استنكر معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل أصالة عن نفسه ونيابة عن جميع منسوبي الجامعة الأعمال الإرهابية التي قام بها أفراد حاقدون حاسدون فاسدون مفسدون في الأرض التي وقعت بالقرب من مسجد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة وذهب ضحيتها مجموعة من رجال الأمن البواسل، وفي محافظة جدة، ومحافظة القطيف في المنطقة الشرقية. وقال معاليه إن هذه الأعمال الإجرامية التي تهدف إلى ترويع الآمنين المطمئنين، الركع السجود، وزعزعة الأمن في البلاد وإثارة مخاوف العباد، وتفريق لحمة وتماسك وتعاضد المجتمع وهدم أساس الدين فقد روى الشيخان عن عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:( الْمَدِينَةُ حَرَمٌ مَا بَيْنَ عَيْرٍ إِلَى ثَوْرٍ، فَمَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا، أَوْ آوَى مُحْدِثًا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفًا، وَلَا عَدْلًا). وقال صلى الله عليه وسلم (إن إبراهيم حرم مكة ودعا لأهلها وإني حرمت المدينة كما حرم إبراهيم مكة وإني دعوت في صاعها ومدها بمثلي ما دعا به إبراهيم لأهل مكة).
وأضاف معالي مدير الجامعة إن هذه الأعمال لا يقوم بها إلا أفراد طمس الله على قلوبهم عن سماع الحق والعمل به، ووسوس لهم الشيطان وزين لهم عملهم، فاضلهم ضلالاً بعيداً، واستدرجهم وأعمى أبصارهم وبصائرهم عن الطريق السليم والحق المبين،فلم تردعهم حرمة الزمان والمكان، فهذه الأعمال لايقوم بها إلا جاحد حاقد مريض مبغض كاره لنفسه ولغيره ولدينه ولوطنه، وهو بذلك أصبح أداة لأعداء ديننا ووطننا، ينفذ مخططاتهم ويحقق أهدافهم ومآربهم ونواياهم ومقاصدهم، قال تعالى (وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد، وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد).
قال تعالى في تحريم الظلم والإلحاد في المسجد الحرام (إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ). وهو ما ينطبق على مسجد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فالصلاة في هذا المسجد تعدل ألف صلاة في غيره من المساجد،كما أخبرنا بذلك نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.
وبين معالي الاستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل أن هذه الجريمة البشعة التي لا يقرها دين ولا عرف، ولا عقل إنما تصدر عن نفوس مريضة شريرة خبيثة منحرفة متطرفة مجرمة، لا تحرم حراماً ولا تدين بدين، فهي من الأعمال المهلكة المبطلة التي حذرنا منها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وأن مرتكبي هذه الأعمال يهدفون إلى زعزعة الأمن بعد استقراره، ويسعون في الأرض مفسدين، بعد إصلاحها.
مشيراً مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إلى أن هذه الاعتداءات الآثمة والعمل الإجرامي البشع يعد من الكبائر التي نهانا ديننا الإسلامي عنها، وهي جريمة بشعة ترفضها الأديان السماوية والأعراف والأنظمة والقوانين، ويجب أن يوقف بحزم وعزم وقوة وصرامة في حق مرتكبيها وأن تطبق عليهم أشد العقوبات الشرعية، ودرء المفاسد وقمعها لأهل الزيغ والضلال والعناد والفساد والإفساد ويحقق المصالح، لأن هذا الفعل لا يقوم به إنسان مسلم يعرف ويقر بالإسلام ديناً ومنهجاً، وتنكره طبيعة البشر، فهذه الأعمال تنطوي على هتك للحرمات والضروريات التي جاء الإسلام بحفظها المعلومة بالضرورة من هذا الدين، بالإضافة إلى حرمة النفس المعصومة، وهتك لحرمات الأمن والاستقرار في البلاد وترويع الآمنين المطمئنين، وإفساد للمصالح العامة، وأن أبشع وأعظم الجرائم تلك الجرائم التي تتجرأ على حرمات الله وظلم عباده وترويع المسلمين.
وأضاف أبا الخيل أن الجهود الأمنية التي قامت بها وزارة الداخلية في متابعة وملاحقة منفذي الجريمة البشعة التي يستنكرها كل من كان في قلبه ذرة إيمان، لهي دليل على حرص رجال الأمن وقدرتهم بعد قدرة الله جل شأنه على ملاحقة المجرمين والقبض عليهم وتطبيق حدود الله فيهم، وهذه الجهود الجبارة التي نفذتها وزارة الداخلية إنما تأتي من حرص قيادة هذه البلاد وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ـ حفظهم الله جل شانه.
وأشار أبا الخيل إلى ضرورة التشديد بالعقاب على هذه الفئة التي تسعى إلى إفساد البلاد والعباد وزعزعة الأمن والاستقرار، والتضييق عليهم ليكونوا عبرة لغيرهم ممن يهدف إلى الإفساد في الأرض وتفريق الصف وإثارة العداوة والبغضاء والنيل من أمن هذه البلاد ومكتسباتها، ومقدساتها والنيل من هذا الكيان المبارك بأمنه وطمأنينته.
وأشار مدير جامعة الإمام إلى ضرورة الالتحام والالتفاف والاصطفاف حول ولاة الأمر في هذه البلاد والارتباط بهم ومع علمائنا الأفاضل، والوقوف مع القيادة الرشيدة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وسمو وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظهم الله جميعاً ضد كل من يحاول زعزعة الأمن والاستقرار وإثارة الفتنة والبغضاء في هذه البلاد المباركة بلاد التوحيد الخالص، والتخريب في المجتمع وإرهاب الآمنين المسالمين.
وفي نهاية تصريحه رفع معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل أحر التعازي والمواساة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز. وإلى أُسر الشهداء من رجال الأمن والمواطنين، بهذا المصاب الجلل الذين راحوا ضحية هذا الاعتداء الإجرامي الغاشم،على مسجد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ودعاء بالمغفرة والرحمة للمتوفين، والشفاء العاجل للمصابين.