​إن الحمد لله رب العالمين نحمده كثيراً على جميل فضله وكثير نعمائه.. إن الأمم ما بنيت إلا بسواعد الخيرين من معلمي الناس الفضل.. وبعد :

تعد الهدية الغالية من لدن ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية، بفتح برنامج الماجستير والدبلوم (عن بعد) لأبنائه نزلاء السجون، في خطوة من الإنسانية، والحنو، والرحمة، تأكيداً وتتويجاً للريادة التي تتمتع بها بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

ويأتي هذا القرار بعد ما حققه برنامج البكالوريوس (الانتساب المطور) الخاص بنزلاء السجون من نجاح وتميز وإبان رعاية سمو ولي العهد وزير الداخلية لحفل تكريم خريجيه والذي عقد مؤخراً، فليس هذا القرار هو الأول في جعبة الجامعة لصالح السجناء، ولن يكون الأخير في سياستها نحو تسهيل سبل التعليم والتعلم على الجميع، وتكريس الجهود المختلفة لتحقيق فرص للتعليم الجامعي لهم دونما تفرقة، أو تمييز، حيث كان للمسجون نصيب وافٍ من اهتمامها، فبدون أدنى شك إن نزلاء السجون من أحوج فئات المجتمع إلى التعلم والمعرفة والإصلاح ومحاربة الجهل والغفلة وانحسار الثقافة والعلم، ليتم إعادة دمجهم بالمجتمع علمياً واجتماعياً ومهنياً، بعد خروجهم من السجن، وذلك تجسيدا لتحقيق الغاية من السجن، وهي استصلاح السجين وتقويم انحرافه وتعديل سلوكه وحاجة المجتمع إليه إنساناً صالحاً.

وتُعد جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية رائدة من خلال تأثير مناهجها السمحة التي تحمل بمضامينها العقيدة الوسطية السليمة، وتلبية احتياجات ومتطلبات سوق العمل، ليتمكن النزلاء من ممارسة حياتهم، أفراد أسوياء بعد انقضاء فترة محكوميتهم، وهو تجسيد لعراقتها وديدنها في تقويم سلوك الفرد بمملكتنا الغالية.

وقد شمل القرار إنشاء إدارة شؤون الموقوفين في وكالة العمادة للتعليم عن بعد بالجامعة للاهتمام بالموقوفين، وتتولى التواصل مع ذويهم، ومع إدارة السجن فيما يتعلق بشؤون الموقوفين الجامعية، واحتياجاتهم من الكتب والمراجع، وكذلك تعيين مندوب في كل سجن – من منسوبيه– تم تدريبه في العمادة على آلية العمل، ليكون همزة وصل بين القسم والموقوف، يتمثل عمله في تلقي طلبات التسجيل من الموقوفين واستكمال شروط القبول، ثم الرفع للعمادة، وفق بيان خاص بملف لكل طالب من أجل استكمال قبولهم في الانتساب المطور وفي الختام.. تتسابق الحروف والكلمات وتتزاحم العبارات لتنظم عقد الشكر والتقدير والثناء، لما توليه جامعتنا الغراء جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ممثلة في معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، عضو هيئة كبار العلماء الأستاذ الدكتور الشيخ سليمان بن عبدالله أبا الخيل، لأبنائنا نزلاء السجون، والتي سوف تظل صدراً رحباً لتدريسهم وتثقيفهم بالعلوم المتنوعة؛ حتى ينالوا منها الشهادات التي يصبوا إليها، وكذلك من المكارم ما أعلنه وما تفضل به معالي مدير الجامعة بتوقيع اتفاقية تعاون مستدامة بين الجامعة ممثلة في عمادة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بُعد والسجون بتطوير التعليم للنزلاء، وتجهيز المركز التعليمي بسجن الحائر، والذي ليس هو بغريب على الجامعة وربانها.

وأغتنمها فرصة أن أرفع أسمى آيات الشكر والعرفان، والامتنان المقرونة بالمحبة الصادقة، والدعاء الوافر لمقام والدنا وإمامنا وقائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وسمو ولي ولي العهد الأمين النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز –حفظهم الله – على ما يولونه قطاع التعليم الجامعي والعالي من اهتمام منقطع النظير وعلى رعايتهم جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ودعمهم لكافة مناشطها ومبادراتها، ونسأله سبحانه أن يديم على الجميع نعمه وأن يحفظ علينا ديننا ووطننا وأمننا، إنه سميع مجيب..

وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم..

الدكتور محمود بن سليمان آل محمود

وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي