ضمن مشروع تعزيز كفاءة البحوث العلمية باللغة العربية في مجالات العلوم الاجتماعية والإنسانية في الجامعات السعودية نظمت وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الملتقى الثالث بعنوان (تعزيز كفاءة البحث العلمي وتميز الباحث في الجامعات السعودية)، وقدمته سعادة الأستاذة الدكتورة هند بن محمد الأحمد، يوم الاثنين 21 جمادى الثاني ١٤٤٣هـ، الموافق 24 يناير 2022م، حيث يستهدف الملتقى الباحثين بالكليات المعنية بالمشروع.، وشملت محاور الملتقى: رسائل الماجستير والدكتوراه، ومقررات البحث العلمي للدراسات العليا، والتحديات التي تواجه الباحثين، ومستوى التأهيل، وبرامج التدريب، وبرامج التحفيز.
وبدأت الأستاذة الدكتورة هند الأحمد حديثها عن مشروع تعزيز كفاءة البحوث والدراسات العلمية باللغة العربية في مجالات العلوم الاجتماعية والإنسانية، حيث يأتي هذا المشروع الوطني الذي تقوده وزارة التعليم ضمن أولويات المملكة لدعم اللغة العربية والمحتوى العربي العلمي والبحثي على المستوى المحلي، وتماشياً مع أهداف التنمية المستدامة ذات البعد التعليمي والاجتماعي وأهداف رؤية المملكة 2030 الاستراتيجية. ويستند هذا المشروع الوطني إلى مراجعة البحوث والدراسات العلمية المكتوبة باللغة العربية في مجالات العلوم الاجتماعية والإنسانية في الجامعات السعودية؛ وذلك من خلال محاور، وهي: مراجعة وتطوير كفاءة السياسات البحثية الحالية بما تشمله من: لوائح، وخطط، ومعايير، وآليات، إلى جانب مراجعة كفاءة البحث العلمي بما يشمل من آليات ومعايير تحكيم، ونشر علمي، وإجازة البحوث والأطروحات، ومفردات مقررات مناهج البحث، بالإضافة إلى مراجعة تميز الباحث من ناحية معايير التأهيل، والتدريب، والتحفيز، وذلك كله لبناء منظومة المعايير والمؤشرات الوطنية الفاعلة لتجاوز الضعف المشار إليه في منطلقات المشروع، ومعالجة الركود والانحراف البحثي في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية.
ثم انتقلت الأستاذة الدكتورة هند الأحمد إلى الحديث عن رسائل الماجستير والدكتوراه؛ حيث كشفت الدراسات في بعض الدول أنه بالرغم من كتابة العديد من المقالات حول تقييم الأطروحات، إلا أن أيًّا منها لا يقدم صورة شاملة وعامة لما يفعله الفاحصون أثناء تقييمهم للأطروحة، ويميل الفاحصون للأطروحة إلى اتباع ممارسات مشتركة لكتهم يختلفون حول التفاصيل، ويتوقع الفاحصون أن تكون الأطروحة جيدة، ويتكون الانطباع الأولي عند الفاحصين على الأطروحة بنهاية الفصل الأول أو الثاني، ويقرأ الفاحص الأطروحة كقارئ أكاديمي وكقارئ عادي، ويفضل الفاحصون الأطروحة المتماسكة، والتي تتعامل مع الأدبيات، وذات المنهج المقنع والمناسب، والتي تتعامل مع النتائج. كما يشترط الفاحصون أن تكون الأطروحة قابلة للنشر، ويعطي الفاحصون ملاحظات تلخيصية وتكوينية.
وأشارت الدكتورة الأحمد إلى أن البحث يعدّ أمرًا حيويًا لتوليد المعرفة، وتعد المنهجية مكونًا أساسيًا لتنفيذ أفكار البحث. كما يعد مقرر مناهج البحث مجالًا أساسيًا للدرجة العلمية في برامج الدراسات العليا في الجامعات في جميع أنحاء العالم تقريباً، ومن الأهمية استكشاف حالة التعليم والتعلم في مقرر مناهج البحث، وكانت قراءة الأدبيات والكتابة والنشر والتسجيل في برامج الدرجات البحثية ومراجعة الأقران والمشورة من الخبراء والمشاركة في ورش العمل من الاستراتيجيات الرئيسية للتعلم التي استخدمها أعضاء هيئة التدريس في معظم الجامعات.
وأكدت الدكتورة الأحمد أن معرفة منهجية البحث أمر ضروري لإكمال برنامج الدراسات العليا في الوقت المناسب، وأن الهوية الأكاديمية المهنية مهمة لأنها تدعم الشعور بالانتماء وتسهم في التقدم العلمي لأي تخصص، ومع ذلك فإن الهوية الأكاديمية المهنية لأعضاء هيئة التدريس الذين يشاركون في مقررات مناهج البحث معقدة ومتنوعة بشكل خاص.
وذكرت الدكتورة كشف الدراسات في بعض الدول عن أن أعضاء هيئة التدريس والطلاب وطريقة التدريس ومحتويات المقرر هي مكونات مهمة لتعليم مقرر مناهج البحث، وأكدت على أهمية مناقشة المعضلات والقضايا التي تواجه هيئة التدريس في العلوم الاجتماعية والإنسانية أثناء تدريس مقررات مناهج البحث في خمس مراحل من عملية البحث، بما في ذلك وضع تصور البحث، والطريقة أو التصميم، وجمع البيانات، وتحليل البيانات، ومرحلة الاستدلال. وتحديد الموضوعات التي تُدرّس في هذه المقررات وتجديدها باستمرار، والموازنة في المحتوى ما بين الأساليب الكمية والنوعية والمختلطة.
واستعرضت الدكتورة تقنيات مختلفة ومهام للطلاب يستخدمها أعضاء هيئة التدريس للتعليم في مقررات مناهج البحث، منها: السماح للطلاب بتدريس بعضهم البعض، وتوفير الفرص لانتقاد المقترحات البحثية لبعضهم البعض، والسماح لهم بتقديم موضوعات البحث الخاصة بهم، وإنشاء شبكات لمتابعة البحث، والتنسيب في مكان العمل، وكتابة مقترح لنشر البحث، ويعدّ المكونان الأخيران ضروريين في مهام الطلاب، كما استعرضت عددًا من المبادرات المرتبطة بدعم تطوير الباحثين؛ من حيث مواجهة التحديات، ومستوى التأهيل، وبرامج التدريب والتحفيز في الدول المتقدمة.
وفي نهاية الملتقى أجيب عن عدد من الأسئلة، و أتيحت المداخلات لمجموعة من الحضور.