تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 بيان الجمعية العلمية السعودية للدراسات الدعوية (بصيرة) حول جريمة تفجير مسجد قوات الطوارئ بمنطقة عسير

 

 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد :

فإن الجمعية العلمية السعودية للدراسات الدعوية (بصيرة) ممثلة بمجلس إدارتها وجميع أعضائها تستنكر وبشدة ذلك التفجير الإجرامي الآثم الذي حصل في مسجد قوات الطوارئ بمنطقة عسير وراح ضحيته عدد من رجال الأمن والعاملين، وإن الجمعية لتؤكد أن هذه الفعلة الشنعاء لا تصدر إلا من أناس طمس الله على بصيرتهم وانحرفت عقيدتهم، وباعوا أنفسهم للشيطان وجنوده ، حيث تمت هذه الجريمة في بيت من بيوت الله التي جعلها مأوى للعابدين ومأمناً للآمنين، وهي جريمة من أبشع الجرائم ، قتل أنفس بغير حق، فضلاً عن أنها كانت في طاعة ربها ساجدة خاضعة لله تعالى، وهي جريمة يشترك فيها كل من نفذ وخطط وأعان على ارتكابها، بل إنها ليست جريمة واحدة بل هي عدة جرائم مجتمعة ، فهي قتل لأنفس معصومة والله سبحانه وتعالى يقول: {مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}  وقال سبحانه {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} . والقاتل والعياذ بالله قد ارتكب جرمًا كبيرًا في حق نفسه ففي الحديث أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَنْ يَزَالَ الْمَرْءُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ، مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا» رواه الإمام أحمد .

     وكذلك هي انتهاك لحرمة المسجد الذي جعله الله سبحانه وتعالى مأمناً ومعبداً للناس فالمساجد بيوت الله ليست بيوتاً للناس  {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} ، وهي أحب البقاع إلى الله تعالى، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «أَحَبُّ الْبِلَادِ إِلَى اللهِ مَسَاجِدُهَا، وَأَبْغَضُ الْبِلَادِ إِلَى اللهِ أَسْوَاقُهَا» رواه مسلم. وحذر سبحانه الساعين في خراب المساجد {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} . كما جاء النهي عن كل ما يؤذي المصلين في المساجد من عبث ورفع صوت ورائحة كريهة وغير ذلك تعظيماً للمسجد واحتراماً لرواده، فكيف بمن يرتكب فيه جريمة بقتل المصلين والعياذ بالله .

    وهذه الجريمة أيضاً ترويع للمؤمنين فالترويع ظلم وتعد ظاهر وجريمة شنعاء لقوله عليه الصلاة والسلام: (لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً). رواه أبو داود وأحمد.

    وبهذه المناسبة فإن الجمعية توصي عموم الدعاة إلى الله تعالى باستشعار المسؤولية تجاه دينهم ووطنهم من عبث العابثين ، وفساد المفسدين، وشبه المغرضين... كما توصي الجمعية الدعاة بالعناية بتوجيه الشباب توجيهاً سليماً وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم صيانة لهم من الانحراف والانجراف وبعداً عن الغلو والتطرف.  

    وأما من قتل في هذا التفجير من رجال الأمن فنحسبهم عند الله من الشهداء ، وقد قتلوا وهم يؤدون فرضاً من فروض الله تعالى فنعم الخاتمة لهم، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبلهم شهداء وأن يخلف أهلم وذويهم بخير، وأن يشفي المصابين ويجزيهم عنا وعن بلادهم خير الجزاء ، كما نسأل الله أن يحفظ بلادنا وولاة أمرنا من كيد الكائدين وحقد الحاقدين إنه سميع مجيب ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

رئيس وأعضاء مجلس إدارة الجمعية السعودية للدراسات الدعوية

     د. أحمد بن علي الخليفي              أ.د. سليمان بن قاسم العيد

      أ.د. حمد بن ناصر العمار                 د. خالد بن هدوب المهيدب

      د. إبراهيم بن صالح الحميدان           د. أحمد بن سالم باهمام

      د. عبدالعزيز بن محمد الحمدان         د. خالد بن عبدالله الخميس

--
22/08/1439 03:11 م
آخر تعديل تم على الخبر:
 

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ