تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 د. السديس يقدم وصايا وتوجيهات للطلاب والطالبات للحفاظ على دينهم ووطنهم والالتفاف حول ولاة أمرهم بجامعة الإمام

 

 

نظمت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ممثلة بوحدة التوعية الفكرية «آمن» اليوم الأربعاء 1438/6/22هـ محاضرة بعنوان (وصايا وتوجيهات للطلاب والطالبات للحفاظ على دينهم ووطنهم والالتفاف حول ولاة أمرهم) ألقاها معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس وذلك في جامع خادم الحرمين الشريفين بالمنطقة التعليمية بالجامعة، للرجال، وللنساء  في القاعة الكبرى لمبنيي (324/ 323) بمدينة الملك عبدالله كما تم نقلها في بث مباشرة إلى كافة المعاهد العلمية في السعودية.

ورحب معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عضو هيئة كبار العلماء الأستاذ الدكتور الشيخ سليمان بن عبدالله أبا الخيل في بداية المحاضرة بالدكتور السديس، وأكد أن الجامعة تفخر باستضافة اصحاب السماحة والفضيلة العلماء الذين عرفوا بالعقيدة الصحيحة والمنهج السليم والعلمية المتميزة، وكشف أن معالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس يعد أحد أبناء هذه الجامعة وتخرج من معاهدها العلمية ثم درس في كلياتها وتخرج منها.

وأشار معاليه إلى أن المحاضرة تأتي امتداداً للعطاء المتنوع في مجال التوعية الفكرية وتنفيذاً للتوجيهات السامية وتحقيقاً لتطلعات القيادة الحكيمة الذين يوجهون ويدعمون كل ما يحقق الحصانة للأبناء من الدعايات المضللة والجماعات والتنظيمات المتطرفة.

من جانبه، قدم معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن السديس شكره لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية العريقة، جامعة السيادة والريادة، وأكد أن هذه الجامعة تعدى نفعها وأثرها ابناء هذه البلاد وأبناء العالم الاسلامي إلى أبناء العالم أجمع، كما شكر للجامعة ولمعالي مديرها اهتمامها بالمواضيع الهامة، مثنياً على وحدة التوعية الفكرية وما تقدمه من برامج وفعاليات لتوعية الطلاب والطالبات وكافة منسوبي المجتمع بمثل هذه المواضيع الهامة.

وشدد الدكتور السديس إلى الدور الهام للشباب والطلاب والطالبات كونهم مستقبل الأمة وهم من يحمل مشاعل الهداية والتوفيق بعد الله عز وجل في خدمة دينهم وأوطانهم وولاة أمرهم، مشيراً إلى أن الشباب لهم دور في مسيرة الأمة، وأكد أن أجلّ الوصايا هي ما جاءت في كتاب الله الكريم وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.

ونوه إلى أن التذكير بهذه القضايا في هذا الوقت لأن الشباب والشابات مستهدفون في عقولهم، وممن يريدون اضلالهم وإغوائهم والزج بهم في مستنقعات الافكار والانحرافات الفكرية التي تعج بها وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وذلك من خلال المخططات والمؤامرات ضد الدين والوطن والعلماء وولاة الأمر، حسداً لهذه البلاد على لحمتها.

وتناول الشيخ السديس في محاضرته عدد من المحاور حيث تطرق في المحور الأول إلى عدد من الوصايا للطلاب والطالبات تجاه الدين، حيث أكد أن أولى الوصايا أن يستشعر الطالب والطالبة نعمة الهداية لهذا الدين، ثم التوحيد والإخلاص والتقوى لله، وأشار إلى أن تقوى الله هي وصيته للأولين والآخرين، مشيراً إلى أن التوحيد هو الركيزة الأساس التي سار عليها أنبياء الله، وذكّر أن الله منّ على هذه البلاد أن جعلها موطن التوحيد منذ بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم وما تلى ذلك من قرون إلى أن شاء الله عز وجل أن يجتمع الامامان محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب على دعوة التوحيد والإخلاص لله عز وجل وإعلاء راية السنة وجمع كلمة المسلمين، وإلى عهد المؤسس الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن وما تلاه من ابناءه وحتى هذا العهد الميمون.

وأضاف معاليه: اما ثالث الوصايا فهي طاعة الله ورسوله ولزوم منهج السنة والجماعة، ولزوم منهج السلف الصالح الذي يعصم من التعصب والتحزب للجماعات والتنظيمات أو للأفكار المخالفة، ومن الوصايا العبودية لله وتزكية النفس، وعلى رأس العبادات الصلوات الخمس والزكاة والصيام والحج وسائر أعمال الإسلام وعباداته، وكذلك المعاملات والأخلاق والتنشئة على منهج كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وسادس الوصايا الوسطية والاعتدال، والبعد عن الغلو والتطرف ومجاوزة الحد وما يقابله من التطرف المضاد كالتغريب والانحلال والعولمة المخالفة للحق فدين الله وسط، والغلو والتطرف في تاريخنا الناصع كان صفحة سوداء مظلمة، الوصية السابعة تعلم العلم الشرعي والاهتمام به وأخذه من العلماء الراسخين، لا أخذه من المجاهيل، وعلى طالب العلم الحذر مصادر العلم المشبوهة، والالتفاف حول علماء الشريعة، فهو طوق النجاة وصمام الامان وهم المرجعية الموثوقة، ثامنا الاعتصام بالكتاب والسنة، وعدم التفرق والاختلاف، فمما يعوق طلبة العلم الانشغال في الانقسامات والاختلافات، والواجب النصيحة لمن لديه شبه، كما يجب مراعاة أدب الخلاف بين طلاب العلم وسلامة الصدور وعفة اللسان، كما أن على الطلاب والطالبات والشباب والشابات الاعتزاز بدينهم ووطنهم وولاة أمرهم والقيام بالدعوة إلى الله على بصيرة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأخذ بأساليب الحكمة في هذا المجال، والتدرع بالصبر أمام الفتن والابتلاءات والتحديات والصبر بكل معانية، على طاعة الله وعن معصية الله وعلى أقدار الله، أما الوصية الحادية عشرة فالعناية بالأمن الفكري وتحصين العقول عن كل ما يخالف منهج القران الكريم والسنة النبوية ما عليه السلف الصالح، الثاني عشر القدوة الحسنة للناس وأن يكونوا نموذجا مشرفاً لإظهار الحق والدعوة، والثالث عشر الاعتزاز بهذا الدين وعدم التقليد والتبعية لغير المسلمين، وعلينا أن نعتز بإسلامنا وديننا، فهناك من تأثر ببعض الدعوات مخالفة لدينهم وما عليه بلادهم وولاة أمرهم وعلمائهم ومجتمعاتهم.

بعدها قدم الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي توصيات للشباب والشابات والطلاب والطالبات تجاه أوطانهم، وقال: الوطن أولاً، ونحن نفخر بوطن التوحيد وطن القرآن ووطن السنة ووطن الحرمين الشريفين،  والوطن هو مصدر الامن والاطمئنان لابناءه، ومما ينبغي تجاه الوطن رعاية أمنه، والحذر ممن يتساهل بالأمن، ثالثا الدفاع عن الوطن والغيرة عليه، وهنا نحيي رجال أمننا البواسل الذين يدافعون عن أمن الحرمين الشريفين ومقدساته ويحرصون على الحفاظ على أمن هذه البلاد في كافة البلاد، ولجنودنا البواسل تحية اجلال وتقدير ودعاء وافر وفي مقدمتهم رجل الأمن الأول سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف – أيده الله -  وعلينا جميعا أن نكون رجال أمن وعيون ساهرة لهذه البلاد، ومما ينبغي أيضا الوحدة الوطنية، خامساً السعي في بناء الوطن، وأنتم يا طلاب العلم نرى فيكم مستقبل هذا الوطن الزاهر واستشراف المستقبل، والتسلح بالعلم والمعرفة لتخدموا دينكم ووطنكم وتسعوا في عمارته بالتسلح بالعلم في شتى مجالات المعرفة، والحذر من استغلال الاعداء خاصة خفافيش الظلام، وكذلك التعاون مع رجال الأمن في الحفاظ على أمن هذا الوطن الغالي، وأيضاً المحافظة على اللحمة الوطنية واحترام الانظمة واللوائح التي يسنها ولاة الأمر، فحكم الامام في الرعية منوط بالمصلحة.

وحذر الشيخ السديس من استغلال الأعداء وممن يروج الشائعات المغرضة والأباطيل عن الدين والعلماء بهدف هز الرموز من أجل النيل من الوطن وولاة الأمر، كما طالب بالمحافظة على الاموال العامة والمرافق العامة، والتحلي بالنزاهة والبعد عن الفساد، وكذلك المحافظة على مقدرات الوطن ومكتسباته ومنجزاته، والاعتزاز بوطن العقيدة والقرآن السنة ووطن الحرمين الشريفين، والاعتزاز بتأريخه.

وفيما يتعلق بواجب الشباب تجاه ولاة أمرهم، شدد الدكتور السديس على أنه لا دين إلا بجماعة ولا جماعة إلا بإمام ولا إمامة إلا بالسمع والطاعة، ونوه أن السمع والطاعة لولاة الأمر ليس لتحقيق مرغوب أو لا الحذر من مرهوب بل هو عقيدة، كما يجب تبجيلهم واحترامهم وإكرامهم، والنصيحة لهم، وعدم التشهير بالأخطاء، والدعاء لهم، والتعاون معهم وجمع القلوب لهم، والاعتزاز بهم لا سيما في هذه البلاد لأنهم على العقيدة الصحيحة.

وفي ختام محاضرته، قدم الدكتور عبدالرحمن السديس شكره لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية مثنياً على جهود وحدة التوعية الفكرية وما يقومون به من برامج ومناشط للطلاب والطالبات، كما أثنى على جهود معالي مدير الجامعة عضو هيئة كبار العلماء الأستاذ الدكتور الشيخ سليمان أبا الخيل والعاملين في الجامعة من خلال السير بها مع منظومة الاجهزة الأخرى في هذه البلاد ومنها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في تناغم وتكامل بين الجهتين لتحقيق رسالة الدين والدولة وما يصبو له ولاة الأمر – وفقهم الله - ، كما شكر ولاة الأمر على عنايتهم المستمرة.

من جانبه، قدم وكيل الجامعة لشؤون المعاهد العلمية رئيس وحدة التوعية الفكرية «آمن» الدكتور إبراهيم بن محمد قاسم الميمن شكره لمعالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس على قبوله القاء المحاضرة وعلى ما قدم من وصايا خلالها، كما شكر معالي مدير الجامعة عضو هيئة كبار العلماء الأستاذ الدكتور سليمان أبا الخيل، مشيراً إلى أن المحاضرة تأتي في إطار الرؤية الإستراتيجية لوحدة التوعية الفكرية بالجامعة والتي اعتمد مسيرتها ورسم منهجها معالي مدير الجامعة وجعلها من أولوياته، ووجدت الوحدة منه كل الدعم والمؤازرة .

--
22/08/1439 03:18 م
آخر تعديل تم على الخبر:
2405-1954-2383-2411-2409-

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ