مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل بالكلمات الصادقات المركزة المختصرة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي علق بها بعد إعلان الميزانية والتي نبعت من القلب فوصلت إلى القلوب، وقال: بأن خادم الحرمين الشريفين ناشد الجميع بأن يقوموا بواجبهم تجاه خدمة أبناء هذا الوطن وتفعيل هذه الميزانية عبر مؤسساته بما ينفعهم ويصلح من شأنهم ويدفعهم إلى كل خير لهم ولأسرهم ولمجتمعاتهم.
جاء ذلك خلال تدشين معاليه ظهر يوم الأربعاء 22/2/1435هـ مركز تطبيقات الحاسب في العلوم الشرعية والعربية بالجامعة، في قاعة الشيخ عبدالعزيز التويجري بمبنى المؤتمرات، وبحضور سماحة المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ ونائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لدعم البحث العلمي الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن محمد السويلم وعدد من القطاعات المشاركة ذات العلاقة ومسؤولي الجامعة.
وبين معالي الدكتور أبا الخيل بأن خدمة العلوم الشرعية والعربية شرف لا يضاهيه شرف والقيام بحقها أمانة عظيمة ومسئولية كبيرة وأنها من الواجبات التي يجب على كل مسلم أن يقوم بها حسب قدرته واستطاعته، وأشار إلى أن دعوة خادم الحرمين الشريفين لدعم المبادرات التي تخدم هذا الشأن تفرض على المؤسسات العلمية والشرعية تنفيذها على أرض الواقع، ونوه إلى أن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية من منطلق تحقيق تطلعات ولاة الأمر وخدمة المجتمع الإسلامي في كل مكان أنشئت هذا المركز الذي يخدم تطبيقات العلوم الشرعية والعربية في الحاسبات الآلية ليكون مرجعاً علمياً وموثوقاً لكل تطبيقات العلوم الشرعية والعربية.
وأوضح معالي مدير الجامعة أن المركز إذا حقق أهدافه سيكون نواة خير ينطلق منها عمل صالح عبر هذه التجهيزات التقنية والحاسوبية والتي أصبحت ضرورة ملحة لا يمكن الاستغناء عنها، وأشار إلى أن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عقدت قبل ثلاثة أعوام مؤتمر (المحتوى العربي في الانترنت) وكانت من أبرز نتائجه بأن المحتوى العربي في الانترنت يمثل نسبة محزنة جداً حيث يمثل المحتوى العربي نسبة لا تتجاوز 0.75%، ودعا العلماء والدعاة والأساتذة والمربون والأئمة والخطباء في المساهمة لدعم دينهم ولغتهم العربية من خلال التقنيات الحديثة، وطالب من المركز أن يكون نموذجاً حياً لخدمة المؤسسات بكافة أنواعها عامة وخاصة وخصوصاً منسوبي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وبيان ما يحتاجون إليه.
وثمن معالي الدكتور أبا الخيل بما تحظى به الجامعة من قبل ولاة أمرنا وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني الأمير مقرن بن عبدالعزيز -حفظهم الله-، وما يوليه معالي وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري من اهتمام لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بصفة خاصة وجامعات المملكة بصفة عامة.
من جانبه أكد مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء بأن عالم الإنترنت يحوي الكثير من المغالطات والمفاهيم الخاطئة عن الشريعة الإسلامية واللغة العربية، لافتاً إلى أن العناية بتعلم العلوم الحديثة أمر مهم من أجل تغيير جميع المفاهيم التي من المؤكد أن تجر المشاكل للمجتمعات العربية في الوطن العربي والإسلامي.
وبين آل الشيخ بأن استثمار أحدث الطرق العلمية المبتكرة وتوظيفها لخدمة العلوم الشرعية أمر مهم وواجب إنساني لدعم المحتوى العربي المتمثل في الشريعة الإسلامية واللغة العربية، وأضاف: "رسالة المسلم في المقام الأول هي الدعوة إلى الله عز وجل في كافة المجالات, المعمول بها في كل زمان ومكان، لأن المسلم يبدأ بإصلاح نفسه ومن ثم إصلاح غيره وتنويره، والبحث حول تهيئة الأجواء المناسبة, التي من خلالها تغير أي معتقد أو مفهوم خاطئ مترسب لديه".
ولفت مفتي عام المملكة إلى أنه لا يجب الاستسلام لكل من يعبث بالشريعة الإسلامية من خلال المواقع الإلكترونية التي انتشرت وتوجه إليها معظم الشباب في كافة البلدان الإسلامية التي أصبحت مكاناً خصباً لأخذ المعلومة الشرعية المناسبة، وبالتالي يجب أن تكون تلك المعلومات المتوافرة صحيحة وممنهجة بالطريقة التي توافق ما جاء في الكتاب والسنة، وأشار إلى أن تلك التقنيات الآن تعتبر من أقوى الوسائل في إيصال الدعوة إلى أقصى بقاع الأرض، مشدداً على أن العالم بأسره يصغي وينصت للشريعة الإسلامية، وأن هذه مسؤولية كبيرة يجب علينا الحرص والمتابعة الدقيقة حيال ما يكتب في جميع المواقع، وتوحيد الوجهة والمكان المحدد الذي يهتم بكل صغيرة وكبيرة في مجال الشريعة واللغة العربية.
ثم بين وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي رئيس مجلس إدارة المركز الأستاذ الدكتور فهد بن عبدالعزيز العسكر بأن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية استطاعت خلال السنوات الأخيرة إنشاء منظومة متكاملة للبحث العلمي تضم أكثر من ستين وحدة، ويعد هذا مركز تطبيقات الحاسب في العلوم الشرعية والعربية أحد أهم هذه الوحدات لتعلقه بجانبين مهمين: خدمة العلوم الشرعية والعربية وهي الأساس الذي قامت عليه هذه الجامعة مما يؤكد أهمية هذا المركز والطموحات الملقاة على عاتق العاملين فيه، والجانب الثاني هو الجانب التقني والذي قطعت فيه الجامعة شوطاً بعيداً.
وأكد الدكتور العسكر على اهتمام الجامعة بهذا المركز وسعيها لتوفير كافة الإمكانات التي تعينه على أداء رسالته، مشيراً إلى أن نجاح هذا المركز يعتمد على مدى التحالف القائم مع الشركاء سواء في الجانب الشرعي أو اللغوي أو التقني.
من جانبه أوضح المدير التنفيذي لمركز تطبيقات الحاسب في العلوم الشرعية والعربية الدكتور بدر بن محمد البشر أن المركز الذي أنشئ حديثا بقرار من مجلس التعليم العالي وبموافقة سامية من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -أيده الله ورعاه- يسعى لتسخير التقنيات الحديثة لخدمة الإسلام والمسلمين الناطقين باللغة العربية وغير الناطقين بها إضافة إلى اهتمامه بتوثيق واعتماد البرمجيات الشرعية والعربية، وأشار إلى أن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بعد الموافقة السامية سارعت إلى إنشاء هذا المركز البيني المتعدد الإختصاصات والذي يجمع بين علوم الشريعة واللغة العربية والحاسب الآلي ويتولى الإشراف على البحوث التطبيقية والبرامج الحاسوبية التي تخدم العلوم الشرعية واللغة العربية، كما يسعى لوضع ضوابط لاستخدام تقنية المعلومات في العلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية بشكل عام، ويساهم بدور فاعل في تقييم المحتوى الشرعي في البرامج الحاسوبية المنتشرة في الأسواق وتدقيقها ثم اعتمادها.
وأوضح الدكتور البشر أن المركز يهدف إلى: الريادة والقيادة في تسخير الحاسب لخدمة العلوم الشرعية و اللغة العربية و برامج الدعوة إلى الإسلام، ودعم المشاركة بين الباحثين والعلماء والجهات الحكومية والأهلية لابتكار تقنيات متطورة تخدم المجالات الشرعية، والمساهمة في ربط مخرجات البحث العلمي في الجامعة بحاجات المجتمع من خلال إيجاد بيئة تقوم على الشراكة بين الجامعة والجهات الحكومية والأهلية وغير الربحية المحلية والدولية، ودعم المعرفة المتخصصة في مجال التطبيقات الحاسوبية الشرعية واللغوية، والمساهمة في تحقيق التكامل في مجال البحث العلمي بين الجامعة بوحداتها المختلفة والمؤسسات البحثية داخل الجامعة وخارجها، وتقديم المساعدات الممكنة للجهات والمؤسسات التي تحتاج لخبرة العاملين وإمكانياتهم في المركز، وتشجيع العديد من التخصصات وربطها فيما بينها لتطوير طرق جديدة للتقنيات المختلفة.
كما بين المدير التنفيذي للمركز بأن من الأنشطة الرئيسة للمركز: دعم المعرفة العلمية المتخصصة من خلال التأليف والترجمة بتقديم جوائز تحفيزية وهبات للمؤلفين، وتقديم الخدمات الاستشارية المتخصصة، و إعداد الدراسات والبحوث النظرية والتطبيقية ذات العلاقة بمجالات عمل المركز، وإعداد البرامج التدريبية المتخصصة وتنفيذها، وإصدار مجلة علمية محكمة تعنى بالعلاقة والتفاعل بين علوم الحاسوب والتقنية والعلوم الشرعية والعربية، وتنظيم الفعاليات والبرامج العلمية مثل: المؤتمرات، والندوات، وحلقات النقاش، واستقطاب الأساتذة الزائرين ودعم برامج الاتصال العلمي لأعضاء هيئة التدريس، واستقطاب طلاب الدراسات العليا المتميزين وتقديم المنح الدراسية لهم.
وأضاف الدكتور البشر بأن المركز سيعمل على ثلاثة محاور، هي: الضوابط الشرعية واللغوية المتعلقة بالحاسب، وتطبيقات الحاسب في العلوم الشرعية واللغوية وتعليمهما، وحوسبة اللغة أو اللغويات الحاسوبية.