خطوات متواصلة وواثقة نحو مايصب في تلبية إحتياجات المجتمع هو فحوى ماتضمنه ماصدر من أمر سامٍ كريم يتيح للنصف الآخر من المجتمع-المرأة السعودية- ويمكّنها من ممارسة أبسط حقوقها وهو قيادة المركبة أسوة بالرجل. إنّ المتأمل في حال المجتمع السعودي هذه الأيام من وجود السائقين في أغلب البيوت السعودية لنقل النساء إما لأعمالهم أو لمدارسهم، يُدرك مدى الخطر الأمني الذي قد يسبّبه وجود هؤلاء السائقين في أوقات فراغهم، كما يُدرك مدى الخطر الإجتماعي الذي قد يسببه وجود هؤلاء السائقين جنباً إلى جنب على أفراد الأسر السعودية، كما يُدرك الملاحظ للمشهد مدى الخوف الذي قد ينتاب بعض الأطفال من وجودهم بجانب السائق الأجنبي لدى توصيلهم للمدارس أو مايريدون أن يذهبوا له من أماكن مختلفة.

إنّ رؤية المملكة العربية السعودية ٢٠٣٠ وماتضمنته من خطط نحو تمكين المرأة السعودية في مختلف الأعمال المناسبة لها لتشارك المواطن السعودي في تحقيق نمو إقتصاد هذا البلد الكريم، يعلم ان الحاجة أصبحت لازمة لكي تتمتع المرأة بأبسط حقوقها-وهي قيادة المركبة-تجاه قضاء الإلتزامات المختلفة لها أثناء تأدية أعمالها. 

إنّ مستوى التحويلات المالية الضخمة إلى خارج البلاد التي تجري يومياً من أغلب السائقين ومالها من آثار مترتبة على إقتصادنا الوطني، يجعلنا ندرك أن الأمر السامي الكريم أخذ في الحسبان كل ما من شأنه أن يضع أهمية الجانب الإقتصادي جنباً إلى جنب مع ثبات الجانب الإجتماعي وتقويته، وزيادة وإستقرار الجانب الأمني لأفراد هذا المجتمع الكريم،

نسأل الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز من كل مكروه، وأن يُجري على إيديهما الخير والبركة للإسلام والمسلمين، وأن يحفظ علماء هذه البلاد وأهلها من كل سوء، وأن يديم على بلادنا نعمة الأمن والأمان، إنّه وليّ ذلك والقادر عليه.

د.محمد بن عبدالعزيز المنصور

عميد مركز خدمات التوظيف والأعمال الريادية.