الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، وبعد:
فإن من أيام جامعتنا العريقة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية التأريخية التي ستظل بصمة مميزة في مسيرتها، وتأريخها صدور الموافقة السامية من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله وأمده بعونه- على تشرف جامعة العراقة والتميز، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بمنحه درجة: (الدكتوراه الفخرية في العلاقات الدولية وتحقيق مبادئ الأمن والسلام)،
وذلك بناء على ما رفعه معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور / سليمان بن عبدالله أبا الخيل من رغبة مجلس الجامعة وكافة منسوبيها للتشرف بهذا الشرف العظيم، لتكون هذه الشهادة وسام شرف، وتاج فخار، ومصدر اعتزاز كل منسوبي الجامعة، أن تقدر أعمال هذه الشخصية العظيمة، والملك الفذ، والقائد الملهم، والرجل المبارك والدنا وقائدنا وولي أمرنا، وحبيب قلوبنا، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله- في مجال هو من أهم وأدق مسؤولياته العظيمة، وأكثرها تحقيقاً لمقاصد الشرع في الجماعة والإمامة، وأعظمها تأثيراً في الواقع الدولي، تمثلت فيه حنكته وحكمته، ورؤيته الرشيدة، ونظرته الثاقبة، وخبرته الواسعة، وفراسته الصائبة، التي تجسدت في رؤى ومواقف ومبادرات أثبتت الأيام ضرورة رعايتها، وتبنيها لتؤثر في العلاقات الدولية سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، بل أصبحت المملكة العربية السعودية بقيادته ثقلاً عالمياً لا يمكن تجاوزه من أي قوة، ورقماً عزيزاً في أي تحالف أو معادلة في موازين العلاقات الدولية، ولذا رصدت منجزاته من قبل جهات ومؤسسات، تم قياسها بالمعايير العلمية لتثبت النتائج أنه -أيده الله- من أبرز الشخصيات تأثيراً في الواقع الدولي.
ويعزى إلى هذا الجانب المؤثر، ما نعيشه بفضل الله ومنته، من استقرار وطننا الغالي، في ظل العواصف والفتن، والتداعيات والتأثيرات، والمتغيرات، التي مرت بالمنطقة بل وفي العالم، واستهدفت فيه لتكون كغيرها مسرحاً لامتدادات ما يسمى بالربيع العربي، ولكنها بفضل الله ومنته ثم بحكمة وحنكة وسياسة مليكنا -أيده الله- صمدت وثبتت، وقاومت كل رياح التغيير المشبوهة، المؤطرة بفكر التطرف والإرهاب، وأدلجة الجماعات والتنظيمات التي وظفت الإسلام للوصول إلى مقاصدها، واستخدمته لشرعنة تصرفاتها، فكان منه -أيده الله- مواقف صلبة تحمل فيها مسؤوليته أمام الله ثم أمام شعبه ووطنه،
وأنتجت وعياً كافياً لمواجهة هذا الفكر بكافة الأساليب والوسائل والطرق التي تحجم ضرره، وتقي وطننا من آثاره، بل كان منه ما حرك العالم والمجتمع الدولي، لتحمل مسؤوليته كاملة، تجاه هذه الأفكار والجماعات والتيارات، التي سيكونون هم أول ضحاياها إن هم تساهلوا بشأنها لتجاذب مصالح أو لأي سبب، إن هذا التقدير من هذه المؤسسة العملاقة، والجامعة العريقة لهذه الشخصية الفذة له دلالاته العميقة، ومؤشراته المهمة التي يجب أن تكون نقطة بدء لدراسات علمية ترصد منجزات هذا الرجل العظيم،
وتخضعها بالمنهجية العلمية، والأطر البحثية لا لمجرد البحث والترف أو المزايدة، وإنما ليستنبط منها ما يكون مؤثراً في الرؤية المستقبلية، ومعيناً لصناع القرار، ومرتكزاً في معالجة الانحرافات والأفكار التي توجه لشباب وطننا خاصة، ولأبناء العالم العربي والإسلامي عامة، فمبادرة خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- للحوار بين أتباع الديانات والحضارات، ودعواته المتكررة لمؤتمرات عالمية تعالج قضايا السلم والأمن الدوليين، ومواقف المملكة في القضايا والنوازل المتكررة بشأن بلد معين، أو قضية معينة، وكلماته -أيده الله- في الملتقى السنوي في الحج للملوك والرؤساء والمسؤولين، وما تحقق في عهده من منجزات في هذا الإطار، وتجربة المملكة الحوارية في مواجهة فكر التطرف والإرهاب، والدعوات المخلصة التي قام بها -أيده الله- لنشر مبادئ السلم والأمن، وتعزيز قيم الوسطية والحوار ونشر هذه الثقافة المثالية، وغير ذلك مما لم أقصد إلى رصده، وإنما هدفت إلى التمثيل بشيء منه كلها منجزات عظيمة، وأعمال وجهود لا تقاس بمعيار الزمن، ولا ترصدها لغة الأرقام والإحصاء، لأن آثارها في الرفع من مكانة المملكة وشانها إقليمياً وعربياً ودولياً أمر لا يقدر قدره،
ولذا فإن مقومات البركة في هذه الشخصية تجتمع، فهو رجل مبارك بكل ما تحمله كلمة البركة من معنى، ونحتسب على الله أن يكون ممن جدد الله به هذا الدين بحدوده وأحكامه ومبادئه وقيمه، لتكون هذه المبادرات والمواقف سبباً إلى المراجعة والمحاسبة، وتصحيح المسار، ودرء الأخطار، ودلالة هذا المنح في بعدها الآخر ما هو مصدر اعتزاز وافتخار لكل منسوبي هذه الجامعة، إذ هو تأكيد لمكانة هذه الجامعة محلياً وإقليمياً ودولياً، وثقة ولاة الأمر وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- بالجامعة وما تؤديه من أدوار تأريخية، وإسهامات نوعية في كل التخصصات الشرعية والعربية وكافة التخصصات العلمية المعاصرة عبر وحداتها وبرمجها وفعالياتها ومناشطها، وفروعها في الداخل والخارج، حتى غدت مطمحاً وأمنية أن يكون الإنسان من منسوبيها، فالحمد لله على فضله وتوفيقه، ونسأله المزيد من ذلك،
وإني لأغتنمها فرصة لأرفع أسمى آيات التقدير والامتنان، والشكر والعرفان والتهنئة الخالصة لمقام والدنا ومليكنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -أيده الله- على موافقته السامية على هذا المنح المستحق الذي يشرف باسمه ويخلده تأريخ الجامعة في سجل أعمالها الخالدة، والشكر والتهنئة لمقام ولي عهده الأمين وعضده المكين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ولولي ولي عهده النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، ولصاحب السمو الملكي أمير منطقة الرياض، وابنها البار الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز،
ويمتد الشكر والتهنئة لمعالي وزير التعليم العالي رئيس مجلس الجامعة، الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري، الذي يسطر هذا المنجز في أعماله وجهوده المباركة، كما أغتنمها فرصة سانحة لأهنئ معالي مدير الجامعة وربان سفينتها الماهر، ومهندس نجاحاتها، ومفعل أدوارها محققاً تطلعات ولاة أمرنا فيها، من يحال هذا المنجز إلى جهوده ومتابعته وحرصه، حتى رأيناه واقعاً متجسداً نفخر به، معالي أخينا الأكبر وقدوتنا في الإنجاز والعمل الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل، وأهنئ زملائي وكلاء الجامعة وعمداء الكليات وكافة منسوبيها من الرجال والنساء، مسؤولين، وأعضاء هيئة تدريس، وطلاباً وطالبات، وحق لنا في هذه المناسبة أن نقول لجامعتنا المباركة: تيهي فخراً، وامتطي صهوة المجد، وسيري على بركة الله، وعين الله ترعاك، فحديث المنجزات، ولغة الأفعال، التي تؤطرها سلامة المنهج، وإخلاص المقصد، ووطنية الهدف، وسمو الغاية والرسالة، باتت علامة فارقة في تأريخ الجامعة، وستظل كذلك بإذن الله.
والله هو المسؤول أن يبارك هذه الجهود ويحقق الآمال والطموحات، ويحفظ لنا قائد مسيرتنا وحامي وحدتنا بعد الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وولي ولي العهد النائب الثاني، ويديم عزهم ونصرهم، ونسأله سبحانه أن يحفظ وطننا ووحدتنا، ويدرأ عنا كيد الكائدين وإرهاب المعتدين إنه سميع مجيب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكيل الجامعة لشؤون المعاهد العلمية
أ.د. إبراهيم بن محمدقاسم الميمن