رعى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض مساء يوم الاثنين 1436/6/24هـ حفل تخريج الدفعة التاسعة والخمسين من طلاب جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية من حملة الدكتوراه والماجستير والدبلوم والبكالوريوس للعام الجامعي 1435/1436 هـ، وذلك في قاعة الشيخ محمد بن إبراهيم بمبنى المؤتمرات في المدينة الجامعية، وبحضور سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، ومعالي وزير التعليم الدكتور عزام بن محمد الدخيل.
وبدأ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى الخريج الدكتور محمد بن عبدالواحد المسعود كلمة الخريجين عبر فيها عن شرفه في وقوفه متحدٍّثاً باسمِ زملائه الخريجينَ في هذا الحفلِ المباركِ الذي يتوَّجُ برعاية سمو أمير منطقة الرياض لتصبحَ الفرحةُ فرحتينِ، فرحةَ تشريفِكُم الحفل، وفرحة التخرج، وأشار إلى أن المتخرجين ليستشعرون المسؤولية تُجَاهَ دينهم أولاً ثم قيادتهم ووطنهم ومجتمعهم، وقال: نتعهد برد الجميل عبر تسخيرِ ما اكتسبناه منِ المعارفِ والعلومِ والخبراتِ العلميةِ والعمليةِ في سبيلِ رفعةِ هذا الوطنِ ورقيه وتطوُّرِه، وسيرِه في ميدانِ الحضارةِ بكافة تجلياتِها، والحفاظِ على ترابُطِهِ الاجتماعيِّ ووَحْدَتِــــهِ الوطنيةِ، بالالتفافِ حولَ قيادتِهِ الرشيدةِ، والالتزامِ بالمنهجِ السليمِ الذي قامتْ عليهِ هذهِ البلاد، والبعدِ عن الأفكارِ المنحرفةِ، والتَّوجُّـــهَاتِ الدخيلةِ التي لَوَّثَتْ بعضَ العقولِ معَ الأسفِ فانساقَ عددٌ من الشبابِ خلفَها، متنكرِينَ لوطنِهم وقيادتِهم، وجَرَّتْهُم إلى مزالقِ الردَّى وأوحالِ الضلالِ.
وهنأ الدكتور المسعود زملاءه الخريجين على ما وصَلوا إليهِ من إنجازٍ علميٍّ يَسْـتَحِقُّ التقديرَ والثناءَ، وأوصِاهم ونفسه أولا بخدمةِ وطَنِهم والإخلاصِ لهُ وجعلِه نُصْبَ أعيُنِهم، وأضاف: إنَّ ما حصلْتُم عليهِ من درجاتٍ علمية لا يعني نهايةَ المطافِ وقد تَعَلَّمْنَا من علمائِنا وأساتذتِنا أن العلمَ بحرٌ لا ساحلَ لهُ، ولذا أوصِيْكُم ونفسي بمواصلةِ رحلةِ الطلبِ، والنَّهَلِ من معينِ العلمِ والمعرفةِ، والحرصِ على تطويرِ معارفِـــنَا ومهاراتِــنَا بما يُسْهِمُ في تعزيزِ دورنِا الوطني؛ الذي نُقَدِّمُ من خلالِه ما ينفعُ أمتَنَا ووطنَنا، وأن يستمرَ التواصلُ مع هذهِ الجامعةِ العريقة التي كانتْ ولا تزالُ منارةَ إشعاعٍ علميٍّ وفكريّ، تجاوز نورُها وفضلُها المملكةَ إلى العالمِ أجمع، فقد خَرَّجتْ عَشَراتِ الآلافِ من السعوديينَ وغيرِهم من إخوانِهم المسلمينَ في شَتَّى أنحاءِ العالمِ مُنْذُ أكثرَ مِنْ نِصْفِ قرنٍ من عُمُرِهَا المديدِ بإذنِ الله.
وختم الدكتور المسعود كلمته بالشكر للقيادة الرشيدةِ وعلى رأسِها الوالدُ القائدُ خادمُ الحرمينِ الشريفينِ، وسموُ وليِّ العهدِ الأمين، وسموُ وليِّ وليِّ العهد، وسموُّكم الكريم، كما شكر معالي وزيرِ التعليمِ الدكتورِ عزامِ بنِ محمدِ الدخيل الذي ما فَتئَ مع فريقِ العملِ في الوزارةِ يُواصِلُ العملَ للرُّقيِّ بالتعليمِ والنهوضِ بِه، وثمن الجهودَ الجبارةَ التي يَبْذِلُها سعادةُ مديرِ الجامعةِ بالنيابةِ الدكتورُ فوزانُ بنُ عبدالرحمنِ الفوزان، وأصحابُ الفضيلةِ والسعادةِ وكلاءُ الجامعةِ لوضعِ هذه الجامعةِ في مكانَتِها اللائقة، والشكرُ موصولٌ لكافةِ الأساتذةِ والعاملينَ في الجامعةِ الذين لم يَبْخَلُوا علينا بالنُّصحِ والتوجيهِ، كما شكرَ الأمهاتِ والآباءَ الذين بذلوا جُهْدَهُم وطاقتَهم في سبيلِ تحقيقنا لهذه المراتب العلمية فجزاهم اللهُ عنَّا خيرَ الجزاء.
من جانبه، أكد عميد شؤون القبول والتسجيل الدكتور سعد بن عبدالعزيز القصيبي بأن جامعة الإمام ما كان لها أن تحقق ما تصبو إليه من أهداف سامية لولا توفيق الله عز وجل ثم الدعم السخي المتواصل من هذه الدولة رعاها الله بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير مقرن بن عبدالعزيز وسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز -حفظهم الله-، مثمناً رعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وإن حضوره لهذا الحفل من محامده الكثيرة وصفاته النبيلة التي يشعر بها كل منتم لهذه الجامعة من مسؤولين وأساتذة وطلاب.
كما هنأ الدكتور القصيبي المتخرجين الذين وفرت لهم الجامعة البيئة العلمية المناسبة التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة، آملاً بأن يكونوا رسل خير لجامعتهم وأن ينفع الله بهم ويجعلهم من البررة الأوفياء لدينهم وقيادتهم ووطنهم، وأشار إلى أن الجامعة تخرج منها خلال ثمانية وخمسين عاماً (155695) طالباً وطالبة في مختلف التخصصات والمراحل، وأن المتوقع تخرجهم لهذا العام الجامعي 1435/1436هـ أكثر من (20358) طالباً وطالبة انتظاماً وانتساباً، موزعين على النحو التالي: في مرحلة البكالوريوس (16925) طالباً وطالبة، ومرحلة الدراسات العليا (1430) طالباً وطالبة منهم (148) طالباً وطالبة في مرحلة الدكتوراه و (1282) طالباً وطالبة في مرحلة الماجستير، وذكر بأن المجموع الكلي للمتخرجين والمتوقع تخرجهم خلال تسعٍ وخمسين سنة من تأسيس الجامعة حوالي (176080) طالباً وطالبة في مختلف مراحل الجامعة.
كما شكر عميد شؤون القبول والتسجيل، معالي وزير التعليم الدكتور عزام بن محمد الدخيل، وشكر كل من أسهم مع عمادة شؤون القبول والتسجيل في أعمال الحفل وعلى رأسهم سعادة مدير الجامعة بالنيابة الدكتور فوزان بن عبدالرحمن الفوزان وكافة مسؤولي الجامعة ووكلائها ووكلاء العمادة.
ثم رحب مدير الجامعة بالنيابة الدكتور فوزان بن عبدالرحمن الفوزان، بصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض لرعايته لهذا الحفل، كما شكر سماحة مفتي عام المملكة لتشريفه هذا الحفل ومشاركة أبنائه هذه الفرحة، وشكر معالي وزير التعليم على ما تحظى به الجامعة من دعم وتوجيه ومتابعة ومؤازرة ، ولأصحاب المعالي والسعادة الذين شرفوا الجامعة بكرم الحضور ومشاركة أبنائهم الخريجين هذه اللحظات السعيدة .
كما بين الدكتور الفوزان أن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لا تفخر بجمال بنائها ولا تفرد موقعها فحسب إنما تفخر بأنها الجامعة الرائدة في العلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية وغيرها من العلوم الأخرى، كما تفخر بأن من وضع بذرتها الأولى هو المؤسس العظيم الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -رحمه الله- عندما أوعز لمفتي الديار السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله بإنشاء المعهد العلمي بالرياض عام 1370هـ الذي يُعَدُّ النواة الأولى لهذه الجامعة، وتلاه بعد ثلاث سنوات إنشاء كلية الشريعة، ثم كلية اللغة العربية، ثم توالى بعد ذلك إنشاء الكليات والمعاهد لتبلغ حالياً 11 كلية ومعهدين عاليين في الرياض وفرعاً في محافظة الأحساء يضم معظم التخصصات وثلاثة فروع خارجية في كل من جيبوتي وإندونيسيا واليابان.
وأشار مدير الجامعة بالنيابة إلى أن هذا لم يكن ليتحقق لولا توفيق الله أولاً، ثم الدعم غير المحدود الذي تحظى به الجامعة من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أسوة بشقيقاتها من الجامعات الأخرى وبقطاع التعليم بشكل عام، فلخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز منذ أن كان أميراً لمنطقة الرياض الفضل بعد الله في اختيار موقعها المميز كبوابة للعاصمة للقادم من مطارها الدولي، ثم رعاية تطورها ومتابعة مشاريعها المختلفة حتى غدت اليوم واحدة من أكثر جامعات المملكة تكاملاً في بنيتها التعليمية والخدمية.
كما عبر الدكتور الفوزان عن فخره بأن تقدم الجامعة كل عام للوطن الغالي كوكبة من الشباب المتميز في عطائه، المتسلح بسلاح العلم والمعرفة في شتى العلوم، ليسهم في بناء صرح المملكة الشامخ في شتى المجالات الشرعية واللغوية والاجتماعية والصحية والهندسية والعلوم التطبيقية، وتوجه لهم بهذه الكلمات: نحن معكم اليوم نحتفي بنهاية مرحلة جادةٍ من مراحل حياتكم لنبدأ مرحلة أخرى أجملَ وأوفى مرحلة عطاء وبذل وبناء، إن هذه الجامعة التي قضيتم فيها أياماً من أجمل أيام حياتكم تعدكم بمد جسور المحبة والوصال معكم لتستفيد من علمكم وخبرتكم وتجربتكم، وستظل الجامعة بيتكم الذي يشرف بوجودكم ويسعد بزيارتكم ويفخر بانتمائكم إليه، إن ذكراكم الطيبة ستظل ماثلةً لنا مسؤولين وأساتذةً وموظفين نفخر جميعاً بها مهما طال الزمن.
وأوضح الدكتور الفوزان أن احتفال هذا العام يجيء في ظروف خاصة تعيشها بلادنا الحبيبة والمنطقة بشكل عام يخوض فيها جنودنا البواسل حرباً شريفة للدفاع عن الدين وعن بلادنا الطاهرة وحماية مقدساتها، مؤكداً لقيادة بلادنا المباركة بأننا جميعاً وهؤلاء الشباب الذين نحتفي بهم اليوم هم درع من دروع الوطن، عزموا على بذل أغلى ما يملكون للدفاع عنه، وإننا جميعاً معهم لنقفَ صفاً مترابطاً متراصاً خلف قيادتنا الحكيمة في كل ما تتخذه من قرارات وتوجيهات حازمة لرد كل معتدٍ باغٍ أثيم.
جاء بعد ذلك راعي الحفل الذي ارتجل في كلمته أمام أبنائه الطلاب قائلاً: إن هذه المناسبة تظهر في النفس أشياء كثيرة، أيها الخريجون إنني سعيدٌ بكم اليوم وما أحمله من مشاعر طيبة لكم لا تعبر عنها الكلمات فهنيئاً لكم ولآبائكم وأمهاتكم وأساتذتكم الأفاضل، إني جئت إليكم حاملاً لكم تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير مقرن بن عبدالعزيز وولي ولي عهده الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، إنكم أيها الأخوة وأنت تبدؤون هذه الليلة في مكان العمل الذي كافحتم من أجل الوصول إليه أرجو أن لا يضيع جهدكم سدًى وتحصلون على أماكن تخدمون فيها هذا الوطن, إننا في هذا الوطن نفخر بكم فها نحن بهذا المساء في هذا الصرح العلمي الشامخ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية نحتفل بأبنائنا الخريجين، وهناك من أبناء الوطن من يقف على الحدود مدافعاً عن حمى الوطن ليظل شامخاً كما عهدناه، إن من يحاول العبث بهذا الوطن سوف تتكسر نصاله على صخرة تشع نورًا إسلاميًا واضحًا لتطبيق الشريعة الإسلامية التي هي منهجنا ودستورنا، لكم كل التحية وأبارك لكم ثانية التخرج وشكراً لكم.
وفي نهاية الحفل تسلم أوائل المتخرجين بطاقات التهنئة من سمو أمير منطقة الرياض.
كما تسلم سمو أمير منطقة الرياض هدية تذكارية من مدير الجامعة بالنيابة بهذه المناسبة.