استنكر معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية رئيس المجلس التنفيذي لاتحاد جامعات العالم الإسلامي، رئيس المؤتمر السادس لاتحاد جامعات العالم الإسلامي الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل أصاله عن نفسه ونيابة عن منسوبي الجامعة، استهداف مكة المكرمة من قبل مليشيات الحوثي الإرهابية بصاروخ باليستي الذي اعترضته قوات التحالف على بعد 65كم من مكة المكرمة.
وقال أبا الخيل في تصريح صحفي لوكالة الأنباء السعودية إن استهداف بيت الله المحرم يعد من كبائر الذنوب وأعظمها وأشنعها، فقد حمى الله حرمه من أبرهة الحبشي، حيث يقول العزيز الحكيم (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5))، ويقول سبحانه (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ).
وأشار معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إلى أن استهداف قبلة المسلمين وحرم الله الأمن جريمة من أكبر الجرائم، واعظمها، وأشدها على المسلمين، ولا يقوم بهذا العمل الإجرامي إلا فئة ضالة جاحدة حاقدة حاسدة فاسدة مفسدة، ضالة مضلة مريضة أغواها الشيطان وزين لها أعمالها الإجرامية.
وقال معاليه إن هذا الاستهداف بالصواريخ لمكة المكرمة والحرم الطاهر الذي تهفو إليه قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ويتجهون إليه في صلواتهم المفروضة والنافلة، إنما هو جريمة شنعاء وعمل إجرامي، وسابقة خطيرة في العصر الحديث، لم نسمع بمثلها إلا في عهد القرامطة الذين استحلوا الحرم وأخذوا الحجر الأسود، وهتكوا الأمن وروعوا الآمنين.
وأضاف معالي مدير الجامعة إن محاولة استهداف الحرم المكي بالصواريخ الباليستية لا يقوم به إلا فئة طمس الله على قلوبها عن سماع الحق والعمل به، ووسوس لهم الشيطان وزين لهم عملهم، فاضلهم ضلالاً بعيداً، واستدرجهم واعمى ابصارهم وبصائرهم عن الطريق السليم والحق المبين، فلم يردعهم حرمة المكان الذي جعله الله مثابة للناس وأمنا.
وبين أبا الخيل أن من أفضل الأماكن التي فَضَّلَهَا الله على الأرض مكة المكرمة، وقد وصفها في القرآن الكريم بالبلد الأمين مهبط الوحي ومنبع الرسالة، كما أن الله جل شأنه قد أقسم بها فقال: ﴿ لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَد * وَأَنتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَد ﴾. وقال ابن كثير: هذا قسم من الله تعالى بمكة أم القرى في حال كون الساكن فيها حالًا لينبه على عظمة قدرها في حال إحرام أهلها، قال سبحانه: ﴿ وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِين ﴾، وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما مِن حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ رضي اللهُ عنه قَالَ: "سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم عَنْ أَوَّلِ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ؟ قَالَ: الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ، قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى، قُلْتُ: كَمْ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: أَرْبَعُونَ عَامًا".
وأيضا حديث أبي شريح رضي الله عنه الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ مَكَّةَ حَرَّمَهَا اللَّهُ وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ، فَلَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يَسْفِكَ بِهَا دَمًا، وَلَا يَعْضِدَ بِهَا شَجَرَةً، فَإِنْ أَحَدٌ تَرَخَّصَ لِقِتَالِ رَسُولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم فِيهَا فَقُولُوا: إِنَّ اللهَ قَدْ أَذِنَ لِرَسُولِهِ وَلَمْ يَأْذَنْ لَكُمْ، وَإِنَّمَا أَذِنَ لِي فِيهَا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، ثُمَّ عَادَتْ حُرْمَتُهَا الْيَوْمَ كَحُرْمَتِهَا بِالْأَمْسِ وَلْيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ.
وهذه النصوص من القرآن والكريم والسيرة العطرة المباركة على حرمة مكة المكرمة يعلمها كل مسلم يؤمن بالله واليوم الأخر ويدين له وفق الشريعة الإسلامية العطرة، وما هذا العمل الإجرامي الذي قامت به مليشيات الحوثي الإجرامية إلا دليل على كفرهم وحقدهم وجحدهم لنعم الله وشرعه، ومحاربتهم لدين الله وسنة رسوله، فلا يقوم بهذا العمل إلا فئة مريضة مبغضة كارهة لنفسها ولغيرها ولدينها ولوطن الإسلام وقبلته، وهم بذلك أصبحوا أداة لأعداء الدين والملة، وهمهم الأكبر تدمير قبلة المسلمين وإلحاق الأذى بالحرم الآمن، في محاولة يائسة منهم لتنفيذ المخطط الفارسي الصفوي الرافضي وتحقيق أهدافه ومآربه ونواياه ومقاصده، قال تعالى (وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد، وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد).
قال تعالى في تحريم الظلم والإلحاد في المسجد الحرام (إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ).
وبين معالي الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل أن هذا الاستهداف البشع والإجرامي لا يقره دين ولا عرف ولا طبيعة بشرية حتى من غير المسلمين، ولا عقل إنما تصدر عن نفوس فئة ظالمة مريضة شريرة خبيثة منحرفة متطرفة مجرمة متعفنة بالشرك والزيغ والانحراف العقدي، لا تحرم حراماً ولا تدين بدين، ولا تعرف حرمة الله في حرمه وبلده الذي جعله أمناً، فهي تدخل ضمن الأعمال المهلكة المبطلة التي حذرنا منها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
وأضاف أبا الخيل أن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وجميع منسوبيها من أعضاء هيئة تدريس وموظفين وطلاب من الجنسين وفي جميع فروعها ومعاهدها في الداخل والخارج يقفون صفاً واحداً مع ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة، والدوحة الآمنة، والركن الشديد لجميع المسلمين، وحاملة وحامية قضاياهم والمدافعة عنهم، والمحافظة على مقدرات ومكتسبات ومقدسات هذا الوطن الكبير العظيم، والدفاع عنها بكل ما يستطيع الإنسان، وإن المؤمن لا يدرك من خلال نصوص الوحيين الكريمين أن عقاب هؤلاء شديد ومصيرهم ومآلهم إلى الهلاك والزوال بإذن الله وهذا وعد الله الذي لا يتخلف الذي جاء في قوله تعالى (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ)، وهذا العذاب يقع على كل من هم أو أراد أن يلحد بالبلد الحرام أو يؤثر على أمنه وأمانه، فما بالنا من يفعل فعلاً أو يقوم بعمل مثل ذلك العمل الشنيع فلننتظر عقوبة الله التي لا ترد عن الظالمين والمجرمين والمحدثين في بيت الله.
وأشار مدير جامعة الإمام بضرورة الالتحام والالتفاف والاصطفاف حول ولاة الأمر في هذه البلاد والارتباط بهم ومع علمائنا الأفاضل، والوقوف مع القيادة الرشيدة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وسمو وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظهم الله جميعا ضد كل من يحاول استهداف مقدسات المسلمين وخاصة الحرم الآمن ومسجد رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، والتخريب وإرهاب الآمنين المسالمين.