تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 كلمة د.عبدالعزيز بن عبدالرحمن المحمود بمناسبة حصول خادم الحرمين الشريفين على شهادة الدكتوراه الفخرية

 
وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للشؤون التعليمية د.عبدالعزيز بن عبدالرحمن المحمود

الدكتوراه الفخرية لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – يحفظه الله-

عظم الموضوع ..وشرف الخدمة

د.عبدالعزيز بن عبدالرحمن المحمود

وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للشؤون التعليمية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده، والصلاةُ والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه.

أما بعد:

فقد اكتست جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وشاح الهيبة والأخيار، وازدان منسوبيها بوسام العز والفخار، واعتلج في نفوس أعضائها أعلى معاني التقدير والامتنان، وأسمى معالم الجودة والشموخ والعرفان على الموافقة السامية، والإذن والقبول لدرجة الدكتوراه الفخرية في مجال خدمة القرآن وعلومه لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، من قبل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

الجامعة التي تحمل اسم المؤسس الأول عنوانا لها، جامعة التميز والريادة، والعلم والأدب واللغة والفكر، والتي أسهمت منذ نشأتها - وبحمد الله- في خدمة هذا البلد المعطاء، ولما رأى معالي مديرها وقائدها الوزير الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أباالخيل وأعضاء مجلس الجامعة ومنسوبي الجامعة من الجهود المبذولة، والمنجزات الكبيرة، والآثار الظاهرة، والأقوال الواضحة المقرونة بالأفعال البينة، من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في العناية والخدمة لأعظم كتاب، وأعظم كلام، وأفصح خطاب، محكم البيان، إنه القرآن والفرقان، الكتاب الخالد، {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}، الهادي إلى الطريق الأقوم {إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}

ولقد شرف الله - جل شأنه- الملك سلمان بن عبدالعزيز بخدمة القرآن، الذي نشأ عليه حفظا وتعلما وقراءة والتزاما وعملا، وقام على تعظيمه إلزاما وإقراء، وأشرف على تعليمه بشتى الوسائل ومختلف الطرق، فبإنشاء المعاهد والمدارس تارة، وبالمسابقات والتحفيز تارة، وبرعاية الجمعيات المخصصة للقرآن تارة، وبطباعة المصاحف وتفسير القرآن ونشرها تارةً، وبرعاية معلمي القرآن تارة، وبترجمة معاني القرآن تارة، وبإنشاء الكليات والأقسام الخاصة بالقرآن، وجعله مصدراً رئيساً في كل شؤون البلد.

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يولي القرآن الكريم العناية الفائقة، والخدمة الكبيرة، وذلك نتيجة للتنشئة التي نشأ عليها الملك - يحفظه الله-، والغرس الذي زرعه الوالد المؤسس الملك الصالح الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله- في نفوس أبنائه، حتى آتى أكله، وأينع خراجه، ففي صباح يوم الأحد الموافق 12 شعبان 1364هجريا احتفلت مدرسة الأمراء بختم الأمير سلمان نجل جلالة الملك المعظم للقرآن الكريم

(صحيفة أم القرى- العدد الصادر يوم الجمعة في 24 شعبان 1364هجريا)

وما زال نور القرآن نبراسا لخادم الحرمين الشريفين إدراكا منه -يحفظه الله-  بأن الخيرية معقودة في من يعلم القرآن ويتعلمه، قال صلى الله عليه وسلم :" خيركم من تعلم القرآن وعلمه"، وإيمانا منه بأن القرآن هو العاصم من الضلال، قال صلى الله عليه وسلم: ((تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، كتاب الله وسنتي)).

ولنلق النظر قليلاً، ونرخ السمع شيئاً، على إحدى كلمات خادم الحرمين الشريفين التي ألقاها إبان رعايته لحفل اختتام مسابقة حفظ القرآن الكريم، هذه الكلمة التي تبين كثيراً، وتفصح عن مكنون واعتقاده ومنهجه- يحفظه الله-:

((فإنه يُسعدني الإحتفاءُ بتكريمِ نخبةٍ من الأبناءِ الذين حملوا في صدورهم أعظمَ كتابٍ وهو القرآنُ الكريم ففيه السعادةُ والطمأنينةُ وفيه الخيرُ والبركةُ لمن تمسك به وعمل بما فيه . أيـهـا الإخــوة : إن من أجّلِ النعمِ على أمةِ الإسلام نعمة القرآن الكريم الذي نزل بلسانٍ عربي مبين , فكلما تمسكنا بهدية في جميع شؤوننا كانت لنا العزةُ والمنعةُ وكلما بعدنا عنه أصابنا الذلُ والتفرقُ . قال صلى الله عليه وسلم : ( إن اللَه يرفعُ بهذا الكتابِ أقواماً ويضعُ به آخرين ) , وإننا نشكرُ اللَه تعالى أننا نعيشُ في دولةٍ مباركةٍ تطبق أحكامَ الشريعةِ منذ أن أسسها الإمام الباني الملكُ عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ــ طيب الله ثراه ــ وأبناؤه من بعده الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد ــ رحمهم الله ــ فقد اتخذت من كتابِ الله العزيز وسنةِ نبيه المصطفى دستوراً يَحكم جميع مناحي الحياة فيها كما نصت علية المادةُ ( السابعة ) من النظامِ الأساسي للحكم..... أبنائي حفظه كتاب الله الكريم : إن عليكم أيها الأبناء واجباً عظيماً تجاه دينكم ثم وطنكم , فحافظُ القرآن لا بدَ أن يكونَ قدوةً فاعلةً وأن يتخلقَ بأخلاقِ القرآن وبسيرةِ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله أفضلُ الصلاةِ والسلام حتى يكون نافعاً لدينه ووطنه ومجتمعه . وإن على أبنائي الطلاب أن يتحصلوا على العلمِ النافعِ الذي يحميهم بعد اللهِ تعالى من الانحراف , وأن يطبقوا مبدأ الوسطية التي حث عليها ديننا الحنيف بلا غلوٍ ولا تفريط))

فإنها لمناسبة تأريخية من مناسبات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وإنه لمنجز كبير من منجزاتها، وتاج على كل منتسب لهذه الجامعة بانتساب المليك إليها.

هذه الجامعة التي جعلت القرآن أساسا في مقرراتها، ومنهجا رئيسا فيها، وتضم في جنباتها قسما من أهم أقسامها؛ إنه قسم القرآن وعلومه، إضافة إلى الأقسام الشرعية الأخرى والذي القرآن الكريم منبعا لها.

وفِي الختام أتوجه بالشكر الجزيل والدعاء الخالص لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على الموافقة التي شرف الجامعة ومنسوبيها بها على منحه إياه درجة الدكتوراه الفخرية.

ونزجي أعبق التهاني مقرونة بالشكر والامتنان لمعالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور/ سليمان بن عبدالله أباالخيل ولكافة منسوبي الجامعة على موافقة خادم الحرمين الشريفين على الدكتوراه الفخرية الممنوحة له من قبل الجامعة في مجال خدمة القرآن وعلومه.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

--
22/08/1439 03:18 م
آخر تعديل تم على الخبر:
2500-2499-2497-2492-2491-

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ