تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 بلادنا تمر بمرحلة تاريخية

 

بعد أن تمَّ تنفيذ حكم القصاص في 47 مجرماً إرهابيًّا، من بينهم العميل الإرهابي نمر النمر.. أشار البعض إلى أنَّ توقيت إعلان التنفيذ قد يُعقِّد المشهد السياسي الإقليمي والعلاقة السعودية الإيرانية على وجه التحديد. ولكنَّه الحزم في تنفيذ أحكام الله على الأرض دون تردُّدٍ أو الدخول في حساباتٍ سياسية. وقد نتج عن هذا القرار غضبٌ إيراني متوقع وانتقاداتٌ غربية على جميع المستويات..

وبردَّة فعلٍ إجراميةٍ غير مسؤولة، انتهكت إيران الأعراف الدبلوماسية والمعاهدات الدولية كعادتها، حيث سمحت بالاعتداء على السفارة والبعثة السعودية في طهران ومشهد. فما كان من المملكة إلا أن عبَّرت عن رفضها الشديد للموقف الإيراني، وقامت بسحب البعثة الدبلوماسية، وقطع العلاقات، وتصعيد الحادثة إلى مجلس الأمن الدولي.. الذي أدان الاعتداء، واضطرت إيران إلى التأسُّف والاعتذار للمملكة عما حدث، والتعهُّد بعدم تكرار ذلك.. وبهذا استثمرت السعودية بدهاء وذكاء.. موقف إيران الإجرامي الغبي، لتحوِّل السَّخط الغربي عليها نتيجة الأحكام القضائية إلى تأييدٍ لموقف السعودية وسخطٍ على إيران، بسبب الاعتداء على البعثة الدبلوماسية السعودية.

وقد تفاعل مع ذلك الموقف العديد من الدول الشقيقة والصديقة سواءً بسحب السفراء من إيران أو استدعائهم أو استنكار الحادثة... إلخ. وترتَّب على هذا الموقف السياسي السعودي الحازم، توقُّف إيران عن الخوض في موضوع العميل الإرهابي  مرَّةً أخرى، والحرج حتى من الحديث عنه بسبب ربطه بحادثة الاعتداء السافر على السفارة.

ختاماً.. لاشك أن المملكة -نصرها الله وحماها- تمرُّ في هذه الفترة بمرحلةٍ تاريخيَّةٍ هي غاية في الحساسية والأهمية على الصعيد الخارجي تحديداً، لذا يتطلَّب الأمرُ وقفةً وطنيَّةً صادقة من جميع فئات المجتمع؛ من خلال نبذ الخلافات الجانبية وتوحيد الصفوف والقلوب والأقلام والأفكار.. والمشاركة المخلصة بالدُّعاء والرأي السديد والدعم المعنوي لأبطالنا على الثغور ولقادة بلادنا وفَّقهم الله.. من أجل تجاوز هذه المرحلة التاريخية المصيرية بانتصارٍ وشرفٍ وسؤدد إن شاء الله.


د. سعد بن سعود بن محمد آل سعود

أستاذ الإعلام السياسي

بكلية الإعلام والاتصال- جامعة الإمام

 

--
22/08/1439 03:13 م
آخر تعديل تم على الخبر:
 

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ