إن من نعم الله العظيمة التي تستوجب منا الشكر والحمد والثناء, أننا ولدنا في ثرى هذه الأرض المباركة وفي ظل هذا الوطن وتحت مظلة هذه الدولة الأبية والحكومة الرشيدة التي توارثت المجد والعزة منذ عهد المؤسس العظيم -المغفور له بإذن الله- الملك عبدالعزيز آل سعود- طيب الله ثراه - الذي وحَّد البلاد ولمَّ الشتات وقضى على مظاهر الجاهلية والعصبية القبلية والتنافر والتباغض تحت راية التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله ، وفي كنف الشريعة الإسلامية والعقيدة السليمة التي تقوم على المنهج القويم والفكر السليم إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه من المجد والعزة والنهضة والتقدم والحضارة في ظل خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين محمد بن سلمان بن عبدالعزيز-حفظهما الله-
وها نحن الآن في هذا العام نحتفل بعام جديد يسجل في صفحات التاريخ العظيم للوطن، وذكرى مجيدة تتجدد كل عامٍ في توحيد هذا الوطن الشامخ والكيان العظيم نعيد فيه الأذهان إلى صحف سطرت من نور بالخير والسلام والعزة والشموخ في بلد انبثق منها نور الإسلام وولد فيها سيد الرسل وخاتم النبيين مبعوثا سماويا حاملاً الرسالة الخالدة والهداية الربانية للبشرية وللكون أجمع.
إن هذه الذكرى الخالدة والمناسبة العظيمة التي تتجلى في يومنا الوطني هي نعمة من نعم الله نتذكر فيها الأمن والرخاء، وسلامة الدين والعقيدة، ونرى ما وصل إليه وطننا الغالي من التطور والازدهار والنمو والتقدم في مختلف ميادين العلم والمعرفة والثقافة والاقتصاد والحضارة في تجربة متطورة ونماء فريد ، وما يتميز به وطننا الحبيب هو ما يحافظ عليه من قيم إنسانية وأخلاقية جعلت حب الوطن والانتماء له في قلب كل مواطن، بل تجاوزت ذلك إلى أن محبتها تربعت في قلب العالم العربي والإسلامي.
إن هذا اليوم الوطني العظيم يذكرنا بعزم الرجال والتضحيات التي بذلوها في سبيل ما وصلنا إليه الآن وتستمر قصة هذه المسيرة الحافلة بالتاريخ المجيد في هذا العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وولي عهده الأمير الشاب محمد بن سلمان -وفقه الله- قائد المسيرة التطويرية, وصاحب رؤية 2030 المستشرفة للمستقبل والمتطلعة للتميز والتطور والأمن والرخاء والتي تضمنت من الخطط والبرامج والمبادرات المختلفة في شتى الجوانب التنموية والخدمية والبنى التحتية ومشاريع النهضة الحضارية عبر نقلات نوعية تجاوزت الآفاق وفتحت كل أبواب التقدم والتطور على أسس ثابتة منهاجها المبارك التمسك بكتاب الله وسنة رسوله وتحقيق العدالة السماوية والرقي بالفرد والمجتمع وتحقيق تطلعات أبناء الوطن وأمانيهم.
وحيث إن المملكة العربية السعودية هي قلب العالم الإسلامي وملاذه ،فقد تعززت مكانتها عربياً وإسلامياً وحتى دولياً في المحافل الدولية بما تواصله من جهود خيرة في دعم السلام العالمي ونصرة القضايا الإنسانية العادلة مؤكدة التزامها بمرتكزات قوية وثوابت راسخة ميزتها في سياستها الخارجية والتزامها بالعهود والمواثيق الدولية واحترام مبدأ السيادة والرفض الحاسم لمحاولة التدخل في الشؤون الداخلية والدفاع المتواصل عن القضايا العربية والإسلامية والسعي الجاد لتحقيق التضامن الإسلامي والعربي من خلال العمل الجاد على تنقية النفوس وتوحيد الصفوف وتقريب وجهات النظر ومواجهة المخاطر والتحديات التي تواجهها فضلاً عن جهودها في تحقيق الأمن والاستقرار في العالم.
كما حمل هذا العهد الزاهر على عاتقه محاربة ومكافحة التطرف والإرهاب بجميع صوره وأشكاله والتصدي لمنطلقاته الفكرية وهدم معتقداته الخبيثة الفاسدة لزعزعة الأمن والاستقرار في هذا الوطن الحبيب.
ومما يزيد جمال مناسبة اليوم الوطني وذكراها هذا العام، أنها جاءت بعد أن عاشت بلادنا موسم حج جاوز في نجاحه كل التوقعات وحاز على كل الامتيازات من أمن وخدمة لحجاج بيت الله من كافة بقاع الأرض ودول العالم جعلت العالم كله يقف إعجاباً وانبهاراً مما وصلت إليه المملكة العربية السعودية من إدارة وتنظيم وخدمة لا مثيل لها. وهذا كله بفضل الله عز وجل ثم بفضل جهود ولاة الأمر وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.
وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية من ضمن منظومة التعليم تضع على عاتقها وبقيادة ربانها معالي الوزير مدير الجامعة الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل مزيداً من الاهتمام والعناية ببرامج متعددة تعزز اللحمة الوطنية وتفعل جانب الولاء والطاعة لولاة الأمر ولاسيما في الأيام المجيدة كاليوم الوطني.
وبهذه المناسبة أرفع لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولمقام ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز والأسرة المالكة -حفظهم الله -أصدق التهاني وخالص التبريكات بهذه الذكرى العظيمة.
كما أتوجه في هذه الذكرى الوطنية العزيزة بالتهنئة لجنودنا البواسل المرابطين في الحد الجنوبي وحماة الدين والأرض والوطن في كل حدود المملكة وثغورها بهذه المناسبة سائلاً الله عز وجل ومتضرعاً بالدعاء لهم بالتمكين والعزة والنصر على أعداء الله وأعداء دينه وأعداء هذا الوطن الحبيب , كما أهنيْ بهذه المناسبة المجيدة والذكرى العظيمة الشعب السعودي كافة سائلاً الله عز وجل أن يحفظ ولاة أمرنا أجمعين وأن يديم على هذه البلد المبارك نعمة الأمن والأمان ودوام العزة والاستقرار وأن يحفظه من كيد الأعداء الحاقدين والمعتدين وأن يبقيه ذخراً للإسلام والمسلمين
أ.د. أحمد بن عبد الرحمن الجهيمي
عميد عمادة تطوير التعليم الجامعي