تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 الأمر الملكي بإنشاء مجمع الحديث النبوي الشريف ,,, شرف العناية وعِظم الغاية

 
 بدر بن ناصر الجبر  عميد الدراسات العليا

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين والمبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

فإن صدور الأمر الملكي الكريم من لدن مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله- بإنشاء "مجمع باسمه - وفقه الله- للحديث النبوي الشريف"، أثلج وأسعد صدور أهل السنة والجماعة، وأغاض أعداء الإسلام والسنة ومعهم أهل البدع والأهواء والغلو والتطرف، فسلمت للإسلام والمسلمين      يا سلمان الحزم والعزم، وحزت الفضائل كلها فأنت خادم الحرمين، وأنت خادم الوحيين، فوالله إنه لشرف ما بعده شرف، وفخر ما بعده فخر، وعز ما بعده عز، كيف لا؟! وهو من نبل غايته كاد أن يبلغ الثريا، فالناظر في الأمر الملكي الكريم وما تضمنه من  حيثيات " أنه نظراً لعظم مكانة السنة النبوية لدى المسلمين كونها المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم ، واستمراراً لما نهجت عليه هذه الدولة من خدمتها للشريعة الإسلامية ومصادرها، ولأهمية وجود جهة تعنى بخدمة الحديث الشريف وعلومه جمعاً وتصنيفاً وتحقيقاً ودراسة " أضف إلى ذلك ما تضمنه النظام الأساسي للحكم في هذه البلاد الطاهرة من أن دستورها الذي يقوم عليه الحكم فيها وتنطلق منه جميع الأنظمة: هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وكذلك ما تميزت به من كونها مهبط الوحي وأرض الرسالات ومنطلق الإيمان وبلد الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، يجد أنه قد عاد الزمان بهذه الدولة المباركة  إلى زمن خير القرون حتى اتصلت بدولة الخلافة الراشدة علمًا وعملاً وسياسة وحكماً.

 حينئذ كان الأمر بإنشاء هذا المجمع امتداداً طبيعياً لما نهجت عليه هذه الدولة المباركة من خدمة للشريعة الاسلامية، وللإسلام والمسلمين، ولمصادر التشريع الإسلامي، المتمثلة في القرآن الكريم والسنة النبوية.

وكان امتداداً طبيعياً للعناية والاهتمام الكبير من لدن مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز- أيده الله - بالشريعة المطهرة ومصادرها الأصيلة منذ نشأته في كنف والده المؤسس الملك الصالح الإمام العادل عبدالعزيز بن عبدالرحمن ــ طيب الله ثراه ــ حيث حفظ القرآن في مقتبل عمره وتعلم أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان القرآن الكريم والسنة النبوية منهج حياة لمقامه الكريم. ولا شك أن الاهتمام بالسنة النبوية ونشرها وتوثيقها من أجل وأعظم الأعمال عند الله تعالى وهو من العلم الذي ينتفع به والصدقة الجارية التي تبقى للعبد ذخراً له عند الله تعالى, قال صل الله عليه وسلم (( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له ))  وهي كذلك من أعظم أبواب البر والأجر  لقوله صل الله عليه وسلم (( من دعى إلى هدى فله من الأجور مثل أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيئاً )) 

ولا شك أن مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود للحديث النبوي بالإضافة إلى سابقه مجمع الملك فهد ــ رحمه الله تعالى ــ لطباعة المصحف الشريف الشريف)) من أعظم الأسباب التي وفق الله تعالى قيادة هذه البلاد المباركة لها؛ حفظاً لدينه وللوحيين، وهو تأكيد لما قامت عليه رؤية المملكة العربية السعودية 2030 حيث نصت على أن مكانتنا في العالم الاسلامي ستمكننا من أداء دورنا الريادي كعمق وسند للأمتين العربية والاسلامية. 

ولا شك أن هذا القرار التاريخي يعكس مدى إيمان ولاة الأمر بضرورة مواجهة الغلو والتطرف بالحديث النبوي الصحيح الذي يعزز جهود المملكة العربية السعودية الرائدة في خدمة هذا الدين والدعوة إليه والعمل به.

أسأل الله تعالى أن يجزي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وأن يبارك في عمره على طاعته وأن يوفق عضده ونائبه ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله- ورعاه لكل ما يحب ربنا ويرضى. 

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، والحمد لله رب العالمين.

وكتبه الدكتور / بدر بن ناصر الجبر

عميد الدراسات العليا


--
22/08/1439 03:22 م
آخر تعديل تم على الخبر:
 

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ