه وغيرها مما يمكن الاطلاع عليه وقراءته في فكر الجماعة وما تفرع عنها يؤكد سعيها الدائم لاحداث الفتنة والبلاء، وقد أن الآوان أن تتراجع هذه الجماعات والتنظيمات التي اختطفت أبناء هذا الوطن وأبناء المسلمين في العالم للزج بهم في أتون الفتن والمشكلات، وآن الأوان أيضاً أن يعلم الشباب وعموم أبناء الوطن نعمة الله عليهم بهذا الوطن العزيز وقيادته التي لا نعلم لها في الواقع المعاصر نظيراً، فهاهي تضرب مثالاً في الغيرة على الدين وعلى اللحمة والجماعة والوحدة على مستوى المملكة العربية السعودية ودول العالم العربي والإسلامي، وهذا مصدر افتخار واعتزاز، فهذه الدولة حرسها الله وحماها دولة سُُُنِّية سَنِيِّة سلفية، تقوم على الأصلين الصافيين، وتهتدي بهما على نهج سلف الأمة، وكما تحكمها وتتحاكم إليها فهي أيضاً تقاوم الفتن والمشكلات أخذاً بوصايا أرحم الخلق وأنصح الخلق وسيدهم صلوات الله وسلامه عليه في الفتن، حيث أوصى بهذا الأصل العظيم، الذي هو من أعظم مقاصد الشريعة، وأهم ضماناتها لحفظ الدين والعقيدة والأمن، والألفة والاجتماع على الوحدة، والبعد عن مسببات الفرقة والتناحر والخلاف والاختلاف، فحينما أشار إلى ظهور الفتن، وإلى الدعاة الذين هم من أبناء جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا، ومع ذلك يدعون الناس إلى نار جهنم عياذا بالله «دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم قذفوه فيها» حينها كانت الوصية الجامعة المانعة، التي نحتاجها في هذا العصر الذي رفع فيه أهل الفتن والتحزبات عقائرهم، وجيشوا عقول الناشئة، وشحنوها بما يسقطهم في أتون الفتن والمشكلات، فقال صلى الله عليه وسلم «تلزم جماعة المسلمين وإمامهم».

نهاية الجزء السادس ...

معالي الشيخ الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل

مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عضو هيئة كبار العلماء

رئيس المجلس التنفيذي لإتحاد جامعات العالم الإسلامي


--
22/08/1439 03:20 م
آخر تعديل تم على الخبر:
 

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ