في قبة شورى الخير، (ملك) تجلت فيه قوةٌ وحزمٌ وحكمةٌ، ومنطقٌ وفراسةْ. تحدث فأوجز، وأبلغ وأجاد، وخاطب العالم، بلغة إسلامية وسطية تحكي واقع مملكتنا الغالية، بين فيها محاربة كل فكر متطرف يرى الاعتدال انحلالاً ويستغل عقيدتنا السمحة لتحقيق أهدافه أو عنصرية واحتلال فكانت شاملة وافية المعاني.

تُجيّشُ المشاعر وتطمّن النفس وتعبر عن خلج كل مواطن ومواطنة وتحكي لعالم مضطرب عن سياسة وطننا الغالي، بل وزرعت في نفوس الأجيال الطمأنينة والمستقبل الواعد المشرق الوضاء.

بهذه الكلمات عبر معالي أ.د. سليمان بن عبدالله أبا الخيل مدير جامعة الإمام عن بالغ سروره وامتنانه لمقام خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- الذي  تفضل أمس الأربعاء (13 ديسمبر 2017)، بافتتاح أعمال السنة الثانية من الدورة السابعة لمجلس الشورى، بمقر المجلس في الرياض، والذي أيده الله أصّل المبادئ لمسيرة الوطن منذ أن أسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله- على تطبيق شرع الله، والالتزام بالعقيدة الإسلامية السمحة، وترسية العدل في جميع الأمور، والأخذ بمبدأ الشورى، مشيرًا مقامه الكريم الى شرف خدمة بيتهِ الحرام، ومسجدِ رسوله صلى الله عليه وسلم، وضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار.

وأبان أبا الخيل ما تضمنته كلمة خادم الحرمين الشريفين، وما تحمله تطلعات رؤية المملكة 2030 من خطط وبرامج تنموية تستهدف إعداد المملكة للمستقبل الواعد - بإذن الله- والذي تم خلالها إعادة هيكلة بعض الأجهزة الحكومية، واتخاذ عدد من القرارات لخدمة مصلحة المجتمع، وتعزيز أمن الوطن ومكافحة الفساد، وزيادة مشاركة المواطنين والمواطنات في التنمية الوطنية.

ولم ينس - حفظه الله- دور القطاع الخاص الذي أمر - حفظه الله- اليوم بتوجيهه الكريم بدعمهِ وتحفيزهِ  بمبلغ 72 مليار ريال الذي أعده -أيده الله- شريكاً مهماً في التنمية ودعمه الاقتصاد الوطني، والتوسع في توظيف شباب الوطن وشاباته، وتوطين التقنية، العنصر الهام في هذه الرؤية المباركة، مؤكداً -أيده الله- على دعم وتمكين القطاع الخاص وتحفيزه بما يحقق المزيد من النمو والتنمية.

وأشار معاليه، ما أكد عليه خادم الحرمين الشريفين- يحفظه الله – بأن الفساد بكل أنواعه وأشكاله آفة خطيرة تقوض المجتمعات وتحول دون نهضتها وتنميتها، والعزم على مواجهته بعدل وحزم؛ لتنعم بلادنا - بإذن الله- بالنهضة والتنمية التي يرجوها كل مواطن، مشيراً مقامه الكريم بتشكيل لجنة عليا لقضايا الفساد العام، برئاسة صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله.

وأوضح معالي مدير جامعة الإمام عضو هيئة كبار العلماء أن كلمات ملك الحزم والعدل تؤكد على جوانب مهمة يحتاجه العالم وكل فرد من هذه البلاد الطاهرة في تطوير حاضر وبناء المستقبل والمضي قدماً على طريق التنمية والتحديث والتطوير المستمر لهذه البلاد التي تقود العالم اقتصادياً، بما لا يتعارض مع ثوابتها والتمسك بالوسطية سبيلاً والاعتدال نهجاً، كما أمرنا الله بذلك، معتزاً - أيده الله- بالقيم والثوابت.

مضيفاً -أيده الله بحفظه- الى عامل مهم جداً في استقرار العالم الآمن والتي وضحها مقامه الكريم بكل جلاء ووضوح وحزم، بأنه لا مكان بيننا لمتطرف يرى الاعتدال انحلالاً ويستغل عقيدتنا السمحة لتحقيق أهدافه، ولا مكان لمنحل يرى في حربنا على التطرف وسيلة لنشر الانحلال واستغلالاً يسيّر الدين لتحقيق أهدافه، مشدداً - حفظه الله - بمحاسبة كل من يتجاوز ذلك.

واختتم مدير الجامعة أبا الخيل تصريحه بأن المملكة العربية السعودية بقيادة ملك الهمة والعزم والنخوة، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع- حفظهما الله- في كل مناسبة دولية أو محلية، يبديان استنكار المملكة وأسفها الشديد للقرار الأمريكي بشأن القدس لما يمثله من انحياز كبير ضد حقوق الشعب الفلسطيني التاريخي والثابت في القدس التي كفلتها القرارات الدولية وحظيت باعتراف وتأييد المجتمع الدولي.

في وقت تعمل فيه المملكة على مواجهة نزعة التدخل في شؤون الدول الداخلية، وتأجيج الفتن الطائفية، وزعزعة الأمن والاستقرار الإقليمي، وتسعى إلى ترسيخ قيم التسامح والتعايش، وتعمل على رفع المعاناة عن الشعوب الذي أكدته مضامين الكلمة الضافية له -أعزه الله- بنصره وأمده بعمره على الصحة والطاعة، ولسمو ولي العهد دعاؤنا الصادق والخالص لوجهه الكريم بأن يسدد خطاه ويحفظه.

حفظ الله البلاد والعباد والوطن وقادته.