الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد , فإن مما يفخر به كل مواطن في بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية وجود جامعة عريقة جمعت بين الأصالة والمعاصرة وعلوم السيادة والريادة ونفع المسلمين في الداخل والخارج وهي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية التي حظيت باهتمام ورعاية ولاة الأمر منذ أسس نواتها الملك المؤسس الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل وكانت محل اهتمام أبنائه البررة حتى عصر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي كان يرعى هذه الجامعة رعاية خاصة منذ أن كان أميرا لمنطقة الرياض, ومن أوجه اهتمامه حفظه الله بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية صدور موافقته السامية الكريمة على افتتاح ثلاثة معاهد تابعة لمعهد العلوم الإسلامية والعربية التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في جاكرتا انطلاقا من اهتمام المملكة بالمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وتحقيقا لقول الله تعالى(وتعاونوا على البر والتقوى) ، حيث يرعى معالي الوزير الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل، مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، عضو هيئة كبار العلماء، رئيس المجلس التنفيذي لاتحاد جامعات العالم الإسلامي، افتتاح المعاهد الثلاثة بإندونيسيا، إلى جانب تدشين عدد من المشروعات والبرامج العلمية والأكاديمية، ووضع حجر الأساس لمشروع بناء أرض الجامعة في رامبوتان، وتوقيع اتفاقيات التعاون العلمي مع بعض الجامعات الإندونيسية.
وإن هذه الموافقة السامية جاءت لتؤكد الدور الريادي الذي تقوم به جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في تدريس العلوم الشرعية والعربية والحفاظ على الوسطية وتعزيز الهوية الإسلامية السمحة، كما أن الجامعة لديها خبرة طويلة تمتد إلى أربعة عقود في مجالات التعاون العلمي والأكاديمي في العديد من الدول من خلال معاهدها في الخارج، إضافة إلى إشرافها على مؤسسات أكاديمية وتعليمية في الخارج،تسعى من خلالها إلى تعليم اللغة العربية ونشر العلوم الشرعية لأبناء الأقليات المسلمة، وبناء علاقات ناجحة مع الجهات التعليمية والدوائر الحكومية والأهلية في مجالات التدريس والدورات والندوات وتنمية المهارات وتفعيل العلاقات الطيبة والحسنة وتبادل الخبرات العلمية والبحثية، في ضوء رسالتها وأهدافها المنطلقة من كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ومبادئ شريعة الإسلام الحقة وفي ظل توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - بنشر اللغة العربية والعلوم الإسلامية.
وإنني بهذه المناسبة أتقدم لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - بالشكر الجزيل بعد شكر الله تعالى على دعمه السخي لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ومن ذلك الموافقة السامية على هذه المشروعات العلمية المتميزة في أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان وهي إندونيسيا، التي تهدف لنشر اللغة العربية وتعليمها وتعزيز قيم الوسطية والاعتدال والسماحة ومحاربة الإرهاب و نبذ الغلو والتطرف وعوامل الفرقة والاختلاف من خلال غرس القيم الإسلامية السمحة في طلاب وطالبات المعاهد في الخارج, فكان إنشاء تلك امتدادا لنجاح معاهد الجامعة في الخارج وما حققته من سمعة طيبة بين المتعلمين والعلماء والمثقفين ورجال الفكر والثقافة لاسيما في أندونيسيا حيث الإقبال الكبير عليها من قبل الطلبة الإندونيسيين، وكان لها الأثر الواضح المتمثل بجودة خريجي المعهد حيث يشغلون مناصب مرموقة في إندونيسيا وكانت لهم إسهامات ومشاركات إيجابية في المجالات العلمية والتربوية والقضائية والبرلمانية والسياسية .
وختاما ومن منطلق الحديث الصحيح (من لا يشكر الناس لا يشكر الله)أتقدم بشكر معالي الوزير مدير الجامعة عضو هيئة كبار العلماء على جهوده الكبيرة المتميزة في النهوض بجامعة الإمام والقيام بدورها الريادي علميا وعمليا في الداخل والخارج في ظل رعاية وتوجيهات ودعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده وسمو ولي ولي عهده , وأسأل الله تعالى أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء ومكروه وأن يديم علينا نعمة العقيدة والإيمان والأمن والأمان والاستقرار وأن يصرف عنا كيد الكائدين ومكر الماكرين.
د.عمر بن عبدالرحمن العمر
عميد مركز دراسة الطالبات بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية
وعضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء