تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 ميزانية الخير: قوة الاقتصاد، ومتانة الأسس، وتحقيق الرؤى

 
د. ابراهيم بن محمد قاسم الميمن  وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لشؤون المعاهد العلمية

​الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، وبعد :

فإن قوة كل دولة ينبع من أسسها المتينة، وثوابتها الراسخة، وثقلها السياسي والاقتصادي، واستقرار معيشة مواطنيها في شتى مجالات الحياة، ومملكتنا الحبيبة وبلادنا الغالية، المملكة العربية السعودية بلد العطاء والنماء، مملكة التقدم والازدهار والرقي في مصافِ الدول المتقدمة، وما شهدناه في هذا اليوم الثلاثاء الأول من شهر ربيع الآخر من صدور ميزانية العطاء والنماء، وإطلالة مليكنا المفدى وإمامنا المسدد، ملك الحزم والعزم، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ليعلن عن ميزانية البلاد لهذا العام،  وليبهج المواطنين بهذه الخيرات التي منّ الله بها على هذا الوطن المبارك، فهي الميزانية الأكبر في تأريخ هذه البلاد الغالية، والأكثر سخاء من حيث الإنفاق، وكان الاعتماد فيها على الصادرات غير النفطية هو الأعلى، مما يشكل حلمًا مزهرًا، وتحقيقًا لرؤية المملكة 2030م، التي تعزز الاستدامة المالية، والتنوع الاقتصادي الذي لا يعتمد على مصدر واحد، وينتج عنه الكفاءة في الأداء الحكومي، والبناء الاقتصادي المتين، رغم كل الظروف والتقلبات، والأزمات التي تحيط بنا من كل جانب، وما من شك أن هذه الميزانية بما توافرت عليه من مقومات، وما تميزت به من مستجدات ورؤية وتخطيطات لها دلالات مهمة، ومؤشرات لا يمكن التغافل عنها، أما أولها وأهمها: فهي أنها من عطاءات الرب الكريم، ومنح الواهب الجليل، الذي من علينا بقادة أفذاذ، وحكام ميامين، خططوا بإبداع، وأبدعوا في التخطيط، لاحتواء آثار أزمات الاقتصاد العالمي، وموازنة الإيرادات والمصروفات العامة للدولة ليصبح الإجمالي العام للميزانية مستقرًا، وتغطية كافة الاحتياجات للقطاعات الحكومية، وصدورها بهذه الصورة المتوازنة المثالية تستوجب منا أن نشكر الله عز وجل، وأن نحمده على آلائه، والشكر طريق الزيادة، وشاهد الاختصاص، وعنوان الفلاح، «وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم»، ومن شكر الله شكر ولاة أمرنا الأوفياء، وحكامنا الأماجد، الذين كتب الله هذه الخيرات على أيديهم، ومنحهم حسن التخطيط والتدبير، وعلى رأسهم مليكنا المفدى، خادم الحرمين الشريفين الملك/ سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، صاحب السمو الملكي الأمير/ محمد بن سلمان بن عبد العزيز -حفظهم الله وأمد في عمرهم على الطاعة-.

ومن شكر هذه النعم تحمل الأمانة، وأداء المسؤولية، والحفاظ على وحدة الصف، واللحمة والاجتماع، ومقاومة المغرضين والمندسين والحاقدين، الذين توافروا على التقنيات للتحريض والتشويش والتشكيك، والطعن في هذه البلاد وقادتها وعلمائها، ودعائهما الاقتصادية والسياسية، وقد أخرسهم الله بما حملته هذه الميزانية المباركة من أرقام وتوجيهات، أخلفت كل توقعاتهم، والمسؤولية عظيمة لإظهار هذه الفضائل، وتذكير الجميع بحجم النعم.

أما الدلالة الثانية وهي امتداد لما سبق فما من شك أن من أعظم مؤاشراتها ما تعيشه مملكة الإنسانية والسلام من أمن وأمان وإيمان واستقرار وطمأنينة، فرغم ما يعيشه الاقتصاد العالمي من انهيارات وتحولات، وما تعيشه بلادنا من متغيرات تتعلق بالنفط، وحروب في جنوب المملكة ضد أهل الخسة والغدر، أذناب الصفويين الحاقدين، وكذلك ما تعيشه البلدان المجاورة لنا من فتن وتحولات وتغيرات إلا أن الله حمى هذه البلاد، ومكن لها، وزادها عزا وتمكينا، وجعلها رخاء سخاء، وهذا يعزى إلى ما تتميز به بلادنا من حماية توحيد الله، وإقامة شريعة الله، وتحقيق العدل بين المواطنين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مصداقا لقول الله عز وجل: «ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض»، وقوله: «الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور».

ومن دلالاتها المهمة: قوة الأسس الاقتصادية التي بني عليها الاقتصاد السعودي، والرؤى السديدة، والخطط الرشيدة، وفي مقدمتها رؤية المملكة 2030، تلكم الرؤية السديدة، التي أثبتت قوة التخطيط، وبُعد النظر، ومكانة الوطن والمواطن في قلوب ولاة أمره، ليكون هذا التسديد الذي ستثبت الأيام عظم آثارها، وعمق النظر فيها، وحجم الجهد فيها، وما بنيت عليه من أسس منهجية راعت فيها الدولة تحقيق النمو والتوازن المطلوب، والترشيد الذي يعين على تلبية المطالب، وتحقيق الاحتياجات، رغم كل الظروف والتحولات، وهي تتطلب منا جميعًا المزيد من التكاتف والتعاون والتلاحم لنكون صفاً واحداً يسهم كل منا بما يستطيعه في بناء صروح التنمية والرقي والتطور والنماء، والصبر والمصابرة لتحقيق الظفر في جميع أمور الحياة.

ومن هنا فإنني أغتنمها فرصة وأرفع التهاني والتبريكات لمقام إمامنا ووالدنا المسدد خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، -أيدهم الله-بمناسبة ما أفاء الله علينا من هذه الخيرات، وأسأل الله أن يجعلها بركة ونماء، وأن يحفظ علينا هذه النعم من الزوال، وأن يوفق ولاة أمرنا بتوفيقه ويسددهم بتسديده ويجعلهم ذخرا لهذا الوطن وللأمة الإسلامية، وأن ينصر جنودنا ويحفظهم ويسدد رميهم، إنه سميع مجيب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

د. ابراهيم بن محمد قاسم الميمن

وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لشؤون المعاهد العلمية

والأســتـــاذ فـــي الــمــعــهـــد الــعــالــي للـقـضـــاء، 


--
22/08/1439 03:24 م
آخر تعديل تم على الخبر:
 

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ
    الخميس 03/04/1439 هـ 21/12/2017 م
    المصدر:الإدارة العامة للإعلام والاتصال
    التقييم:
    الكلمات الدلالية
    ميزانية الخير، قوة الاقتصاد، متانة الأسس، تحقيق الرؤى،ثوابتها الراسخة،ثقلها السياسي والاقتصادي،استقرار معيشة مواطنيها،ملك الحزم والعزم، خادم الحرمين الشريفين