تواصلت صباح اليوم الاثنين في فندق الموفنبيك بالمدينة المنورة محاضرات الملتقى العاشر "أثر المعلم و المعلمة في تحقيق الأمن الفكري في المؤسسات التعليمية في المملكة العربية السعودية" الذي تنظمه جامعة الإمام ممثلة في وكالتها لشؤون المعاهد العلمية، تحت رعاية سمو أمير المدينة المنورة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
بدأت المحاضرة الأولى ببحثٍ عنوانه: حقيقة الأمن الفكري وأهميته وضرورته للمجتمع، لأستاذ العقيدة بكلية أصول الدين الأستاذ الدكتور يوسف بن محمد السعيد, جاء فيه: أن الأمن الفكري يتمثل في صيانة عقول أفراد المجتمع ضد أية انحرافات فكرية أو عقدية مخالفة لما عليه شريعة الإسلام، مبيناً كيفية المحافظة على المعتقد الصحيح للإسلام, ومحاربة المعتقدات الفاسدة والرد على الشبهات, وذلك من خلال التوعية الشاملة, وتغيير القناعات الضارة وتحويلها إلى المسار الصحيح.
ونوه الدكتور السعيد إلى بعض الأفكار الغريبة والشاذة وأثرها, وما تحدثه في سلوكيات بعض الشباب، الذين قاموا بأعمال إجرامية من قتل وتفجير أو تخطيط للاعتداء, وكل ذلك بسبب تلك الأفكار المنحرفة، فوجب علينا العمل على حماية الناس بالتوعية الكافية والبيان الواضح للحق والرد على الأفكار الخاطئة والشبهات الضالة, وفي ختام المحاضرة أجاب الدكتور السعيد عن أسئلة الحضور.
عقب ذلك شارك وكيل الجامعة لشؤون المعاهد الدكتور إبراهيم بن محمدقاسم الميمن, ببحثٍ عنوانه ( أسباب الانحراف الفكري و آثاره) وبين فيه أن المتأمل في الانحراف الفكري يجد أسباباً كثيرة يرتكز عليها, تؤدي إلى خلخلة الفكر و إلى الانحراف ويمكن تصنيف هذه الأسباب ما بين أسباب علمية, وأسباب اجتماعية و تربوية ولكنها في العموم تجتمع في أسباب منها: الجهل بعقيدة أهل السنة والجماعة, وذلك أن عقيدة أهل السنة هي الحارس بإذن الله من كل انحراف لأنها هي الصراط المستقيم والمنهج القويم, وكذلك الجهل بالفقه الشرعي المبني على الكتاب والسنة الصحيحة , وكل عمل لا يوافق الشرع فهو مردود على صاحبه, و البعد عن علماء الشريعة، العلماء الراسخين في علم الكتاب والسنة: بل أصبحوا يشنعون عليهم في مجالسهم و منتدياتهم, بل يحتقرونهم, ثم سرد الدكتور الميمن بعض أسباب الانحراف الفكري.
و أضاف الدكتور الميمن, أن من أهم آثار الانحراف الفكري على الفرد والمجتمع و الوطن: إثارة الفتن: فيعتمد ويقوم الفكر المنحرف على إثارة الأكاذيب والمكر و الوقيعة بين الناس, وسعى أرباب الفكر المنحرف إلى إثارة الجدل والفتن بما يحويه ويطرحه من مسائل خلافية جدلية لم يستقر عليها رأي ولم يتفق عليها اتجاه, فتتسع دائرة الخلاف وتضيق دائرة الاتفاق بين الأفراد والجماعات, وينعكس كل ذلك على استقرار المجتمع وأمنه.
وفي ختام محاضرات هذا اليوم قدم مدير مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة العميد الدكتور عبدالله بن مشبب القحطاني, ورقة بحث عنوانها (مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية أنموذجا) بين فيها دور المركز في تأهيل الموقوفين وطرق التعامل معهم، مشيراً إلى أن المركز يعد بيت خبرة عالمي في مجال قضايا المعالجة الفكرية ويقوم المركز حالياً بنقل تجربته لعدد من الدول.
مبيناً أن الأهداف الإستراتجية لمركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة هي تعزيز الأمن الفكري, و نشر الوسطية والاعتدال الفكري والبناء المعرفي والسلوكي للمستفيدين, وتعزيز فرص اندماج المستفيدين في المجتمع, وبناء المعرفة والممارسة الأفضل بقضايا التطرف الفكري.