تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 اختتام جلسات مؤتمر أثر تطبيق الشريعة في تحقيق الأمن

 

 

بحضور مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالنيابة الدكتور فوزان بن عبدالرحمن الفوزان وعدد من وكلاء الجامعة ومسؤوليها اختتمت في فندق الانتركونتيننتال في الإحساء مساء أمس الأربعاء فعاليات مؤتمر أثر تطبيق الشريعة في تحقيق الأمن، الذي نظمته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ممثلة بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالإحساء، وانطلقت فعالياته الثلاثاء على فترتين صباحية ومسائية، بمشاركة عشرات الباحثين والمتخصصين من داخل المملكة وخارجها الذين شاركوا بأكثر من خمسين بحثاً وورقة علمية تمحورت موضوعاتها حول أثر تطبيق الشريعة في تحقيق الأمن، وجهود حكومة خادم الحرمين الشريفين وعنايتها بالشريعة الإسلامية المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية، بوصفها دستوراً ومنهجاً للمملكة العربية السعودية.

وجاءت بيان المؤتمر والتوصيات الختامية على النحو التالي:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:  

فإدراكاً من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لواجبها تجاه قضايا المجتمع وتطلعاته، وتحقيقاً لرسالة الجامعة في العناية بالبحث العلمي التأصيلي والاستشرافي فقد نظمت الجامعة ممثلة في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في الأحساء مؤتمر «أثر تطبيق الشريعة في تحقيق الأمن»، والذي صدرت الموافقة السامية على إقامته بالأمر السامي الكريم رقم 27256 وتاريخ 1434/7/16هـ، وقد جرت فعاليات المؤتمر يومي الثلاثاء والأربعاء 26-27 صفر 1437هـ، الموافقين 8-9 ديسمبر 2015م بفندق إنتركونتيننتال الأحساء، وحظي حفل افتتاح المؤتمر برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، الذي أناب مدير الجامعة بالنيابة سعادة الدكتور فوزان بن عبدالرحمن الفوزان لرعاية الحفل نيابةً عنه، وقد أُقيم حفل افتتاح المؤتمر يوم الثلاثاء 26 صفر 1437هـ، الموافق 8 ديسمبر 2015م، كما حظي المؤتمر بمشاركة نخبة مختارة من العلماء والباحثين من أصحاب المعالي والفضيلة والسعادة، حيث استضاف المؤتمر ثلاثة وسبعين باحثاً من داخل المملكة وخارجها، وكان لمشاركاتهم الأثر البارز في إيضاح وبيان أثر الشريعة بمبادئها وتطبيقاتها في تحقيق الأمن.

وتضمن المؤتمر عشر جلسات، منها جلسة ختامية، واستعرض المشاركون خلال جلسات المؤتمر المبادئ الأساسية للحكم في المملكة وأثرها في تعزيز الأمن، والحدود والعقوبات الشرعية والنظامية وأثرها في تحقيق الأمن، والبناء العقدي ودوره في حفظ الأمن الفكري في المجتمع السعودي، وأثر مؤسسات المجتمع في حفظ الأمن في المملكة.

وأكدت الأبحاث وأوراق العمل التي عرضت في المؤتمر على ما تتمتع به المملكة من أمن وأمان، بفضل تطبيقها للشريعة الإسلامية في ذلك، حيث تمثل الشريعة الإسلامية بمبادئها وتطبيقاتها المرتكز الأساس الذي قامت عليه المملكة العربية السعودية منذ نشأة دورها الأول على يد الإمام محمد بن سعود رحمه الله، فقد قامت الدولة على أساس التمسك بالكتاب والسنة والعمل بمقتضاهما، وتواصل الالتزام بهذا النهج وصولاً إلى الدولة الثالثة التي قامت على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن  رحمه الله.

وتمخض عن أبحاث المؤتمر وأوراقه ومداولاته العديد من التوصيات، ومنها:

1- رفع برقية شكر وتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –حفظه الله- ولسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، ولولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز- حفظهم الله جميعا- على الموافقة السامية على إقامة المؤتمر وما وجده المشاركون من حفاوة الاستقبال، وكرم الضيافة، كما يوصي المشاركون برفع برقية شكر وتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية على رعايته الكريمة لحفل افتتاح المؤتمر، وإلى معالي وزير التعليم الدكتور عزام بن محمد الدخيل، وإلى سعادة مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالنيابة الدكتور فوزان بن عبدالرحمن الفوزان لما وجدوه من حسن الاستضافة وجودة التنظيم.

2- التأكيد على أن من أهم أسباب تحقق الأمن في المملكة العربية السعودية وجود الولاية الشرعية، واجتماع أهلها على إمام واحد، وتحت راية واحدة تفعيلاً لمفهوم البيعة التي جاءت بها الشريعة الإسلامية.

3- الدعوة إلى نشر تجربة المملكة العربية السعودية القائمة على مبادئ الشريعة الإسلامية وبيان إيجابياتها وتعزيزها عبر العالم ليتضح مدى ما في تحكيم الشريعة الإسلامية من آثار إيجابية للمجتمع المسلم ككل، وذلك عن طريق عقد المؤتمرات والندوات واللقاءات الحوارية التي توضح الآثار الإيجابية الجمة لتطبيق الشريعة الإسلامية في المملكة وانعكاسات ذلك على مختلف أوجه الحياة.

4- التأكيد على أنّ تعظيم حرمة النفس والمال المعصوم مما اختصت به الشريعة الإسلامية، حيث اشتملت الشريعة على ضوابط صانت النفوس والأموال، وأمنّت المجتمعات، ولم تُكِلْ التكفير لآحاد الناس، بل جعلته للعلماء والحكام وفق ضوابط يندر أن يتطرق إليها الخطأ صيانة للنفوس وحماية للدين، وما يحدث من إلصاق منهج الخوارج المتساهلين في التكفير بالمنهج السلفي بهتان ظاهر ترده نصوص السلف ومواقفهم المشهودة.

5- التأكيد على أن المسؤولية الأمنية في المجتمع لا تقف عند جهود الأجهزة الأمنية فحسب، بل هي مسؤولية المجتمع بكافة أطيافه، ولذا يدعو المؤتمرون قطاعات المجتمع الحكومية والأهلية وغير الربحية إلى الإسهام في دعم الجهود الأمنية في المجتمع، وتعزيز قدرات رجال الأمن.

6- الدعوة إلى ترسيخ ما يتمتع به المجتمع السعودي من الأمن والأمان في نفوس الناشئة، وزرع الاعتزاز بدينهم والانتماء لوطنهم، والثقة في نظامه الأساسي وما يتفرع منه من أنظمة مبنية على نصوص الشريعة، وذلك بالوسائل والأساليب الحديثة التي تتناسب مع اهتمامات وتفضيلات هذه الفئة.

7-  تثمين جهود المملكة في مواجهة الغلو والتطرف في جانبها الأمني والفكري، ويقدرون ما يقوم به مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، ويدعون الجامعات والمؤسسات العلميَّة إلى تبني مراكز علميَّة ومعاهد وكراسي بحثيَّة متخصصة في معالجة الغلو والتطرف وإعداد المؤهلين للتعامل مع قضايا الإرهاب.

8- سعياً لضبط الفتوى في المملكة العربية السعودية بما يعزز الأمن في المجتمع والعالم أجمع يؤكِّد المؤتمرون على ضرورة الالتزام بما صدر في المملكة من تنظيمات خاصَّة في هذا المجال.

9- التأكيد على دور وسائل الإعلام التقليدية والجديدة، والمؤسسات التعليمية، والمساجد في نشر وغرس القيم الإسلامية الصحيحة، وتعزيز الأمن الفكري بنشر العقيدة الصحيحة ومحاربة الغلو والتشدد، والتحذير من الانحرفات العقدية؛ لكونها أهم أسباب انعدام الأمن والاستقرار في المجتمع.

10- التأكيد على ضرورة ارتباط الشباب بعلماء الشريعة الراسخين في العلم، الذين عرفوا بسلامة المنهج والنصح للأمة حكاماً ومحكومين بالطرق الشرعية.

11- دعوة الجامعات والمراكز البحثية المتخصصة إلى مساعدة الأجهزة القضائية وهيئات التحقيق من خلال الكشف عن الجرائم المستحدثة في المجالات المختلفة في المجتمع السعودي، ووضع الأدلة الإجرائية للتحقيق فيها.

12- الدعوة إلى سنَّ المزيد من العقوبات الصارمة التي تجرم المؤسسات والأفراد المشاركين في تصميم وإنشاء المواقع والحسابات التي تنشر الفكر الضال المنحرف، أو تشكك الشباب بالعلماء الربانيين الموثوقين، ودعوة  أصحاب المنهج السليم المعتدل إلى مجابهة هذه المواقع من خلال تفنيد الأفكار والضلالات، ونقل فتاوى العلماء الربانيين الثقات، وتحسين صورتهم وإعطائهم مكانتهم التي يستحقونها.

13- يثمن المشاركون ما يقوم به رجال الأمن في مختلف المواقع في المملكة من جهود عيظمة في حفظ الأمن، ويخصُّون منهم مَنْ هم على الحدود يذودون عن حياض المملكة بأرواحهم؛ مؤكدين على أن ما يقومون به جهاد في سبيل الله.

14- الدعوة إلى تواصل الجهود التي تهدف لبيان خطر منهج وفكر الخوارج الداعي إلى الخروج على الحكام، واستباحة الفوضى مع الحرص على تجديد الخطاب الديني في تلك الجهود لتعنى بالقضايا الفكرية المعاصرة كأسباب الانحراف الفكري، وكيفية التأصيل العلمي ورد الشبهات وكشف حوار الدعاوى المناهضة للعقيدة الصحيحة والأفكار الفلسفية الباطلة.

لزيارة رابط المؤتمر http://ciisrs.imamu.edu.sa

--
22/08/1439 03:12 م
آخر تعديل تم على الخبر:
 

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ