رعى صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود, عضو هيئة البيعة الندوة العلمية لكرسي الملك سعود لدراسات التعليم العالي التي كانت بعنوان "دور الملك سعود في تأسيس مسيرة التعليم الجامعي في المملكة العربية السعودية" وبحضور سعادة مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالنيابة رئيس مجلس كراسي البحث الدكتور فوزان بن عبدالرحمن الفوزان، وذلك صباح اليوم بالقاعة المستديرة بمبنى المؤتمرات للرجال والقاعة الكبرى بمبنى (323) بمدينة الملك عبدالله للنساء.
وثمن سمو الأمير مشعل جهود جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في نشر العلم الشرعي وعلوم اللغة العربية، وجهودها في خدمة المجتمع.
من جانبه قال مدير الجامعة بالنيابة الدكتور فوزان الفوزان: إن كرسي الملك سعود لدراسات التعليم العالي في المملكة يعد أحد أهم الكراسي بالجامعة لجانبين مهمين الأول للشخصية التي يحملها وهي الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – الذي شهد عهده أولى انطلاقات التعليم العالي في المملكة العربية السعودية، والناحية الأخرى موضوع الكرسي وعنايته بدراسات التعليم العالي في المملكة، خاصة في ظل التغيرات الكبيرة التي يشهدها التعليم حالياً من خلال دمج وزارة التعليم العالي والتربية والتعليم أو من ناحية التطورات الكبيرة التي يشهدها التعليم كماً وكيفاً.
وأضاف: نظراً لما يحمله الكرسي من أهمية فقد اختير له أستاذ متميز، واختيرت له هيئة علمية واستشارية من أصحاب المعالي والسعادة من المهتمين بمجال التعليم العالي في المملكة العربية السعودية، ونتطلع من هذا الكرسي أن يمدنا بالكثير سواء في المجال التاريخي أو في مجال التعليم العالي، وأن يثري الساحة بالأنشطة الأخرى في مجال الندوات والمحاضرات وورش العمل.
من جانبه، قال مدير الندوة ووكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي نائب رئيس مجلس كراسي البحث الأستاذ الدكتور فهد بن عبدالعزيز العسكر: إنه يوم أغر في تاريخ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وفي برنامج كراسي البحث على وجه الخصوص حينما نلتقي في كرسي الملك سعود لدراسات التعليم العالي، وهو الكرسي الذي يكتسب أهميته من عدد من الوجوه من أهمها اقترانه باسم أحد ملوك هذه البلاد المباركة الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – الذي خلف والده الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله – وأكمل مسيرة المؤسس في بناء هذه الدولة العظيمة، وأسهم بجهد وافر في مختلف أوجه الحياة وعلى رأسها التعليم بمختلف مراحله.
وأضاف: الكرسي يأتي تخليداً لهذا الملك العظيم واستشعاراً للمهام العظيمة والكبيرة التي قام بها - رحمه الله – وسعياً لمواصلة الجهود التي وضع لبناتها الأولى الملك سعود، كما يكتسب أهميةً إضافية من المجال الذي يتناوله وهو التعليم العالي الذي شهد طفرات كبيرة في مختلف الجوانب التي مرت بها المملكة العربية السعودية منذ عهد المؤسس ووصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – الذي يولي هذا القطاع اهتماماً كبيراً، وقد ظهرت ثمار هذا الاهتمام المبارك من لدن ملوك هذه البلاد المباركة، وما تشهده المملكة العربية السعودية من طفرة في مختلف جوانب التعليم العالي.
وأضاف د.العسكر أن من أهم جوانب قوة الكرسي أنه جاء ليسد فراغاً في مجال اهتمام دراسات التعليم العالي، منوهاً بأن برنامج كراسي البحث في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تتميز ببنيتها المؤسسية القوية، إذ تتكامل فيه الأنظمة واللوائح والقواعد، كما يتفرد ببرنامج للجودة يسمى برنامج التقويم المستقل لا يوجد خارج كندا إلا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والذي تقوّم من خلاله الكراسي البحثية باعتبارها كياناً مستقلاً عن الجامعة من خلال تحكيم خارجي وخبراء يأتون من خارج الجامعة، وفق معايير قياس دقيقة.
وتطلع الدكتور العسكر إلى أن يكون الكرسي امتداداً لما كانت عليه الكراسي السابقة التي شرفت بحمل أسماء ملوك هذه البلاد بدءاً من كرسي الملك عبدالعزيز لدراسات تاريخ المملكة وكرسي الملك عبدالله لدراسات القرآن الكريم وكرسي الأمير نايف لدراسات الوحدة الوطنية وغيرها من الكراسي التي تحمل أسماء متعددة من أعلام هذه البلاد.
فيما قدم عضو مجلس الشورى معالي الدكتور سعد بن محمد الحريقي, ورقة علمية بعنوان " تأسيس وتطوير التعليم الجامعي والعالي للبنين في عهد الملك سعود" تحدث فيها عن رؤية الملك سعود – رحمه الله- في نشر التعليم بكافة مجالاته حيث أمر بتأسيس وزارة المعارف في 18 ربيع الثاني التي تولاها الأمير فهد بن عبدالعزيز ( خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله ) سنة 1373هـ واتخذت وزارة المعارف من مكة المكرمة مقراً لها منذ إنشائها حتى الشهر الثالث من عام 1376هـ حينما انتقلت بجميع أجهزتها إلى مدينة الرياض, وكان الهدف من إنشائها تطوير مؤسسات التعليم النظامية وغير النظامية بمراحلها المختلفة, وأنواعها وتخصصاتها, وأنشطتها, وكل قطاعات التعليم, ويعد التعليم في عهد الملك سعود- رحمه الله- بداية التعليم النظامي في المملكة.
وبين الدكتور الحريقي أن بداية تعليم الفتاة السعودية في المملكة كانت في عهد الملك سعود – رحمه الله- حيث أن أول مدرسة أقيمت في عهده وكانت في قصر المربع, حيث أنشأها لتكون حافزاً ومشجعاً للأهالي ليتقبلوا فكرة تعليم الفتاة.
ونوه الدكتور الحريقي إلى خطوة الملك سعود العظيمة والمهمة التي قام بها في عام 1947م حينما كان ولياً للعهد حيث بادر إلى تعليم بناته و أحضر معلمتين لتعليمهن الفرآن الكريم وقد كان ذلك نواة تعليم الفتاة السعودية ومحفزاً للفتيات الـلاتي يرغبن في الالتحاق بالتعليم.
فيما قدم الدكتور خالد بن حمد العنقري ورقة علمية بعنوان "تأسيس وتطوير التعليم المهني والفني في عهد الملك سعود, تحدث فيها عن استكمال إرساء القواعد للتعليم المهني والفني في عهد الملك سعود – رحمه الله- والتي تم البدء بها في عهد والده الملك عبدالعزيز – رحمه الله- حيث أنه في أواخر عهده حشدت سائر الجهود المحلية لإقامة القاعدة الأساسية للتعليم الفني والمهني في المملكة, وتمثلت هذه القاعدة في إنشاء المدارس الصناعية فتم خلالها إنشاء ثماني مدارس كانت تخضع لإشراف إدارة التعليم الصناعي في وزارة المعارف.
وبين الدكتور العنقري أنه في عهد الملك سعود – رحمه الله- عام 1374هـ أنشئت المدرسة المتوسطة الصناعية بالرياض, والمدرسة الصناعية في المدينة المنورة عام 1375هـ, ومدرسة الفنون والصنائع في الدمام عام 1376هـ وتم افتتاح أول مدرسة زراعية بالخرج عام 1375هـ, وفي عام 1379هـ قامت وزارة المعارف بافتتاح أربع مدارس تجارية متوسطة في الرياض والدمام ومكة المكرمة وجدة وفي عام 1380 تم افتتاح خمس مدارس زراعية متوسطة في الهفوف, والمجمعة, وبريدة, وبلجرشي, وجازان, ففي هذه المرحلة تم حشد الجهود المحلية لإقامة القاعدة الأساسية للتعليم الفني والمهني في المملكة.
وتحت عنوان تأسيس وتطوير التعليم الجامعي للبنات في عهد الملك سعود قدمت الأستاذ المشارك بجامعة الأميرة نورة الدكتورة حصة بنت جمعان الزهراني, ورقة بحث تحدثت فيها بأن الملك سعود- رحمه الله- كان يرى أن تعليم الفتاة السعودية كان أمراً ملحاً تفرضه النهضة التنموية التي كانت تعيشها بلادنا في بداية توحيدها.
وأشارت الدكتورة حصة إلى أن أدلة حرص الملك سعود على أن تنال الفتاة السعودية نصيبها من التعليم, أنه كان يقوم بإرسال المدرسات إلى المنازل لإقناع الأهالي بضرورة المبادرة إلى تعليم بناتهم و إرسالهن إلى المدرسة, وكان يردد أمام الطالبات والمعلمات جملة ( العلم سلاح في يد الإنسان).
شهد فعاليات الندوة عدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء، وأصحاب المعالي وعدد من وكلاء الجامعة وأعضاء مجلس الجامعة وأستاذ الكرسي الأستاذ الدكتور عبدالمحسن بن محمد السميح وأعضاء الهيئة العلمية الاستشارية للكرسي.