أقامت كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في محافظة الأحساء التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عدداً من الفعاليات والمناشط في إطار احتفاء الجامعة باليوم الوطني الـ85، وشملت الفعاليات بث الأفلام الوثائقية الوطنية، واللافتات التي تصف صادق انتماء الجامعة وأبنائها للوطن الغالي وقيادته الرشيدة، وإقامة مهرجان ثقافي منوع في قاعة الأنشطة بالكلية.

كما عقدت ندوة أجمع المشاركون فيها على أهمية مشاركة الطالب الجامعي في دفع الأخطار والمهددات التي تحاك ضد وطنه، ومنحت الطالب السعودي مهمة القيام بأدوار كبيرة في عملية النماء والبناء وحمل لواء الدفاع عن الوطن بالعلم والمنطق، وتحدث فيها فضيلة وكيل الجامعة الدكتور عبدالله بن محمد أبا الخيل فقال: إن الشباب هم أكثر قدرة على صنع أنفسهم، لذا كانت المسؤولية على عاتقهم كبيرة في تعزيز أمن الوطن، لما لهم من دور في صنع الحياة وارتباطهم بهويتهم الوطنية، وبما يعزز هذه المكانة.

وأضاف: الأمن مسؤولية العالم والداعية والأستاذ والمثقف والكاتب والشاعر والطالب، فليتقوا الله في نتاجهم ليكون على منهج الاعتدال والوسطية، حتى لا يكون عندنا مكان للفكر الإلحادي المنحرف، ولا مكان للفكر الضال البدعي الخرافي، فإن الله أمرنا بلزوم الوسطية والاعتدال في الأمور وتجنب الإفراط والتفريط، وإذا تحقق الأمن والاستقرار تحققت المقاصد الشرعية من إقامة العبادات والحدود، فلا نهب ولا سلب ولا اعتداء وكل ذلك من أجل المحافظة على الضروريات الخمس، والأمن هو نعمة من نعم الله العظيمة يعطيها من يشاء من عباده والمحافظة عليه مسؤولية الجميع.

فيما قال فضيلة عميد الكلية الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن سلامة المزيني بعد تقديمه للندوة وترحيبه بوكيل الجامعة: إن اقتران حب الوطن مع التمسك بالدين يكون أدعى إلى زيادة الخير والمجد والتقدم.

من جهته، قال فضيلة وكيل الكلية لخدمة المجتمع الدكتور محمد بن عبدالعزيز العقيل: الحديث عن اليوم الوطني مشرف، لأنه يذكرنا بالأمجاد التي تحققت على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله - والتجربة السعودية غنية بالإنجازات، ولقد حرص الملك المؤسس -طيب الله ثراه -على تطبيق كل مبادئ الشريعة وأصولها المستمدة من المنبعين الصافيين، والمصدرين الأصليين للإسلام.

بدوره أكد فضيلة الأستاذ الدكتور عبداللطيف بن إبراهيم الحسين عضو هيئة التدريس بالكلية على أن سلامة الوطن هي مسؤولية مجتمعية كاملة يكون فيها للأسرة والجامعات دور بارز من خلال تهيئة البيئة العلمية الجاذبة ووضع المناهج الموافقة للشريعة الإسلامية، وأن افتخار الانسان بوطنه متجانس علمياً وثقافياً مع وجود اللحمة بين الأستاذ الجامعي والطالب، ويجب علينا أن نلتزم بما يأمرنا به ولاة الأمر للحفاظ على ضبط الطالب لسلوكه والالتزام بأوامر الله «عز وجل»، والمحافظة على ممتلكات الوطن والحذر من التأثر بوسائل التواصل الحديثة، والبعد عن الخوض في القيل والقال فيما يضر الوطن والطالب نفسه، مشدداً على توظيف وسائل التواصل فيما من شأنه تطوير الطالب لنفسه.

كما اشتملت الندوة على مداخلات لأصحاب السعادة وكلاء الكلية ورؤساء الأقسام وأعضاء هيئة التدريس والطلاب تحث على الاعتزاز بالوطن والتمسك بما يضمن وحدته ويدعم الالتفاف حول قيادته، إضافة إلى كلمات الوفاء وصدق الولاء التي رعت أنظار الحضور وبث من خلالها الطلاب أجمل المشاعر تجاه وطن العطاء، وتضمنت إلقاء قصيدة وطنية قدمها هدية للوطن رئيس قسم اللغة العربية بالكلية الدكتور سعيد بن عثمان الملا لقّب فيها الوطن بـ "المورد العذب" عبّرت عما يختلج في ضمائر الأكاديميين من حب تجاه وطنهم الذي أسدى لهم الكثير، وما ينبغي على أمثال هذه المؤسسات من واجب الوفاء في مناسبة الوطن، وأن هذا الشعور ينبغي أن يلازم الجميع طيلة الزمن متى استشعروا أنهم والوطن روح واحدة وكيان واحد لا يتجزأ، ثم اجتمع المسؤولون والطلاب حول ركن الضيافة الذي أقيم بهذه المناسبة وتناولوا فيه المرطبات والأكلات الخفيفة ابتهاجاً بهذه المناسبة السارة، وجرت فيه الحوارات السريعة التي أظهرت قوة التلاحم وخالص المشاعر وصادق المودة بين أبناء الوطن أنفسهم وبينهم وبين وطنهم الكريم، وقد أضفى اللون الأخضر الذي زين جنبات المهرجان بهاء على أجواء المكان ونفوس الحاضرين، سواء في ذلك الأوشحة التي ارتداها الحضور والتي تصدرها شعار الجامعة الوطني "أنت يا وطني أنا" أو الأعلام التي حفت روعتها المكان.

كما اشتمل المهرجان على عرض الفيلم الوثائقي الوطني "ذكرى خالدة" الذي أنتجته الجامعة، ومسابقة ثقافية للطلاب وتم توزيع جوائز قيمة.

يذكر أن نشاط الكلية اشتمل كذلك على معرض متنوع بالصور والمقالات ووصف مظاهر ازدهار النهضة في المملكة العربية السعودية في ظل قيادتها الحكيمة ابتداء من عصر التأسيس إلى يومها المجيد الخامس والثمانين، وعلى عرض محكم لسيرة القيادة الحكيمة ومسيرة الوطن في مواقع ريادية منه.

ولم يغب عن حسبان الكلية إتاحة الفرصة للطالبات لبث مشاعرهن الأصيلة تجاه الوطن فأقامت في مركز دراسة الطالبات ندوة بهية قدم لها الدكتور سعيد بن عثمان الملا رئيس قسم اللغة العربية بالكلية وشارك فيها فضيلة وكيل الكلية لخدمة المجتمع الدكتور محمد بن عبدالعزيز العقيل وفضيلة الأستاذ الدكتور عبداللطيف بن إبراهيم الحسين وحثوا فيها الطالبات على أن يكن خير صانعات لجيل واعد يخدم الوطن ويذود عنه، وتخللتها مشاركات وعرض فيلم "ذكرى خالدة" وألقيت فيها قصيدة وطنية، ووزع عدد من الجوائز، وأقيم ركن للضيافة.

يذكر أن فضيلة وكيل الجامعة أشاد في ختام مشاركته بالكلية وجهودها وشكر إدارة النشاط فيها ممثلة بالنادي العلمي الذي يشرف عليه سعادة الدكتور عمر الملا.

​