تمتليء قلوب الأوفياء حباً وعطاءً وبذلاً لهذا الوطن الكبير المملكة العربية السعودية، وطن غمر بعطائه وخيراته القريب والبعيد، المواطن والمقيم، المسلم وغير المسلم. وتمر الأعوام ولا تزيد هذا الوطن إلا عزاً ورفعة ولله الحمد والمنة ، هذا العام هو الحادي والتسعون يمر على توحيد هذا الكيان الذي تأسس على إقامة الدين والاجتماع عليه، على هدي من وصية رب العالمين لأنبيائه ورسله عليهم الصلاة والسلام المتمثلة بقوله تعالى:( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه)الآية ، وأعظم إقامة للدين هي إقامة توحيد رب العالمين، وتحقيق التوحيد بنبذ كل مظاهر الشرك فلا معبود بحق الا الله تعالى، وإقامة الدين بإقامة الصلاة فهي عمود الدين ، وهذا ما بنى عليه هذا الوطن على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه ، أقامه على توحيد الله ونبذ مظاهر الشرك، وإقامة الصلاة وتعظيمها، وكم نحن بحاجة الى التفكر في هذا الكيان الذي نعيش فيه وننعم بخيراته، كلما تنقل المرء فيه من مكان الى مكان ومن بلد الى بلد شماله وجنوبه شرقه وغربه، وحدة وطنية وتآلف، وتعاون بين الناس وتكاتف، وكم كان من قبل في شتات وتفرق، واختلاف وتناحر، يرى المرء نور العلم يسطع في كل مكان منه، في مدارس ومساجد، وفي جامعات ومعاهد، وكم كان من قبل يفتقد كثيراً من أسباب العلم والتعلم. للمرء أن يرجع الى الوراء في كثير من أرجاء هذا الوطن ويرى الفرق الكبير بين الأمس واليوم، وطن يسابق الزمن ويأبى التوقف، يرعاه ملوك أفذاذ أخذوا على عاتقهم نصرة هذا الدين وخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما ، وخدمة الإسلام والمسلمين ، أخذوا على عاتقهم الأخذ بالأسباب لرفعة هذا الوطن وعزته وقوته، ليكون في الصف الأول من العالم وقد كان ذلك ولله الحمد. من حق الأجيال أن تقف على حقائق كثيرة تجهلها، من حقها أن تفخر كيف كان هذا الكيان من قبل ومن بعد، وكم بذلت لذلك من جهود وأموال، ومن أوقات وتضحيات، حتى وصلنا إلى ما نحن فيه. المملكة العربية السعودية اليوم ولله الحمد قلب العالم النابض عاصمتها عاصمة قرار، وملوكها محل نظر ملوك العالم وتقديره، فهم ساسة بحكمة واقتدار، وبحزم وعزم، ورحمة وإحسان.
المملكة العربية السعودية يفرح بها كل مواطن ويفخر، بل كل مسلم ، ولا عزاء لأعين الخائنين لها المتربصين بها، فإن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. يفرح بها كل مقيم على أرضها، وكل من نعم بخيرها الوافر، بلد عطاء وكرم بلا من ولا أذى . وهذه الجائحة التي مرت بالعالم كله وكان نهج المملكة فيها فريداً لا مثيل له هي أكبر دليل وبرهان، وهي في منظومة مواقف ومشاهد لا حصر لها تبين معدن هذا الوطن وقيادته الرشيدة ومواطنيه الأوفياء.
المملكة العربية السعودية حق لها أن تهنأ بيومها وأمسها ولتهنأ بحاضرها وماضيها ولتنعم بإذن الله بمستقبل مشرق في ظل رؤية واعدة وأجيال طموحة تترقب صعود المعالي وامتلاك المعرفة وأسباب الحضارة.
اللهم احفظ لهذا الوطن أمنه وعقيدته ومقدراته، واحفظ إمامنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وأدم علينا نعمة الأمن واحفظ جنودنا وحدودنا، واكفنا شر كل ذي شر ورد كيده في نحره.
أ د عبدالله بن إبراهيم اللحيدان
الأستاذ بالمعهد العالي للدعوة والاحتساب.