الرعاية الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - لمؤتمر واجب الجامعات السعودية وأثره في حماية الشباب من الجماعات والأحزاب والإنحراف في ١١-١٢ جمادى الأولى ١٤٣٩هـ فخر للجامعة ومنسوبيها، هذه الرعاية الكريمة ليست بغريبة على ولاة أمر هذه البلاد المباركة التي أسست منذ الدولة السعودية الأولى على كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فقد قدم ولاة أمر هذه البلاد الكثير لخدمة هذا الدين الحنيف وحماية الفكر والشباب من الانحراف على كافة المستويات السياسية والفكرية والأمنية والإعلامية. وتنظم جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية هذا المؤتمر انطلاقاً من رؤيتها ورسالتها السامية لخدمة الدين ثم المليك والوطن. إذ تسهم هذه الجامعة العالمية بنشر الوسطية والقيم الإسلامية من خلال التعليم والتعلم والبحث العلمي وخدمة المجتمع عبر فروعها المحلية والدولية. ويأتي هذا المؤتمر ضمن سلسلة من المؤتمرات والندوات والمحاضرات التي تنظمها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية انطلاقاً من دورها الفعال في نشر المعرفة ودعم البحث العلمي وفق خطط مدروسة لتحقيق مؤشرات الأداء الرئيسية والفرعية للجامعة والتي تسهم بلا شك في تحقيق الرؤية الوطنية لهذه البلاد العريقة، كما أن مثل هذه المؤتمرات تتيح للشباب الحضور والالتقاء بالعلماء وطلاب العلم وفتح باب الحوار والمناقشات التي تنير الطريق أمام الشباب وتكشف لهم المغالطات التي قد تجعلهم فرصة للمتربصين بعقيدة هذه البلاد وشبابها.
فالجامعات بشكل عام لها دور مهم في حماية وتوجيه الشباب، فهي تنتج الموارد البشرية ذات الخبرات والمهارات العلمية من خلال البناء والاستثمار في العقول البشرية للطلاب ومن ثم الخريجين الذين سيصبحون أعضاء فاعليين في المجتمع ككل، ومما لا شك فيه أن للجامعت دور كبير في حماية الشباب من الانحراف الذي سيعيق عملية الاستثمار في الإنسان. وبالتالي الحماية من الانحراف تأتي ضمن دور الجامعات الريادي لبناء وتوجيه الشباب على الوسطية والتعايش والتسامح. وأعتقد أن هذا واجب على كل فرد ومؤسسة في هذا الوطن الذي به أمنا ونعمنا وتعلمنا، وما تقوم به جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بقيادة معالي الوزير الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله ابا الخيل ماهو إلا وجب ديني ووطني وزكاة للعلم والخبرات التي استثمرت في هذه الجامعة العريقة من قيادات هذا البلد على مر العقود السابقة، كما أنها بهذا الدور الريادي تبين بالبرهان دورها الفعال لتحقيق الوسطية الدينية في المجتمع انطلاقاً من دورها الأكاديمي كجامعة إسلامية عالمية.
د.عبدالله بن عبدالرحمن الأسمري
عميد عمادة التقويم والجودة