رأس وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للشؤون التعليمية الدكتور عبدالعزيز بن عبدالرحمن المحمود الندوة العلمية (واجب الشباب في حفظ أمن الوطن) التي أقامتها كلية الشريعة بالجامعة صباح يوم الخميس 23 /11 /1435هـ ضمن برنامج احتفاء الجامعة باليوم الوطني الرابع والثمانون بمشاركة عميد كلية الشريعة الدكتور فهد الداود ووكيل الكلية الدكتور يحيى العمري وذلك في القاعة الكبرى بالكلية.
ورحب عميد كلية الشريعة الدكتور الداود بوكيل الجامعة للشؤون التعليمية على تشريفه هذه الندوة معتبراً أن اقتران حب الوطن مع التمسك بالدين يكون أدعى إلى زيادة الخير في هذا الوطن وإلى مزيد من المجد والتقدم .
ورفع وكيل الجامعة للشؤون التعليمية الدكتور عبدالعزيز بن عبدالرحمن المحمود خلالها التهنئة إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي ولي العهد النائب الثاني الأمير مقرن بن عبدالعزيز – حفظهم الله - وللشعب السعودي بهذه المناسبة الغالية، وقال: إنها فرصة سعيدة عقد هذا اللقاء، إن الشباب هم أكثر قدرة أن يصنعوا أنفسهم لذا كانت المسؤولية على عاتقهم كبيرة في تعزيز أمن الوطن لما لهم من دور في صنع الحياة وارتباطهم بهويتهم الوطنية يعزز هذه المكانة، كما أن الأمن مسؤولية العالم والداعية والأستاذ والمثقف والكاتب والشاعر والطالب، فليتقوا الله في نتاجهم ليكون على منهج الاعتدال والوسطية، حتى لا يكون عندنا مكان للفكر الإلحادي المنحرف، ولا مكان للفكر الضال البدعي الخرافي، فإن الله أمرنا بلزوم الوسطية والاعتدال في الأمور وتجنب الإفراط والتفريط، وإذا تحقق الأمن والاستقرار تحققت المقاصد الشرعية من إقامة العبادات والحدود فلا نهب ولا سلب ولا اعتداء وكل ذلك من أجل المحافظة على الضرورات الخمس وهذا يؤكد أهمية الأمن وما يترتب عليه من قيام العبادات وطاعة الله، ثم طاعة ولاة الأمر، وذلك من خلال الامتثال للأنظمة والتعليمات، فالمسؤولية علينا كمواطنين ومقيمين في هذا البلد المبارك أن نعرف نعم الله علينا, وأن نلتزم بهذه الأنظمة التي صدرت من ولي الأمر.
وأضاف: الأمن هو نعمة من نعم الله العظيمة يعطيها من يشاء من عباده لا يستشعرها إلاّ من فقدها وهي مسئولية الجميع، جهاز أمني ومجتمع، وشباب، فالجميع عليهم أن يعملون جاهدين لتحقيق الأمن والأمان لوطنهم، كما عليهم أن يسعوا إلى تحقيق العدل بين الناس، والحِفاظ على النفس البشرية والأعراض من المساس بها أو انتهاكها حتى تسمو الدولة في أعين الأمم الأخرى.
بعد ذلك تحدث عميد كلية الشريعة الدكتور فهد الداود مبتدئاً بشكر معالي مدير الجامعة على جهوده الكبيرة في مسيرة هذه الجامعة وعلى إتاحة الفرصة للمشاركة في هذه الندوة ثم تحدث عن نعمة الأمن والأمان الذي يعيشه المجتمع السعودي، مشيراً إلى أنه تحقق من خلال التمسك بالعقيدة الإسلامية، وضرب مثلاً بما يحصل في البلدان المجاورة، وما يعانون من عدم الأمان والجوع والظلم والتعدي على حرمات الناس، وبين أن ذلك يحصل بسبب انعدام الأمن، وقال: لا بد أن نحاول إصلاح أخطاؤنا ابتداء بأنفسنا بالطريقة المناسبة ثم نحاول أن نكون أعضاء فاعلين بالمجتمع من خلال محاربة الإشاعات المغرضة لأننا مجتمع قام تحت راية التوحيد وتحقيق العدل والمساواة، ولا يسوغ لنا أن نفت في عضد هذا الكيان عبر كلمة غير مسؤولة، فأمن الوطن هو الهدف الذي تسعى إليه الحكومات والدول من خلال إيجاد ذلك المزيج الإيجابي من الأمن النفسي والأمن المادي الذي ينعكس في بيئة أمنيه تجعل المجتمع يعيش أفضل أيامه أمناً واقتصاداً وسياسة وقيماً، لذا نجد أن سياسية الدولة حريصة على أمن المواطن بإستراتيجية هدفها تحقيق أمن الوطن في أقصى درجاته من خلال إعادة هيكلة وصياغة رجل الأمن ومفهومه عن الأمن الذي تعدى مفهوم الحراسة أو القبض على لص هارب أو متعد على أحد بأحداث إصابة إلى الجوانب النفسية والمادية وتحقيق الردع العام والخاص لضمان أمن المجتمع، وبين أن مظاهر تحقيق أمن الوطن تكون بطاعة الله أولاً ثم بطاعة ولاة أمر هذه البلاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وخدمة المجتمع والمحافظة على مكتسبات الوطن.
ثم تحدث وكيل الكلية الدكتور يحيى العمري،وقال: الحديث عن اليوم الوطني مشرف، لأنه يذكرنا بالأمجاد التي تحققت على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله - والتجربة السعودية غنية بالإنجازات والحروب حتى تحقق لهذا البلد الاستقرار، ولقد حرص الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن - رحمه الله - على تطبيق كل مبادئ الشريعة وأصولها المستمدة من المنبعين الصافيين، والمصدرين الأصليين للإسلام.
ثم عرج الدكتور العمري إلى أن على للمواطن التزامات تجاه مجتمعه من خلال المحافظة على أمن وطنه ومدخراته وأن يكون فاعلا في المجتمع، كذلك من المواطنة الشعور بالمسئولية تجاه مكتسبات الوطن وحماية الدين واللغة والمحافظة عليها والالتزام بحقوق الآخرين والمساهمة في الدفاع عن القضايا الوطنية وحماية الوطن من الأشرار واعتبار المصالح العليا في البلد من أهم الأشياء، وقال: علينا جميعا مسؤوليات وأعباء كبيرة تجاه الوطن وأهله لضمان أمن واستقرار الوطن والحفاظ علي مقدراته وهي أمانة وثقة غالية في أعناق جميع رجال الأمن ولابد من العمل من أجلها وتحقيق غاياتها وهذا الوطن من نعم الله علينا ودور الأمن في الدولة يتركز في الدفاع عن الوطن وفي حمايته من أي عدوان, فالمواطن هو أساس بناء الدولة، ومن الضروري وجود علاقة قوية بين الأجهزة الأمنية والمجتمع لمنع الانحراف والجريمة والمشاركة سوياً في مكافحتها، وتلعب المؤسسات الاجتماعية أدواراً تكاملية مع المؤسسات الأمنية لإحداث الاستقرار للمحافظة على منجزات مؤسسات المجتمع المختلفة وعدم العبث بها أو إفسادها فالوطن هو بيت الإنسان جميعا، فإذا كان الإنسان لا يعبث بمنزله ومحتوياته فمن الأولى ألا يعبث بمنزله الجميع ومنشآته، ومن أوجب واجباتنا المبادرة إلى إقامة مجتمع على أسس متينة وطيدة الأركان، فالأمن عصب حياة الأمم كما هو عصب حياة الأفراد.
وفي الختام شكر عميد كلية الشريعة كل من وكيل الجامعة للشؤون التعليمية ووكيل الكلية على مشاركتهما في هذه المناسبة الوطنية الغالية على الجميع، وفي نهاية الندوة تم السحب على عدة جوائز خصصت للطلاب، حضر الندوة وكلاء الكلية وعدد من أعضاء هيئة التدريس والطلاب.