الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد
تعد الجامعة من أكثر المنظمات الفاعلة في المجتمع، فمن خلالها يتم توجيهه نحو تحقيق أهدافه وطموحاته ومن ثم استشراف مستقبله، إذ يتم في الجامعة العمليات التعليمية والتربوية والمناشط الثقافية، ويتم فيها غرس المعتقدات والمبادئ والقيم والاتجاهات وبناء السلوكيات إضافة إلى تزويد الطلبة بالمعارف والمهارات اللازمة لبناء مستقبل مستدام بإذن الله .
وفي المملكة العربية السعودية أدركت الدولة منذ وقت مبكّر أهمية التعليم لتحقيق التنمية الشاملة للمجتمع، حيث أشارت وثيقة التعليم في المملكة الصادرة عام ١٣٩٠هـ إلى الاهتمام بتنمية الفرد وتعليمه وتنشئته النشأة الإسلامية الصحيحة القويمة المبنية على العقيدة السليمة وفق مبادئ وأسس الشريعة الإسلامية ومقاصدها، وتطبيقها منهجاً متكاملاً للحياة .
وانطلاقاً من دور الجامعات في تحقيق وظائفها التعليمية والبحثية والمجتمعية فإن الجامعات السعودية مناط بها تحقيق ذلك من خلال المناهج والوسائل والأدوات التي تتناسب مع متطلبات الواقع .
وفي هذا الإطار تنظم جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية مؤتمر "واجب الجامعات السعودية وأثرها في حماية الشباب من الجماعات والأحزاب والانحراف" وذلك برعاية كريمة من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، وإشراف مباشر ومتابعة من معالي مدير الجامعة عضو هيئة كبار العلماء الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل وفقه الله، حيث يهدف المؤتمر
إلى إبراز جهود المملكة العربية السعودية في توعية الشباب السعودي وحمايتهم من الأفكار المنحرفة والأحزاب والجماعات، وتعزيز دور الجامعات السعودية في توعيتهم وتوعية المجتمع من تلك الجماعات والأفكار الضالة، كما يهدف المؤتمر إلى إبراز جهود جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في حماية المجتمع والشباب السعودي من ذلك، إضافة إلى تعريف الشباب السعودي بواجبهم الشرعي نحو وطنهم وولاة أمرهم ومجتمعهم وحمايتهم من خطر التحزب والتكفير والإلحاد والخروج على ولاة الأمر .
وحيث إن المملكة العربية السعودية وطن الإسلام والتوحيد وبلد الاعتدال والوسطية تقوم على منهج الدين القويم وشرعته الظليلة ، فإن واجب الجامعات عظيم ودورها كبير في إظهار ذلك وبلورته وذلك من خلال اتخاذ السبل والآليات والأدوات المناسبة لإيضاح المنهج السليم لأبناء وبنات الوطن ، والعمل على بذل كافة الجهود والتكاتف لحمايتهم وحفظهم وتوسيع مداركهم وتوجيهها الوجهة السليمة وفق المنهج الإسلامي القويم القائم على الوسطية والاعتدال والسماحة، حيث أن التعامل الإيجابي مع هذا النوع من القضايا يستلزم البحث والتقصي والتحليل الذي يؤدي بدوره إلى فهم المنطلقات والسياقات والمآلات ، ومن ثم وضع الأطر العملية الكفيلة بمواجهة هذه التحديات .
وحيث تعتبر جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أنموذجاً مثاليا في تحقيق المنهج الوسطي المعتدل من خلال الدور الريادي الذي تقوم به ، فهي تعمل في هذا الإطار على نشر العلوم الشرعية واللغة العربية وما يدور في نطاقهما، وذلك بتعزيز قيم الوسطية والاعتدال والسماحة ونبذ الغلو والتطرف من خلال برامجها ومناشطها المتنوعة في كلياتها ومعاهدها المتعددة ، إذ تعمل على غرس القيم الإسلامية السمحة في طلاب وطالبات الجامعة وفي المجتمع ، وذلك من خلال رؤيتها ورسالتها وأهدافها التي تسعى إلى تحقيقها بما يخدم الدين والوطن .
وفي الختام أسأل الله العلي القدير أن يحفظ وطننا المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز يحفظهما الله .. وأن يحفظ شبابنا وشاباتنا و مجتمعنا إنه على ذلك لقدير ، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
الدكتور يوسف بن عبدالرحمن الشبل
عميد أعضاء هيئة التدريس