أكد معالي رئيس جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن فوز المملكة باستضافة بطولة كأس العالم 2034 يأتي في إطار التطور الذي تشهده المملكة العربية السعودية، وما تشهده من تحولات جذرية في وقت قياسي قفزت من خلاله إلى الريادة في صناعة أسرع قصص التحول وأكثرها تطورًا، حقيق بأن يسمعه العالم ويراه، جاء ذلك في كلمة لمعاليه بمناسبة فوز المملكة باستضافة بطولة كأس العالم 2034، كان هذا نصها:
كلمة معالي رئيس جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
أ.د. أحمد بن سالم العامري
بمناسبة فوز المملكة باستضافة بطولة كأس العالم 34
أهلًا بالعالم..
إن التطور الذي تشهده المملكة العربية السعودية، وما تشهده من تحولات جذرية في وقت قياسي قفزت من خلاله إلى الريادة في صناعة أسرع قصص التحول وأكثرها تطورًا، حقيق بأن يسمعه العالم ويراه، واليوم نشهد قصة أخرى تحققت من خلال حلم تحول إلى واقع، وتسارع كبير غيّر من مفهوم المستحيل إلى الممكن، والتحديات إلى فرص، والحلم إلى حقيقة، بتجارب استثنائية وتطبيق مختلف؛ يجعل من معايشته فرصةً حقيقيةً لاستكشاف مفهوم آخر للالتقاء بالثقافات والحضارات المنوعة التي جعلت أرض المملكة العربية السعودية لوحة ذات دلالات وعمق تاريخي.
وفوز المملكة العربية السعودي اليوم باستضافة بطولة كأس العالم 34 فرصة تجعل العالم يقترب أكثر من معايشة العالم تجارب ثرية بفكر مختلف ومبتكر ومتكامل ومتطور، ينافس التجارب العالمية، فقد أولت حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- تقديم ملف المملكة لاستضافة بطولة كأس العالم أولوية كبيرة ودعم واهتمام في التجهيزات التنظيمية والبنية التحتية؛ من خلال الظهور بمشهد يمنح الزوار وضيوف المملكة تجارب عالمية شملت 15 ملعبًا في 5 مدن رئيسة تستضيف البطولة العالمية، صُمّمت تلك الملاعب لتلبي متطلبات البنية التحتية طويلة المدى في المملكة، منسجمة مع الجهود المبذولة في تحقيق رؤية السعودية 2030،إضافة إلى إتاحة الفرصة للعالم لاكتشاف ورؤية مواقع تراثية في المملكة مدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، إلى جانب مشاريع كبرى أخرى تشهدها البلاد، لخلق وجهات سياحية بمنظور مميز، يتسم بالريادة والابتكار في النشاط السياحي.
إن ما تتمتع به المملكة من ممكنات جعلها محل أنظار العالم انطلاقًا من موقعها الجغرافي؛ الذي منحها ميزة تنافسية تمكن غالب سكان العالم من الوصول إليها في غضون ثماني ساعات، كما أن الخبرة الطويلة للمملكة وشعبها المضياف في تنظيم واستضافة مناسبات دولية عدة بنجاح واقتدار وتميز، سيثري تجربتها الاستثنائية في استضافة كأس العالم 34؛ الأمر الذي جعل من السعودية أيقونة على مستوى العالم في دقة التنظيم وابتكار التجربة؛ حتى أنها أصبحت الأولى في التصنيف العالمي لنمو عدد السياح الدوليين عام 2023..
وتولي المملكة العربية السعودية أهمية كبيرة في الاستثمار في القطاع الرياضي، وذلك من إيمانها الكبير في تأثيرها الإيجابي، مما جعل الثقافة الرياضة لدى المواطن السعودي أسلوب حياة، وهو الأمر الذي عزز من الدور الفاعل في مد جسور الترابط الثقافي بين المواطن السعودي وباقي شعوب العالم الأمر الذي حقق للمملكة وأبنائها مكانتها في سلم الإلهام لدول العالم الذي ينتظر من المملكة تجربة نوعية وآفاق مختلفة في تنظيم المناسبات الرياضية عامة وكرة القدم العالمية خاصة، فكان ملف الترشح يحمل شعار "معًا ننمو " ليشارك العالم في ما تعيشه المملكة من نمو وتطور ثقافي ورياضي، كما يشاركها في نسخة استثنائية غير مسبوقة من بطولة كأس العالم لكرة القدم، إذا ما علمنا أن الاستثنائية في التنظيم بدأت قبل إعلان فوز المملكة بالاستضافة، وذلك من خلال التقييم الذي حصل عليه ملف استضافة السعودية لكأس العالم 2034 الذي بلغ 419.8 نقطة من أصل 500، والذي يعد أعلى تقييم فني يمنحه الاتحاد الدولي لكرة القدم ”فيفا“ عبر التاريخ لملف تم تقديمه لاستضافة بطولات العالم السابقة، كما أن التقييم وصف ملف المملكة لاستضافة كأس العالم 34 بأنه يقدم رؤية "فريدة ومبتكرة وطموحة للقرن المقبل، ويوفر مزيجًا من الإمكانات المادية التنافسية وكفاءة التكلفة التشغيلية".
لقد ركزت الرؤية السعودية 2030 على التنمية واستدامتها، وأصبح الإنسان محورها وقضيتها؛ فجاءت استضافة المملكة لكأس العالم خطوة في غاية الأهمية لتحقيق التنمية في القدرات البشرية، ومرتكزًا رئيسًا في إثراء التجارب، سواء على مستوى الفرد السعودي أو ممن يشهد هذه التظاهرة العالمية الاستثنائية من سكان العالم أجمع؛ حيث ستوفر المملكة من خلال هذه الاستضافة فرصًا اقتصادية كبيرة لكل من الشركات المحلية والدولية، وكذلك لأفراد المجتمع المحلي، من خلال الزيادة الكبيرة في أنشطة العمل التطوعي والتوظيف، وإثراء التجارب وتحسين الخدمات والارتقاء بها، مما سيجعل هذه الاستضافة تطبيقًا عمليًا لخطة وطنية طموحة وشاملة تهدف إلى تعزيز تحوّل المملكة العربية السعودية لتصبح مركزًا للثقافة والترفيه والرياضة، منطلقة من ركائز الرؤية الثلاث ”وطن طموح، واقتصاد مزدهر، ومجتمع حيوي“.
أرفع لمقام مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- أصدق التهاني على ما تم تحقيقه بفوز المملكة باستضافة كأس العالم 2034، كما أهنئ كافة الشعب السعودي الكريم الذي ستنعكس عليه هذه الاستضافة؛ بتنمية شاملة تجسد العمل الجاد والتميز والابتكار في التنفيذ، والتهنئة موصولة لكل من يسكن وطننا العظيم، وكل من يشارك وسيشارك مستقبلاً ويعمل في تنظيم هذه البطولة؛ التي جاءت لتشارك العالم التحول نحو تحقيق الأحلام بشعارها ”معًا ننمو“.. فأهلًا بالعالم.