تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 قرار القيادة .. بلغة الريادة عمق الإدراك لمصلحة الوطن والمواطن، والحرص على درء الشرور والمخاطر.. في ظل أمن وارف .. وقيادة حكيمة

 
د. محمد بن سعد الدكان   مدير قناة الجامعة

​تشرق شمس هذا اليوم عليك أيها الوطن العظيم وأنت لاتزال تثبت لأبنائك أن حصنك هو الأقوى والأرسخ، وقيادتك هي الأوفى، ورؤاك هي الأعلى وترابك هو الأغلى.

إن الأوطان تعْظُم في نفوس أبنائها بقدر ما يشعرون فيها بمراعاة مصالحهم العامة وتسهيل حياتهم وتوفير عيشهم الكريم الذي يضمن حقوقهم وأعلاها حق حرية اختيارهم لما يريدون وفق خط المصلحة العامة.

لقد أثبت لنا القرار السامي بتمكين المرأة من حقها في اختيار قيادة السيارة؛ أننا تحت ظل قيادة حكيمة تأخذ بالحسبان الاهتمامَ بلغة مراعاة المصالح، التي هي لب السياسة الشرعية المنوطة بها كقيادة.

وحين تتخبط بعض المجتمعات من حولنا في قضاياها المهمة؛ تدرك قيادتنا الرشيدة أن انطلاقها من مبادئ الشريعة الإسلامية هو أكبر رافد ملهم لتحقيق التقدم والرخاء، وأن روح الشريعة الغراء استحضار لغة المصالح في خطابها واختيارها، فقد يكون الأمر لم يحقق المصلحة بالأمس، لكنه اليوم عين المصلحة وغاية الخيرية، ولا شك أن أعلى الفهم هو فهم مرونة الشريعة وصلاحية مبادئها لتلبية ضرورات وحاجات العباد.

إن الحياة الطيبة مطلب الناس وغايتهم، وإن الحديث عن المفاسد وراء قيادة المرأة هي اتهام لهذا المجتمع الذي تعلم الدنيا كلها أنه يولي عناية خاصة بالمرأة، هي مخاوف افتراضية وسور من الوهم قيد كثيراً من الانطلاق والتعامل بإيجابية مع متطلبات العصر وضرورياته، في وقت ندرك فيه حاجة المرأة لرعاية أسرتها وقضاء حوائجها، وممارسة دورها في المجتمع،  بل حاجة رب الأسرة إلى تخفيف الأعباء عنه، فضلاً عن الأمن والاستقرار الذي ننشده.

  وهنا أستأنس بما ألمح إليه معالي شيخنا الشيخ  الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل عضو هيئة كبار العلماء ، مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية من أن "الملك سلمان حفظه الله يعتمد التطوير المعتمد على الصلاح والإصلاح ومحاربة الفساد والإفساد، وحفظ الحقوق، وحماية الثوابت أن تمس، وتلكم معادلة مهمة، تحقيق التوازن فيها حماية للأمن العقدي والفكري، وحصانة للأجيال القادمة، وانطلاق من نصوص الشرع وقواعده ومقاصده العامة والخاصة، إِذْ لا يخفى أن المقصد العام من الشرع هو تحقيق المصالح، ودرء المفاسد أو تقليلها".

وقال: "إن مسايرة العصر، ومواكبة المتغيرات، والبحث عن أفضل الممارسات، والارتقاء بالخدمات وفق هذه المعطيات هو روح الصلاح والإصلاح، وهو حكمة الله في الاستخلاف ما دام المؤطر لهذه التصرفات هو ثوابت هذه الشريعة ومحكماتها".

وقد أكد مراراً على ان "ولاة أمرنا عندما يتخذون قراراً فإنما يبنونه على مبادئ وثوابت وجلب مصالح ودرء مفاسد عن هذه البلاد وأهلها بمقدساتها ومكتسباتها ومقدراتها والأدلة الشرعية والأثرية والنظرية تدل على ذلك".


وقد راعى الأمر السامي الاستناد على تعاليم الشريعة والعودة إلى العلماء، وتقدير المصالح والمفاسد، وناقشه مجلس الشورى في عدد من جلساته، وهذه سياسة شرعية حكيمة وأخذ بالوصية القرآنية (وأمرهم شورى بينهم) وتأكيد على مكانة هذه الشعيرة في نفوس ولاة الأمر حفظهم الله منذ عهد مؤسس مملكتنا الغالية الملك عبد العزيز رحمه الله.


فيا وطن المجد والشموخ، مرحباً برؤيتك الملهمة، وهنيئاً لأبنائك الكرام بحكمة قيادتك وشمولية نظرتهم واعتنائهم بباب المصلحة الذي هو باب كل تقدم وانضباط وازدهار.


ملك الكرامة والندى

عش ما حييتَ مُسدّدا


يفديك شعبٌ شامخٌ 

منك استقى معنى الفدا


لولي عهدك رؤيةٌ

مدّت لموطننا يدا


سلمان رمزٌ ملهمٌ

ومحمدٌ يبني الغدا


د. محمد بن سعد الدكان 

مدير قناة الجامعة 



--
22/08/1439 03:21 م
آخر تعديل تم على الخبر:
 

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ