تم توقيع مذكرة مساهمة مالية مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بقيمة (46,001,604) ريال لدعم واستكمال مشروع إنشاء مبنى معهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية والعربية في إقليم "بندا آتشيه“ بجمهورية إندونيسيا، وقد مثّل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في توقيع هذه المذكرة معالي المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على المركز الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، وتأتي هذه المذكرة تجسيدًا لرسالة المركز ودوره الكبير في الأعمال الإنسانية بجميع أنحاء العالم، بما لا يتعارض مع المصالح الوطنية السامية للمملكة العربية السعودية.
وبهذه المناسبة أقدم شكري وتقديري للقائمين على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لدعمهم لاستكمال مشروع إنشاء مبنى المعهد، وأخص بالشكر والتقدير لمعالي المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية د. عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، وكافة العاملين في المركز على الدعم السخي الذي يعكس التزام المركز بتعزيز مشاريع التعليم خدمةً للإنسانية، مجسدًا في ذلك رؤية حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- في تعزيز أواصر التعاون العلمي والثقافي مع الدول الشقيقة والصديقة، كما يعكس هذا الدعم السخي جهود المركز المستمرة في نشر العلم والتعليم في المجالات التي تسهم لنشر القيم الإسلامية حول العالم.
إن الأعمال الإغاثية والإنسانية التي يقوم بها المركز نموذجاً للعمل الإنساني، من خلال تقديم مساعدات المملكة العربية السعودية الإنسانية والإغاثية والخيرية خارجيًا، وتطوير الشراكات مع المنظمات الرائدة في العمل الإنساني، وتطوير آلية فعالة تضمن الاستجابة السريعة للتعامل مع الأزمات الإنسانية، وزيادة أثر المساعدات المقدمة من المملكة العربية السعودية بهدف استدامتها من خلال تحسين عمليات الإشراف والمتابعة والتقييم وذلك عبر ممكنات تتمثل في استقطاب المتطوعين وتأهيلهم للمشاركة في جهود الإغاثة والأعمال الإنسانية، وإنشاء نماذج فعالة لجمع التبرعات، وبناء شبكة قوية من الداعمين والمتبرعين، إسهامًا من حكومة خادم الحرمين الشريفين للوقوف مع الأشقاء والأصدقاء في جميع أنحاء العالم.
واليوم نحتفي جميعًا بإطلاق مشروعٍ إنسانيٍ آخر، يضاف للأعمال الإنسانية التي تقوم بها المملكة ممثلة في المركز؛ مستهدفًا توسيع نطاق التعليم في إقليم "بندا أتشيه" عبر نشر تعليم اللغة العربية والتعاليم الإسلامية القائمة على مبدأ الوسطية والاعتدال وخدمة للشعب الإندونيسي الصديق، وجامعة الإمام محمد بن سعود من خلال رسالتها وأولوياتها تسخر كافة إمكانياتها لنشر المبادئ الإسلامية السمحة، كالوسطية والاعتدال، والدعوة إلى التحلي بالأخلاق الإسلامية الكريمة؛ كالتسامح، والرفق، والرحمة، والتعايش، وتحذر من التطرف، والإرهاب، وحماية النشء من الانحرافات والتيارات الفكرية المعادية للإسلام، من خلال العمل على تحقيق الهدف الإستراتيجي لرؤية السعودية 2030 المتضمن تعزيز قيم الوسطية والتسامح، إلى جانب مد جسور العلاقة الثنائية ثقافيًا وعلميًا مع الآخر انطلاقًا من (أن السلام العالمي هدف من أهداف السياسة الخارجية للقيادة الرشيدة -حفظها الله- والذي يمكن تحقيقه عبر نشر التعليم والاستمرار في الدعوة على أسس أكثر شفافية في التعامل والتواصل المشترك بين دول العالم في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية).
ويُعد استكمال إنشاء معهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للدراسات الإسلامية والعربية بجمهورية إندونيسيا خطوةً استراتيجيةً مهمةً نحو تعزيز التعليم الأكاديمي وتنمية المهارات اللغوية، والثقافية في منطقة جنوب شرق آسيا كافة، التي تشهد اهتمامًا متزايدًا بتعلم اللغة العربية والدراسات الإسلامية، ويعد هذا المشروع منارةً علميةً تسهم في تمكين الطلاب في المنطقة من الارتقاء بمستواهم العلمي، وتعزز قيم التسامح والتفاهم بين الثقافات المختلفة.
أسأل الله -تعالى- أن يديم على المملكة أمنها وأمانها واستقرارها في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين -حفظهما الله- وأن يجعل هذا البلد منارةً للعلم والعلماء في جميع أنحاء العالم، وأن يسدد خطى المركز في مواصلة مسيرته الإنسانية للعالم.