تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 د.عبدالله ابا الخيل: استهداف الحوثيين للبيت الحرام إثبات أنهم ليسوا من الإسلام في شيء

 
وكيل جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبد الله بن محمد بن صالح أبا الخيل

 

استنكر وكيل جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبد الله بن محمد بن صالح أبا الخيل، ما قامت به جماعة الحوثي باليمن بدعم واضح من إيران باستهداف أطهر بقعة خلقها الله على هذه البسيطة، وقال: أثبتت الحادثة أن هؤلاء القوم ليسوا من الإسلام في شيء، وعلى مدى التاريخ لم يعرف من عادى بيت الله الحرام إلا إبرهة، وبعد مبعث محمد صلى الله عليه وسلم، ظل آمنا حتى أتى القرامطة وأزهقوا الأنفس الزكية في موسم الحج، واقتلعوا حجره الأسود، ثم ظل آمنا حتى اجتاحته الفئة الباغية في عام ألف وأربعمائة بقيادة جهيمان بن سيف ومن معه، ثم عاد مجوسو هذا الزمان وصفوية العصر، اعداء الدين والملة لمحاولة تفجير الحرم في عام ألف وأربعمائة وسبعة، حينما أرسلوا أتباعهم وأشياعهم، لتفجير بيت الله الحرام، فأمكن الله منهم، ورد كيدهم في نحورهم، حيث كشف مخططهم، قبل تمام فعلهم، وما فعلوه قبل ذلك وبعده من مسيرات الشرك؛ وإيذاء الحجيج وقتلهم، ولكن الله أمكن منهم، فهؤلاء لا يفوتون فرصة، ليفسدوا على الحجاج حجهم، وعلى بلادنا أمنها، إلا ويستغلونها؛ وولجوا إليها، ولكنهم دائما يبوؤون - بفضل الله ورحمته- بالخيبة والخذلان ومهما فعلوا فلن ينجح كيدهم، فللبيت رب يحميه.

وأضاف: إن هدف هؤلاء أن يصدوا الناس عن دين الله، وأن يمنعوا المسلمين من الحج والعمرة إلى بيت الله، وإيذاء دولة التوحيد، ولكن آمالهم وأهدافهم لم ولن تتحقق بعون الله ومدده، فهذا البلد الآمن، وهذا المسجد الحرام، محفوظ بحفظ الله، محاط بعناية الجبار، واليوم يعود أبارهة العصر: الحوثية والصفوية ومن أيدهم لاستهداف مكة المكرمة بالصواريخ؛ مكة: مهبط الوحي، وحاضنة البيت العتيق، ومأوى أفئدة المسلمين من شتى البقاع والأصقاع، غير مبالين بوعيده سبحانه بِالْعَذَاْبِ الْبَئِيْسِ الْأَلِيْمِ،: (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ)، ولكن الله عز وجل الذي قيض لأبرهة وجنده طيرًا أبابيل؛ قيض لأبارهة هذا العصر جنودًا بواسل، وعيونًا ساهرة، جنودًا قد نذروا أنفسهم للذود عن بيته وحرماته، والموت في سبيل ذلك هو أمنيتهم ومبتغاهم، فانبروا مدافعين عن بيته الحرام وقبلة المسلمين، انطلقوا كالطير الأبابيل، ودوت مدافعهم كحجارة السجيل، ليجعلوا أبارهة العصر كعصف مأكول، ألا فسلمت تلك الأيادي القوية، وبوركت تلك النفوس الأبية.

وتابع وكيل الجامعة الدكتور عبدالله أبا الخيل: إن هذا الاعتداء الأثيم على الحرمين الشريفين؛ لهو جريمة عظيمة نكراء، وفعلة قبيحة شنعاء، وهي برهان جديد على هدف الصفويين والمجوس من زرع جماعة الحوثي الشيعية في اليمن، وهو برهان واضح على أن هؤلاء لن يتورعوا عن فعل أي شيء لتنفيذ مخططاتهم الخبيثة  باستهدافهم لأطهر البقاع لمكة والمدينة، وهو يؤكد صحة ما ذهب إليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز- سلمه الله وحفظه - وموقفه التاريخي الحاسم، من قمع البغاة الحوثيين، الذين بغوا على أهل الفقه والحكمة، في أرض اليمن؛ حيث عاثت الطغمة الحوثية في اليمن فسادًا وإفسادًا؛ فروعوا الآمنين، وقتلوا الركع الساجدين، وهدموا المساجد والمستشفيات والمنازل، والمدارس؛ ولم يسلم من شرهم الصغار والكبار، الذكور والإناث، ونصحهم عن غيهم الناصحون، وحذرهم من مغبة فعلهم المخلصون، ودعاهم للسلم المسالمون؛ ولكنهم أبوا إلا علوًّا واستكبارًا، فقد باعوا دينهم وبلادهم لقوى خارجية؛ فأصبحوا عملاء، خونة للدين وللوطن؛ فكان لابد من قرار حازم حاسم، ولا يمكن أن يصدر - بعد توفيق الله - مثل هذا القرار؛ إلا من ملك حازم حكيم؛ فكان القرار المسدد من مليكنا، وولي أمرنا - سلمه الله- الذي وحد الدول العربية والإسلامية في وحدة فريدة، قل نظيرها في العقود المتأخرة، فالتف حول المملكة العربية السعودية - التي قررت إنقاذ اليمن من الاحتلال - دول عربية وإسلامية؛ لإنقاذ اليمن من المتاعب، وتخليصها من المصاعب، وإيقاف تترة العصر عند حدهم، ووقاية لجزيرة الإسلام، وبقية دول الخليج من شرهم، وحماية المقدسات الإسلامية من بطشهم، وحماية لأبناء اليمن من القتل والتشريد، كما أن هذا القرار التاريخي، الموفق، والمسدد - بفضل الله - فيه إعادة التوازن للمنطقة، التي كانت على وشك أن تسيطر عليها دولة خارجية، تفسد فيها، وتستولي على خيراتها، وتتحكم في اقتصادها، وتسيطر على أجوائها، وبحارها؛ مما سيحدث ضررًا على العالم أجمع؛ فالموقع الاستراتيجي لليمن؛ كانت السيطرة عليه هدفا: اقتصاديًّا، وسياسيًّا، من المعتدين، ناهيك عن بعده الطائفي المقيت، فهذه السيطرة الحوثية ذات أبعاد متعددة، فليس الهدف السيطرة الدينية فحسب؛ وكفى بها معضلة؛ بل لها أهداف اقتصادية، وسياسية أيضا، كانت ستلحق الضرر بالعالم أجمع، إن هذا الاستهداف لمكة المكرمة من هذه الثلة المجرمة هو رد عملي على كل من شكك في قرار عاصفة الحزم، وبعضهم تهامس سرًا: أما كان أفضل لنا أن تحتوي هذه الجماعة بدلا من قتالها؟! لماذا نخوض حربا تكلفنا الأنفس والأموال؟! وبعضهم ينبح بوسائل الإعلام منتقدا العاصفة؛ فهذا الاعتداء الأثيم رسالة لهؤلاء أن كفوا عن إرجافكم، ولا تفتوا في عضد المسلمين بمثل هذه الترهات؛ فقد جاءكم الجواب عمليا، ورأيتم بأم أعينكم أن هذه الثلة المفسدة ليس لها إلا البتر، ولا يصلح معها إلا الحسم، فأنى لنا أن نحتوي أفاع رقطاء، لا تحمل في أنيابها إلا السم الزعاف، أن ما قدمته بلادنا من أنفس وأموال لهو ضئيل إذا كان للدفاع عن بيت الله الحرام، ومقدساتنا الإسلامية، إن هؤلاء المجرمين ينفقون أموالهم وأنفسهم ليصدوا عن سبيل الله؛ ويستميتوا في الدفاع عن باطلهم، فأولى لنا أن نقدم الغالي والنفيس ونحن ندافع عن الحق، ونرجو من الله ما لا يرجون قال تعالى: (وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا).

--
22/08/1439 03:15 م
آخر تعديل تم على الخبر:
1933-1934-1935-1932-1926-

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ