أقامت كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالأحساء ممثلة بوحدة البحوث الأسبوع الماضي ندوة بعنوان: "الترقيات العلمية ضوابطها وإشكالاتها" شارك فيها سعادة وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الأستاذ الدكتور فهد بن عبدالعزيز العسكر، وسعادة عميد البحث العلمي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز المقبل.
واستهل الدكتور العسكر الندوة بالحديث عن أهمية الجامعة ودورها في المجتمع، ثم بين دور الكلية في الاحساء، وأشار إلى أنها ستشهد حدثًا مهماً هو إقامة مؤتمر "أثر تطبيق الشريعة في تحقيق الأمن"، الذي يعوّل أن يكون إضافة علمية وثقافية وفكرية في المنطقة، وطالب بالتفاعل في إنجاح المؤتمر حتى يخرج بالصورة المأمولة.
ثم انتقل بالحديث إلى الترقيات العلمية، وأوضح أنه على الرغم من أهمية الترقيات إلا أنه لا يعول عليها في تطوير العمل المهني لعضو هيئة التدريس، وقال: مع كونها وسيلة لتطوير المرتبة الوظيفية إلا أنه ينبغي أن يقوم عضو هيئة التدريس بمهامه الثلاث وهي: التعليم، وخدمة المجتمع، والبحث العلمي، ومن إحدى المشكلات التي نواجهها في بلادنا في البحث العلمي أن يكون البحث من أجل الترقية فقط، وهذا خلاف الهدف الحقيقي منه، إذ ينبغي أن يكون الهدف الرئيس حل مشكلات المجتمع، لذا نجد أن الجامعة لا تعول كثيراً على ما يقدم من أبحاث من أجل الترقية؛ بل فتحت الجامعة أبوابها لتمويل البحث العلمي بوسائل وطرق متعددة، وأطلقت عددًا من المبادرات التي تخدم البحث العلمي، وتعزز من مكانته، ولا تزال الجامعة بحمد الله تعالى لها مكانة كبيرة، فهي محل أنظار كثير من الباحثين، إلا أنه ينبغي علينا ألا نركن إلى هذه المكانة بل علينا أن نطور من أنفسنا، وأن نتواصل مع المؤسسات الحكومية في معالجة القضايا التي تهم المجتمع.
وبين وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي أن ضوابط الترقية معروفة ونصت عليها اللوائح والأنظمة وعدد من القرارات الصادرة من المجلس العلمي، وأشار سعادته إلى بعض منها، وشدد على ضرورة أن تقوم الأقسام العلمية بدورها بدقة عند النظر في الطلب المقدم للترقية، وأن لا تمرر طلبات الترقية مجرد تمرير، ويلقى بالتبعة على المجلس العلمي، بل ينبغي على مجلس القسم من خلال أساتذته المختصين النظر في صلة هذه الأبحاث بالتخصص، وفي أوعية النشر وتحقيقها للضوابط المقرة من المجلس العلمي، والتأكيد على المتقدم من عدم وجود تكرار أو تشابه في أبحاثه، كما أكد أهمية حماية الحقوق الفكرية للآخرين، وأن الواجب في أبحاث الترقية أن تكون من نتاج عضو هيئة التدريس العلمي والفكري، وأن وجود انتهاك للحقوق الفكرية يتعارض مع النزاهة العلمية للباحث، ويؤدي إلى المساءلة وتطبيق العقوبات.
من جانبه، أكد عميد البحث العلمي الدكتور عبدالرحمن المقبل أهمية العناية بما ذكره وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي، ثم تطرق إلى مسألة الإقبال على النشر العلمي، وأوضح أن على الأستاذ المتقدم لطلب النشر أن يكون بحثه ضمن أولويات النشر العلمي المعتمدة من الجامعة، والمرفوع بها من قبل الأقسام، ونوه إلى أنه لن ينشر أي بحث إلا إذا كان ضمن أولويات النشر.
بعد ذلك بدأت مداخلات الحضور بمداخلة من فضيلة عميد الكلية الدكتور عبدالرحمن بن سلامة المزيني رحب فيها بالدكتور العسكر والدكتور المقبل، وتساءل عن الدور والوسائل التي تسعى لها وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي للارتقاء بأبحاث الترقية وجعلها في خدمة المجتمع، وأجاب وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي أن الوسيلة للارتقاء هو تكامل جهود أبحاث الترقيات مع الجهود التي تدعمها وتمولها المؤسسات الأخرى، وكشف أن هناك مؤسسات تدعم البحث العلمي كمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، إضافة إلى ضرورة تكامل الجهود مع ما تقدمه الجامعة من خلال منافذ التمويل المختلفة، أو أي مؤسسات أخرى تعنى بالبحث العلمي ويمكن من خلالها معالجة قضايا تخدم المجتمع.
وحول ضعف التواصل العلمي بين الباحثين في الأقسام العلمية خاصة الأساتذة الذين لديهم مهارات بحثية عالية وبين زملائهم الباحثين الذين هم في بداية طريقهم البحثي من المعيدين والمحاضرين، ومدى إمكانية تعزيز هذا التواصل كما هو معمول به في بعض الجامعات الغربية، قال الدكتور العسكر: هناك بعض الكليات أنشأت مجاميع علمية للأساتذة الباحثين المتميزين في مجال البحث العلمي وينضم إليها من شاء من الباحثين الجدد، ونتطلع إلى أن يكون هذا العمل عملًا مؤسسيًا مستقبلًا إن شاء الله تعالى.
وحول عدم وضوح خطة الجامعة في البحث العلمي، كشف الدكتور العسكر أن عمادة البحث العلمي أعدت خطة واضحة أعدها أبناء الجامعة، وقامت على العمل عليها، وحظيت بثناء فريق من الولايات المتحدة الأمريكية بعد اطلاعهم عليها عند زيارته للجامعة، وأثبتت أموراً متقدمة عن ما يتصورونه.
كما طرحت العديد من المداخلات التي عقب عليها وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي وأعرب فيها الأساتذة عن شكرهم وتقديرهم لإقامة هذا اللقاء، وأعرب وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي في ختام كلمته عن شكره للكلية عميدًا ووكلاء ورؤساء أقسام.
وفي ختام اللقاء قدم رئيس وحدة البحوث الدكتور عبدالكريم السماعيل شكره لوكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي وعميد البحث العلمي على ما قدموه، وكما شكر عميد الكلية على تشجيعه ودعمه لبرامج وحدة البحوث وأنشطتها، ثم قدم عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالأحساء درعاً للدكتور العسكر والدكتور المقبل تقديراً لمشاركتهما في الندوة.