منذ أن أعلنت وكالات الأنباء زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله إلى دول عدة في شرق آسيا ومنها إندونيسيا الشقيقة إلا وعمت الفرحة والغبطة والسرور أنحاء الجزر الإندونيسية كلها على المستويين: الشعبي والحكومي، كيف لا!! والزائر خادم الحرمين الشريفين، القائد الملهم، السياسي البارع ، ملك الحزم والعزم، بلاده أعظم وأقدس بقاع الأرض، مهد الرسالة، ومنبع الإيمان، ومولد ومرقد سيد الأنام، بلاده تحتضن أقدس البقاع، وتخدم أكرم المشاعر والأماكن عند الرحمن، فترك كل الألقاب وتشرف بلقب خادم الحرمين: تواضعا لله تعالى، واعتزازا بجنابه وفيض إحسانه، بلاده تعد من أولى الدول العالمية في الاقتصاد العالمي ، وذات أثر لا ينكر في الطاقة والاقتصاد والمال .
لذا خرجت الجموع الغفيرة من أبناء إندونيسيا الشقيقة تعلن فرحتها بهذه الزيارة الملكية الكريمة، وتعلن حبها للمملكة ممثلة برمزها الكبير حفظه الله، تحمل لافتات تطرزت بصور خادم الحرمين الشريفين، وعبارات الحب والفرح بهذا الزائر الأثير، وأعلن المسؤولون البرنامج المعد للزيارة الملكية الكريمة، وهم يسابقون الزمن في الإعداد والتنظيم، وقد تزينت شوارع جاكرتا والمدن الكبرى في إندونيسيا بعبارات الترحيب بهذا المقدم الكريم.
ويحل مليكنا المفدى ضيفا عزيزا، وأخا كريما، وقائدا ملهما على إندونيسيا المسلمة، وقد انتظرت بلاد الأرخبيل هذه الزيارة الملكية الكريمة بحب وتقدير للملكة العربية السعودية قيادة وشعبا؛ نظرا لمكانة المملكة الإسلامية والدولية والأخوية فقد كان المسؤولون هنا ينتظرون هذه الزيارة بشغف وحب وتطلع كبير.
إن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين لتحظى بمكانة كبرى لدى أبناء الشعب الإندونيسي الشقيق، فالإعلام بمختلف قنواته وأنواعه، والشعب بكل أطيافه، والقيادة الإندونيسية على كل مستوياتها تتطلع للزيارة الملكية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز؛ حيث تلتقي القيادتان بجو من الحب والسمو والتطلع لمستقبل مشرق من العلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين.
وتأكيدا لمكانة الشعب الإندونيسي لدى القيادة السعودية فقد ضم الوفد المرافق لخادم الحرمين الشريفين العديد من الوزراء والمسؤولين حتى يتم التنسيق للتعاون في كل المجالات بين البلدين الشقيقين بأعلى مستوياته الاقتصادية والسياسية والاستثمارية، فسيتم في هذه الزيارة الملكية الكريمة التفاهم والتعاون على الكثير من القضايا الإسلامية والدولية.
فالعلاقات بين البلدين الشقيقين تضرب في أعماق التاريخ عنوانها دوما التقدير والتعاون بما فيه مصلحتهما المشتركة، فها هي وفود الحجيج والمعتمرين تنطلق من كل الجزر الإندونيسية متجهة للبقاع المقدسة تحوطها عناية الرحمن والرعاية الكريمة من خادم الحرمين الشريفين، وكل المسؤولين المعنيين بكل ما يسهل أمر قضاء نسكهم وزيارتهم على الوجه الأكمل ، فإندونيسيا تأتي في المرتبة الأولى في عدد الحجاج القادمين للحج كل عام، بالإضافة للأعداد الغفيرة من المعتمرين؛ وتأتي هذه الجموع الكبيرة من الحجاج والمعتمرين والزوار قياسا للمكانة البشرية الكبرى لهذا البلد الإسلامي الكبير.
إن زيارة مليكنا المفدى لهذا البلد الإسلامي الكبير لتعد نقلة كبيرة في العلاقات المتميزة بين البلدين ، في أطرها الإسلامية والدولية ، فالبلدان الشقيقان يتطلعان للمزيد من العلاقات والتعاون المثمر فيما يعود بالنفع والنماء على البلدين الشقيقين، فالقواسم المشتركة، والأطر المتناظرة، والعلاقات المتميزة، والاحترام المتبادل تجعل من العلاقات السعودية الإندونيسية علاقات مثلى بين الدول والشعوب، فهذه الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين لتعد انطلاقة كبرى للعلاقات بين البلدين، وستزداد رسوخا وقوة ومتانة بإذن الله، ومن المنتظر أن توقع العديد من الاتفاقيات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية التي من شأنها أن تجعل العلاقات في إطار التكامل التام بين البلدين المهمين على المستويين الإسلامي والدولي .
وقد اهتمت وسائل الإعلام الإندونيسية بهذه الزيارة الملكية الكريمة فأفردت لها الصفحات والملاحق المتخصصة في الشأن الدولي والإسلامي، وأعرب المسؤولون في تصريحاتهم لتلك الوسائل عن غبطتهم وسرورهم بهذه الزيارة الكريمة ، والأمل يحدوهم أن تحقق الرؤى والتطلعات لكل ما فيه النماء والخير للبلدين الشقيقين، وأما الشعب الإندونيسي الشقيق فقد أفاض حبا وإجلالا وإكبارا للمملكة قيادة حكومة وشعبا، ففي تصريحاتهم ومسيراتهم وأحاديثهم تجد البشر والتعلق والفرح والحب للمملكة قيادة وشعبا .
ومن بين الأواصر الحميمة التي تجمع بين البلدين الشقيقين ذاك المعهد الشامخ العريق في قلب جاكرتا؛ المعهد التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إشرافا ومتابعة؛ الذي افتتح بأمر ملكي عام 1400 هـ باسم: (معهد العلوم الإسلامية والعربية في جاكرتا) وقد تخرج فيه الآلآف من الطلاب والطالبات الإندونيسيين وغيرهم من طلاب المنح من الدول الأخرى يحملون مشاعل العلم والمعرفة بوسطية واعتدال، بلا غلو ولا تفريط، فخدموا بلادهم، واعتزوا بوطنهم، وأحبوا المملكة التي أولتهم عنايتها، ومحضتهم رعايتها، فدعاؤهم وتقديرهم للمملكة لا ينقطع على مر الأجيال والدهور. وأخيرا وليس آخرا فقد وجه خادم الحرمين الشريفين بافتتاح ثلاثة معاهد أخرى في ثلاث مدن كبرى مناظرة للمعهد الكبير في جاكرتا، ومركز كبير للغة العربية والدراسات الإسلامية في إحدى المدن الكبرى .
وهذا غيض من فيض من مظاهر التعاون ، وأساسيات التكامل بين البلدين الشقيقين، والمستقبل حافل بإذن الله بالمزيد من التنسيق والتكامل في شتى المجالات التنموية والاقتصادية والعسكرية والثقافية .
مرحبا بمليك الحزم في قلب جاكرتا؛ التي تفتح ذراعيها لاستقبال قائدنا المظفر، وإمامنا الكبير، ورائد الرؤى التنموية الطموحة في بلادنا الغالية .
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين في سفره وإقامته، وحله وترحاله، ومرحبا به وصحبه الكرام في بلاد الأرخبيل الجميلة .
د. فهد بن محمد بن فهد العمار
وكيل معهد العلوم الإسلامية والعربية للشؤون التعليمية