تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 د. فوزان الفوزان: قادة المملكة يؤكدون أهمية الحوار الحضاري في تأسيس علاقات دولية متوازنة

 

برعاية معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن عبدالله السبتي افتتح مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالنيابة الدكتور فوزان بن عبدالرحمن الفوزان صباح اليوم الثلاثاء1436/4/7هـ فعاليات الندوة العلمية المتخصصة "دور الجامعات والمراكز البحثية في حوار الحضارات" والتي ينظمها كرسي حوار الحضارات بين جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وجامعة السوربون – باريس 1.
ورحب مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالنيابة الدكتور فوزان بن عبد الرحمن الفوزان بالحضور في حفل افتتاح الندوة، موضحًا أن الندوة ينظمها كرسي حوار الحضارات، بالتعاون بين جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وجامعة السوربون- باريس1، وذلك استشعارًا من الجامعتين بما تفرضه الحاجة الملحة إلى بذل النخب الأكاديمية والفكرية للمزيد من الجهود للإسهام في تعزيز سبل التعايش المشترك بين الأمم والشعوب، والتأكيد على أهمية دور الجامعات والمراكز البحثية والثقافية في حوار الحضارات، واستشراف دورها في ذلك، وتطوير قدراتها لتكون أكثر قدرة على خدمة المجتمع الدولي من خلال تهيئة البيئة المناسبة للحوار بين العلماء والباحثين.
وبين الدكتور الفوزان أن الموافقة السامية على عقد الندوة في الرياض، جاءت لتؤكد أن المملكة حريصة كل الحرص على كل ما يسهم في تحقيق التواصل والتقارب بين الشعوب والأمم؛ إيمانًا منها بأهمية التواصل مع العالم بمختلف حضاراته وثقافاته، وتأسيس العلاقة مع المجتمعات الأخرى على قاعدة من الاعتراف بالتنوع الثقافي والحضاري والاحترام المتبادل، وهي في ذلك تنطلق من رؤيتها الإنسانية والشرعية لحوار الحضارات، حيث كان الإسلام سباقًا إلى تأصيل قيم الحوار والتقارب والتواصل الحضاري، ولا غرو في ذلك فهو دين السلم والسلام والتعايش والتعارف بين الناس، وإرساء دعائم الود والاحترام بينهم، وتبادل المصالح والمنافع، وترسيخ أسس العدل، والتعامل بالحسنى بين المنتمين إلى مختلف الحضارات.
وأوضح أن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، تتصدر قائمة مؤسسات التعليم العالي المعنية بتعزيز الحوار الحضاري، ليس على المستوى المحلي فحسب وإنما عبر العالم، وقد جاء تفرّد الجامعة في هذا المجال استجابة لرسالتها العالمية، وقناعتها بأهمية الحوار بين الحضارات لكونه ضرورة تفرضها ظروف العصر وتحدياته؛ ولذا فقد عملت الجامعة على إنشاء المراكز العلمية والكراسي البحثية المعنية بالحوار بين الحضارات وبين أتباع الديانات والثقافات، ومنها هذا الكرسي الذي نفخر بالشراكة فيه مع جامعة السوربون، باريس1، الجامعة العالمية العريقة، ونسعد اليوم بتجديد عقد إنشائه لدورة أخرى تستمر لمدة خمس سنوات مقبلة.
وأشار الدكتور الفوزان أن الجامعة عملت على إطلاق عدد من المبادرات الرامية إلى تأصيل البعد العلمي للحوار، والتعريف بالثقافات الإنسانية، ودعم برامج التواصل العلمي والتبادل المعرفي واستقطاب الطلاب الأجانب، ونحوها من البرامج العلمية التي تدعم التعايش بين ذوي الخلفيات الحضارية المختلفة والثقافات المتباينة.
وأكد أن المبادرة التي أطلقها الملك الراحل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -رحمه الله-للحوار بين الأديان والثقافات أمام المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار بمكة المكرمة في عام 2008م، أكبر دليل على حرص المملكة وقادتها على تحقيق مبادئ وقيم الحوار والتقارب والتواصل الحضاري؛ إيمانًا منهم بأنه الأسلوب الأمثل لتأسيس علاقات دولية متوازنة، ولتعزيز التقارب بين الأمم والشعوب، ونبذ كل مظاهر التطرف والإرهاب، والحفاظ على الأمن والسلم العالمي.
وفي نهاية كلمته تقدم الدكتور الفوزان، بالشكر والامتنان للقيادة الرشيدة -حفظهم الله-على إتاحة الفرصة لإقامة مثل هذه اللقاءات العلمية، كما شكر معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن عبد الله السبتي على رعايته لهذه الندوة، ونقل تحيات وتقدير معاليه للحضور، وشكر المشاركين في الندوة من أصحاب المعالي والسعادة، متطلعًا إلى إسهامهم الفاعل في تحقيق أهدافها.
كما شكر اللجان المنظمة للندوة، وسعادة رئيس اللجنة التنظيمية للندوة وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي، ونائب رئيس مجلس كراسي البحث، رئيس اللجنة الإشرافية لكرسي حوار الحضارات، الأستاذ الدكتور فهد بن عبد العزيز العسكر، على ما بذلوه من جهود مشكورة، وعطاءات متميزة، لإنجاح هذا الحدث الدولي المهم.
بعد ذلك أشاد معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني بالمبادرات التي تقوم بها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في رعايتها للمؤتمرات والندوات واللقاءات العلمية الهادفة التي تخدم الإسلام والمسلمين في أنحاء العالم برؤية واضحة تعكس رسالة ديننا الحنيف المتمثلة في الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وقال "رعاية الجامعة لندوة "دور الجامعات والمراكز البحثية والثقافية في حوار الحضارات" يمثل حلقة في سلسلة الاهتمامات الفكرية الهادفة التي تتبناها لتسليط الضوء على الدور المهم التي تضطلع به الجامعات والمراكز البحثية والثقافية في تجسيد وتنمية الحوار بين الثقافات والحضارات، في عالم أصبح يضج بالصراع ويواجه الخلاف الفكري والعقائدي والمذهبي والعرقي ويعاني جراء ذلك من العنف الناتج عن الإرهاب والتطرف والاقتتال".
وبين معاليه أن مواقف المملكة ومبادراتها تنطلق من الأساس الذي قامت عليه في شخصيتها الإسلامية، وقال "إن المقاصد الشريفة المعتدلة لديننا الحنيف هي المنطلق الأول والأساس لرؤية المملكة في كل سياساتها الداخلية والخارجية بما في ذلك رؤيتها للحوار بكل أشكاله ومستوياته ومقاصده"، مشيراً إلى أن المملكة ساهمت في إنشاء هيئة الأمم المتحدة بمقاصدها النبيلة التي وقعت على ميثاقها مع 50 دولة في مدينة سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث لا زالت المملكة عضواً فاعلاً فيها.
وأشار إلى أن رؤية فقيد الوطن وفقيد الأمتين العربية والإسلامية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز-رحمه الله-كانت ثاقبة عندما رغب أن يتمكن المسلمون في الوصول إلى الثقافات والحضارات الأخرى بالحوار الموضوعي الهادف والمعتدل وأن يساهموا بثقافتهم الإسلامية الثرية في تحقيق السلام العالمي والتعايش السلمي وتجنب الصراعات"، مبيناً أن هذه الندوة تأتي تفعيلاً لمبادراته.
من جهته قال الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"، إن حوار الحضارات هو من القيم الإنسانية العليا، حيث يبدأ من التعارف الذي جعله الله تعالى مقصدًا من مقاصد الخلق، ويمر عبر الفهم والتفاهم، ويعبُـر جسور التعايش، حتى يصل إلى الحوار بين الثقافات الذي يترتب عليه التحالف بين الحضارات.
وبيّن أن التعاون بين جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وبين جامعة السوربون، باريس 1 بانتيون، في عقد هذه الندوة، هو في حد ذاته، صيغة ٌ متطورة للحوار بين الحضارات، في مفهومه العميق ومدلوله الشامل، سواء من حيث أهمية الدور الفاعل الذي تنهض به الجامعات والمراكز البحثية في مجال تعزيز الحوار بين الثقافات والتحالف بين الحضارات، ونشر قيم التعايش بين الأمم والشعوب، أو من حيث مكانة هاتين الجامعتين والقيمة العلمية والأكاديمية التي يكتسبانها، إنْ على الصعيد الوطني، أو على الصعيد الدولي.
وأوضح أن هاتين الجامعتين هما صرحان من صروح العلم والمعرفة الأكاديمية، وقطبان من أقطاب البحث العلمي والدراسات العليا في المجالات المعرفية كافة، تتخرج فيهما أجيال من الطلاب، تساهم من المواقع التي تشغلها، في خدمة المجتمع وفي النهوض به، فتنفتح على الآفاق الواسعة، وتشارك في إنتاج المعرفة وإبداع العلم وازدهار الثقافة، كلٌّ في الحقل الذي يتخصص فيه، ولذلك فإن تعاونهما الأكاديمي، يصبّ في اتجاه تعزيز رسالتهما العلمية، ودعم إسهامهما في البحث عن وسائل عملية ناجعة لتعميق مفاهيم الحوار بين الحضارات.
وشدد التويجري على أهمية الحوار بين الحضارات اليوم، في هذه الظروف التي يمر بها العالم، حيث تتصاعد موجات الكراهية والتعصب، وتتفاقم ظاهرة التطرف والإرهاب، فهو ضرورة أكيدة، يجب أن ينهض بها العقلاء الذين يعبرون عن ضمير الإنسانية، ليفكروا ويتأملوا، وليتناقشوا في القضايا التي تشغلهم، وليبحثوا عن مخارج من هذه الأزمة الحضارية التي لا تزيدها الأيام إلا استفحالًا، ولينيروا الطريق بأفكارهم البناءة وبمقترحاتهم الوجيهة، أمام صانعي القرار في دول العالم، من أجل مواجهة التحديات الكبرى التي تهدد أمن الدول واستقرار المجتمعات الإنسانية، بصورة عامة.
وشهد حفل الافتتاح، توقيع مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالنيابة د.فوزان بن عبد الرحمن الفوزان، ونائب رئيس جامعة السوربون، باريس 1، للعلاقات الدولية د.جان مارك بونيسياو، اتفاقية تجديد عقد كرسي حوار الحضارات بالشراكة بين جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وجامعة السوربون، باريس1، بانتيون.

--
22/08/1439 03:09 م
آخر تعديل تم على الخبر:
 

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ